الأحد 13 أكتوبر 2024 الموافق 10 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«معركة أوريدو».. طرد مدير شركة يخرج أزمة الجزائر والدوحة إلى العلن

الرئيس نيوز

أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد طبون بإبعاد المدير العام لفرع شركة الاتصالات القطرية "أوريدو" عن الأراضي الجزائرية بعد الإعلان عن خطة الشركة الخاصة بتسريح 900 موظف وعام بها.

جاء القرار الرئاسي بإبعاد مدير أوريدو ويدعى "نيكولاي بايكرز" مفاجئًا ولكنه حمل مجموعة إشارات على وجود أزمة تلوح في الأفق بين الجزائر والدوحة.

ووفقًا لصحيفة "نورث أفريكا بوست" المغاربية،  انتقدت الرئاسة الجزائرية وسائل الإعلام المحلية التي نشرت تقارير غير دقيقة عن زيارة وشيكة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى الجزائر.

وأكدت الرئاسة في بيان "هناك حاجة ماسة للاعتماد على القنوات الرسمية من أجل الحصول على أخبار دقيقة فيما يتعلق بأنشطة الرئيس".

ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن تميم كان سيصل قريباً إلى الجزائر لكن بيان الرئاسة الجزائرية يرجح أن العلاقات بين البلدين قد تراجعت. ويبدو أن طرد "بايكرز" أكبر تأكيد على أن العلاقات الثنائية تشهد توترًا مرشحًا للتفاقم.

وبدأت مؤشرات ضعف العلاقات بالغموض الذي أحاط بالزيارة المزعومة المرتقبة لتميم، والتي وصفها البعض في الجزائر بأنها "عرقلة للتقارب الجزائري الخليجي خلال الأشهر الأخيرة"، في إشارة إلى تبادل الزيارات الدبلوماسية الأخير بين الجزائر والإمارات والسعودية. كما دعت الرياض تبونه لزيارة المملكة.

وقال محللون جزائريون إنه منذ انتخابه للرئاسة، أبدى طبون رغبة في إحداث تغيير جذري لاتجاهات الدبلوماسية الجزائرية للتعبير عن الاستقلال عن كافة التأثيرات الأجنبية، وبصفة خاصة تبديد الصورة التي يروج لها البعض إقليميًا من أن الجزائر جزء من تحالف يضم تركيا وقطر.

وقالت وسائل الإعلام المحلية إن قرار الرئيس بطرد مسؤول الشركة القطرية صدر بناءً على شكوى من فرع النقابات العمالية في أوريدو.

وأضاف الاتحاد أن الشركة تعتزم الاستغناء عن 900 من موظفيها في الجزائر، رغم أنها تحقق ربحًا جيدًا كل عام.

في 19 فبراير، اصطحب مسؤولو الأمن العام السائقون "بايكرز" من مكتبه إلى المطار لترحيله، وقالت التقارير أنه لم تصدر أي بيانات من QTEL - كيوتل التي تحمل الآن الاسم التجاري "Ooredoo"، والتي أصبحت مثل الخطوط الجوية القطرية واحدة من الأدوات التي تستخدمها قطر للضغط على الحكومات في البلدان التي تعمل فيها الشركة.

الجدير بالذكر أنه في عام 2014، خالفت الشركة القطرية العاملة في الجزائر قواعد اللياقة والدبلوماسية عندما تخلت عن رعاية الاتحاد الجزائري لكرة القدم في محاولة لتضييق الأزمة المالية التي كان المنتخب الجزائري يمر بها في ذلك الوقت، وأعلنت الشركة القطرية أنه سيتم استضافة الفريق الوطني في قطر بواسطة قناة beIN Sports بعد مشاركته في كأس العالم 2014، إلا أنه نظرًا لوقف الرعاية في وقت سابق سمحت السلطات الجزائرية بسفر ثلاثة لاعبين فقط إلى الدوحة وانعكست هذه المخالفة البروتوكولية على مجمل العلاقات بين الجزائر وقطر استجابة لرغبة شعبية في الحفاظ على كرامة المنتخب الوطني.ما أدى إلى إخفاق ملحوظ للمساعي الدبلوماسية التي تبذلها الدوحة لتحسين علاقاتها بالجزائر.

الطريف أن موقع "ميدل إيست مونيتور" اللندني الذي تموله قطر، أشار إلى "بايكرز" على أنه مدير ألماني تم طرده من الجزائر بسبب فصل 900 موظفًا دون الإشارة في عنوان الخبر إلى صفته كمدير لشركة اتصالات "قطرية".