آخرهم «القرني».. السلفيون ينقلبون على أفكارهم.. وخبراء: المراجعات سبوبة
نشر الداعية الداعية السعودي، عائض القرني، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" برأ ذمته من تأييده يومًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفا إياه بـ"المخادع عدو الأمة الإسلامية".
وقال القرني، خلال الفيديو: "أبرأ إلى الله من ثنائي القديم عليه، كنت مخدوعا به كغيري من المسلمين، ولست معصوما ولا نبيا، أظهر لنا حسنا، ونحن نحب الإسلام ونحب من ينصره، لكنه ظهر على حقيقته، ومواقفه مشينة معيبة منها العداء لبلاد الحرمين، وعدم نصرة المسلمين".
وكان عائض القرني في مايو الماضي أثار الجدل باعتذاره عن “الأخطاء التي وقع فيها بالماضي بتبني "خطاب الصحوة"، وتحدث عن أبرز أخطاء الصحوة الاستراتيجية التي تمثّلت في مواجهة الدولة"، وقال آنذاك إن دولة قطر وأميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة، سعيا لاستمالته ومعهما الإعلام القطري، مؤكداً أنه حين انكشف المشروع القطري أمامه عاد لوطنه مقدماً الاعتذار، وقال القرني الذي عدل من إطراءاته للرئيس التركي أردوغان إن الإعلام القطري يخدم دولاً وتنظيمات معادية للسعودية، مؤكداً أنه كلما ابتعد المواطن السعودي عن دولته خلال الفترة الماضية، كان محبباً لدى قطر.
الحويني يتراجع عن أراء في سنوات شبابه
وسبق موقف اعتذار عائض القرني أمس، الشيخ أبي اسحاق الحويني منذ أيام، الذي خرج وتراجع عن مسائل شرعية مبديا الندم والاعتذار عما بدر منه بشأن بعض الأمور، مؤكدًا أنه لم يكن من المفترض أن ينشر شيئًا فى سنوات الأولى التى أمضاها طالبًا للعلم، لكن حظ النفس هو ما دفعه لذلك.
وقال الحويني: "النشر شهوة لما يطلع اسمك على كتاب والناس يتداولونه وتبقى معروفًا ما هى دى حظ النفس عندنا كلنا".
وأحدث تصريحات الحويني، زلزالاً داخل التيار السلفى، حيث سعى عدد من القيادات السلفية لتبرير اعتذارات الشيخ، لكنها قوبلت بهجوم شديد من الكثيرين، من علماء الأزهر والاعلاميين، وغيرهم.
محمد حسان أيّد "مبارك" ثم عاد ليؤيد ثورة يناير
أثناء ثورة 25 يناير ظهر الشيخ محمد حسان في مقطع فيديو وقتما كان مبارك لا يزال رئيسًا لمصر، وكانت المظاهرات والدعوة للتغيير تملأ شوارع مصر ، فخرج حسان يمدح في مبارك ويمجد فى كلمات مبارك وحكمته، وقال نصا: «أحيى لله الرئيس مبارك والله لله أحيى كلمات الرئيس مبارك حين قال، إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى أمام القضية الفلسطينية كلمات رائعة من رجل حكيم يجب على الأمة أن تقدره».
ومع اشتعال شرارة ثورة 25 يناير وسط صمت من محمد حسان، طلب منه شباب التيار السلفى النصيحة للمشاركة ولكنه لا يرد، ظل أيام على هذا الوضع حتى تنحى مبارك، فخرج حسان في مقطع فيديو أخر وهو يبكى من الفرحة، قائلاً: «إنه فرح وهو يشاهد صورة مبارك يتم إزالتها لأن الإله هو الرب والواحد ومبارك كان يؤله نفسه، لطالما صرخنا مرارا وتكرارا ولكن هيهات قل من يتعظ وقل من يعتبر وقل من يتذكر وصدق ربى إذ يقول ذلك جزيناهم ببغيهم.. من الملك الآن».
من جانبه قال عبدالله عبدالناصر حلمى، أمين عام اتحاد القوى الصوفية، إن المراجعات المعلنة كما يرددون، سبوبة للعودة إلى الأضواء وغير جادة، فالأفكار والآراء الأولى استمر الترويج لها سنوات طويلة بالنكات والحواديت تارة، وتقديم براهين وحجج واهية تارة أخرى.
وأوضح حلمي، أن لسان الاسلاميين فضح ضعف عقولهم وفساد أرواحهم، موضحًا أن الإسلاميين تورطوا في مستنقع السياسة وكان هذا أكبر خطاياهم.
وأضاف حلمي: "الأساليب السيئة في الدعوة من سب المخالفين وتكفيرهم إلى الاستعلاء على الجميع موجودة، وليرجعوا الخطب وندوات أبو إسحاق الحوينى ومحمود المصرى ومحمد حسين يعقوب ليروا حجم الإهانات التى ألقوا بها الجميع، فهذه ليست دعوة وإنما تجارة خاسرة ردت إليهم".
ووصف أمين عام اتحاد القوى الصوفية: "السلفية شر وخطر ووبال على الإسلام والمسلمين، ولن يكون لها مراجعة حقيقية أبداً".
فيما قال إبراهيم ربيع، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن السلفيين ليس لديهم مراجعات ذاتية حقيقية، فهم يعتقدون أنفسهم على صواب، وأنهم لا يخطئون، ويعتبرون التيارات الأخرى مثل التبليغ والدعوة، والجهاد، والجماعات الإسلامية، والتكفير والهجرة، والإخوان، جميعهم ليسوا على حق، وأن المراجعة الحقيقية تكون بإعلان هؤلاء أنهم من الآن مرجعهم فى الدين والعلم الشرعى، الأزهر الشريف ولجنة الفتوى، وغير ذلك لا تكون مراجعة.
وأضاف ربيع لـ"الرئيس نيوز"، أن مشايخ وقيادات السلفية، شعروا بأن رصيدهم الاستراتيجى تآكل عند الناس، إنما القطعان المقتنعون بهم يسيرون وراءهم دون مشكلة، فالبيت المصرى منذ 2005 حتى الآن، كان مخطوفاً ذهنياً من هذه المشايخ السلفية، فربة المنزل تسمع هؤلاء المشايخ وتتصل بهم للحصول على فتوى، وبعد 2013، كشف كل ذلك، وشعر هؤلاء المشايخ أنه لم يعد لهم وجود، والدولة تحجمهم، فهم يريدون العودة بوجه آخر ليتقبلهم المصريون، فهم يعلمون أن المصريين عاطفيون وطيبون، وربما يتقبلون ذلك.