لماذا يشغِّل مجدي يعقوب موسيقى في غرفة العمليات؟
"مجدي يعقوب".. يكفي أن تقول الاسم لتشعر بامتنان شديد لوجود صاحبه بيننا، لينقذ حيوات الكثيرين، ويمنح قلوبهم أملا في حياة أفضل، ويشع بيننا طاقة من البهجة والرغبة في العطاء وحب الخير.
في كل مناسبة يجري فيها تكريم الجراح المصري الشهير، يتسابق الكثيرون في إظهار حبهم لهم، وهو ما حدث بعد منحه الدكتور مجدي يعقوب وشاح محمد بن راشد للعمل الإنسانى لقاء جهوده فى العمل الخيرى والإنسانى وإنجازاته الطبية والعلمية.
ومع تظاهرة الحب هذه، نستعيد هنا تفاصيل إنسانية عن حياة "ملك القلوب"، من خلال لقاء تلفزيوني قديم أجراه مع الإعلامي طارق حبيب، في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
اللقاء دسم للغاية، فبرغم رداءة الصورة في الفيديو، سنتتطيع أن نتعرف عن رأي عدد من المشاهير في الأدب والفن وأساتذة وزملاء مجدي يعقوب فيه، كما سنشاهد مشاهد من عملية جراحية سيجريها طبيب القلب للمحاور طارق حبيب.
البرنامج يبدأ بمشاهد صور لطارق حبيب في لندن، حيث ذهب لمقابلة يعقوب، لكن الحوار يؤجل بسبب انشغال الطبيب في عملية، لنشاهد لقاءات مختلفة مع مشاهير أجروا عمليات جراحية على يد الطبيب.
أحد الأسئلة التي وجهها طارق حبيب ليعقوب هي عن سبب زيادة أمراض القلب في السنوات الأخيرة.
ويجيب الجراح العالمي أن أول الأسباب هو التطورات التكنولوجية وتوفر الأجهزة الحديثة التي اكتشفت هذا المرض الذي كان موجودا من قبل، والسبب الآخر أن ضغوط الحياة السريعة تسبب أيضا بما تشكله من عبء على البشر في إصابتهم بمرض القلب.
الجزء الثاني من حوار أديب مع مجدي يعقوب كان في مصر، وفيه ذكر يعقوب إنه يجري نحو 20 عملية في الأسبوع (آنذاك)، فيما رجح أن يكون عدد عمليات القلب التي أجراها منذ بداية عملها بها 4 آلا ف عملية.
ويشرح أنه يعمل لمدة 15 ساعة في اليوم، بمعنى أن هناك 9 ساعات فقط متبقية للراحلة والنوم والتنزه والقراءة، ويبرر الطبيب ذلك بأنه ينظم وقته، بعكس الذي يعمل طويلا دون تنظيم ووقته فيقع عليه ضرر من ذلك.
يشدد يعقوب على أنه في وقت إجراء العملية، يكون كل فرد في فريق العمل مكلف بمهمة، ومن المهم ألا "يتكهرب" الجو في هذه الأثناء، أو أي أحاديث بين الأفراد إلا فيما يخص المريض والعملية فقط، لذلك تسود حالة من الهدوء في الغرفة، فجاءته فكرة أن يشغل موسيقى كلاسيكية في غرفة مجاورة لغرفة العمليات وهناك يصله الصوت الذي يكون مفيدا لللغاية أثناء العمل.
يهوى مجدي يعقوب قيادة السيارات "السبور" ويسأله طارق حبيب عن ذلك، فيقول إنه معجب للغاية بأي ماكينة بذل مصنعوها مجهودا كبيرا لتقترب من حد الكمال، وبالنسبة للموسيقى فإنه يحب الأنواع الكلاسيكية، وعن القراءة نكتشف أنه بخلاف قراءاته العملية التي تستغرق 95 % من وقت قراءته، يطالع المؤلفات الأدبية وكتب عن زهور الأوركيد.
أخيرا، كان يعقوب يحلم منذ صغره بأن يكون طبيبا جراحا، لكن المذيع عندما سأله عن أي مهنة كان سيحب أن يعملها لو لم يكن جراحا، أجاب : "كنت أحب أكون فلاح، لأني أحب الزراعة".