الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

افتتاح مصانع حربية وشراكات عالمية.. هل تحقق مصر الاكتفاء العسكري؟

الرئيس نيوز

جاء الجيش المصري ضمن أقوى 10 جيوش في العالم، متفوقا على جيوش كبيرة أخرى، في التصنيف السنوي لموقع "غلوبال فاير باور" العالمي المختص بالشأن العسكري للدول.

ويستخدم الموقع العسكري 50 عاملا خاصا، لتقييم جيوش العالم، منها القوة العسكرية والاقتصادية واللوجستية والجغرافية، من أجل تحديد مؤشر القوة لكل دولة.

بداية من مجال التسليح، إذ شهدت مصر عمليات تحديث نوعية كبيرة لترسانتها منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم في 2014، جنباً إلى جنب مع إنشاء القواعد العسكرية، والاعتماد على تنويع مصادر التسليح، وتنمية مجالات التصنيع الدفاعية المحلية. في هذا التقرير يرصد «الرئيس نيوز» مراحل التطور:

الرافال في 2015

في 2015، قامت مصر بشراء عدد كبير من طائرات رافال الفرنسية وحاملتي طائرات فرنسية من طراز "Mistral"، وكذلك عدد من الغواصات الألمانية "Type" و"ميكو A200"، إضافة إلى 52 مروحية هجومية فائقة القوة من طراز "Ka-50" الروسية، فضلاً عن سعيها للحصول على 20 مقاتلة "سوخوى 35 الروسية"، وإجراء مفاوضات مع إيطاليا لشراء فرقاطتين حربيتين من طراز "FREMM".

وقبل أيام، كشفت صحيفة "Il Sole 24 Ore" الإيطالية، عن وجود صفقة لبيع فرقاطتين إيطاليتين من طراز "Bergamini" إلى مصر، كما أشارت إلى أن مصر تنتظر الحصول على 4 فرقاطات أخريات، و20 لنشاً مسلحاً من فئة "Falaj II"، فضلاً عن مساع للحصول على 24 مقاتلة من طراز "Eurofighter Typhoon"، إضافة إلى قمر صناعي للاستطلاع والتصوير الراداري، وطائرات تدريب متقدمة، ومروحيات "AW149".

كما عقدت مصر شركات استراتيجية عدة منها، في 2018 أثناء زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا، إذ أعلن مساعد الرئيس الروسى يورى أوشاكوف، أنه تم عرض مجموعة من الأسلحة والمعدات العسكرية على الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته إلى سوتشى. وأوضح «أوشاكوف» أن المعدات العسكرية التى سيتم عرضها قد تشتريها القاهرة فى المستقبل، بالإضافة إلى عرض سيارات جديدة من طراز «أوروس»، المصنوعة بموجب مشروع «كورتيج» لسيارات الكرملين والحكومة الروسية مؤخراً.

وفي أبريل 2017، كانت مصر على موعد مع تنفيذ شراكة من نوع آخر إذ انضمت غواصة «دولفين» الحديثة ألمانية الصنع، التى تعتبر من أحدث الغواصات فى العالم، إلى الخدمة رسمياً فى صفوف قواتنا البحرية.

وكانت مصر قد تعاقدت على الغواصة الحديثة بتاريخ 12 ديسمبر عام 2011، وبدأت أعمال بنائها بمدينة كييل بألمانيا الاتحادية بتاريخ 7 مارس عام 2012، لتستغرق أعمال بنائها 57 شهراً، ثم جرى تدشين الغواصة فى عام 2015، ثم تسلمها، ورفع العلم المصرى عليها الفريق بحرى أسامة منير ربيع، قائد القوات البحرية الأسبق، بتاريخ 12 ديسمبر 2016.

تصنيع طائرات درون

خلال زيارة الرئيس السيسي التاريخية إلى بلاروسيا منتصف 2019 والتي تعد أول زيارة لرئيس مصري، كشف رئيس غرفة الصناعة والتجارة البيلاروسية فلاديمير أولاخوفيتش، أن مصر وبلاده تنويان إطلاق خط إنتاج مشترك للطائرات الدرون.

وقال أولاخوفيتش الذي رجح بدء انتاج الطائرات العام الجاري، أن هناك مجالات تكنولوجية جادة يمكن العمل عليها، متوقعاً أن تكون هناك حركة ملحوظة وسريعة في إنتاج طائرات بلا طيار تم تطويرها في بيلاروس.

اكتفاء ذاتي من الذخيرة

وفي السياق، دشنت مصر قبل أيام "مصنع 300" الحربي للذخيرة، بحضور الرئيس السيسي، في شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة في ذخائر الأسلحة المتعددة الصغيرة والمتوسطة والقذائف، و تفقد الرئيس الجرافة المصرية الجديدة  long life LD900 والعربة المدرعة سيناء 200.

كما افتتح الرئيس عددا آخر من المشروعات الجديدة للإنتاج الحربي عبر الفيديو كونفريس بالمصانع الحربية ١٤٤ ببنها، و٢٧٠ بقها، و٩٩٩ بحلوان.

وخلال تدشين المصنع، كشف وزير الدولة للإنتاج الحربي، محمد العصار أن الوزارة وضعت خطة بالتعاون مع وزارة الدفاع لتطوير صناعة الأسلحة والذخائر المنتجة داخل الشركات التابعة، لن تستورد مصر طلقة ذخيرة واحدة.

وأوضح أنه تم تقسيم كلفة الخطة على 3 سنوات لتنفيذها بشكل جيد، مشدداً على أن مصر تستهدف تصنيع سلاحها بأيدي أبنائها.

وأشار "العصار" إلى أن الهدف من وزارة الإنتاج الحربي، هو تلبية احتياجات القوات المسلحة"، لافتاً إلى أن شركات الإنتاج الحربي تصنع كافة الدبابات والعربات المدرعة والكباري وأجهزة الاتصالات للقوات المسلحة.

وأضاف "العصار": "ننتج دبابة في مصانعنا بأيد مصرية وبالتعاون مع الجانب الأمريكي، فضلًا عن إنتاج عربات مدرعة بإمكانيات وتصميمات مصرية كاملة".

مدرعات مصرية

كما أعلن "العصار" نجاح مدرعات ST 100 وST 500 المصرية في اجتياز الاختبارات التي شاركت خلالها السعودية والإمارات.

وأكد وزير الدولة للإنتاج الحربي خلال مؤتمر صحفي أن هاتين المركبتين تناظران أفضل مركبات القتال في العالم، كما أشار إلى امتلاك الهيئة القومية للإنتاج الحربي 17 مصنعاً تنتج الدبابات والسيارات المدرعة والأسلحة والذخائر.

من جانبه، قال اللواء أركان حرب فؤاد فيود مستشار مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، إنه يوجد براءة اختراع للأسلحة المصنعة، ولبدء تصنيع السلاح، لابد من الحصول على "التصريح" من مخترع السلاح للبدء في تصنيعه.

وأضاف أن مصر لديها الكفاءة الفنية والقدرات العلمية القادرة على صناعة الأسلحة الخاصة بها، لافتاً إلى أن مصر بدأت التصنيع عام 1951، بصناعة الرشاش " 7.62".

وتابع: "بالتنسيق مع أصحاب براءات الاختراع، يمكن لمصر تحقيق الاكتفاء العسكري الذاتي".

وأوضح فيود أنه في عام 1973، كانت مصر تستورد عجلات العربات "الجيب" العسكرية وكانت "رفيعة" الحجم، مايعني أن هجوم قوات الجيش على العدو بحجم هذه العجلات وعلى أرض رملية، فإنها كانت ستتعثر "تغرس في الرمال".

وأكمل: "واجهت مصر في ذلك الوقت مشكلات في استيراد العجلات، إلا أنها كانت تمتلك المكونات العلمية لتصنيعها، وعليه قام الجيش بتصنيع عجلات عريضة بمكونات مصرية خالصة، وتم

إرسال عينة من الإنتاج المصري إلى الخارج لمعرفة مدى كفاءتها، وعليه جاء الرد بأنها مطابقة للمواصفات بنسبة 100%.

وشدد على أن مصر  تسعى بجهود حثيثة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من التسليح بقدر الامكان.

أشار مستشار مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، إلى أن التسليح المصري سابقاً كان من المعسكر الشرقي "الاتحاد السوفييتي سابقاً"، قائلاً: "عندما نفذت إسرائيل عام 1955 غارة على غزة واحتلت العوجة، كانت مصر قد وقعت اتفاقية الجلاء على 1954، ولكن الإنجليز كانوا لايزالون في مصر حتى ذلك الوقت، إذ أن الجلاء قد تم 18 يونيو 1956.

واستطر فيود: "طلب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في ذلك الوقت سلاحاً من بريطانيا وكان حينها رئيساً للوزراء، إلا أنهم رفضوا طلب عبدالناصر، ما دفعه لتوقيع صفقة سلاح مع تشيكوسلوفاكيا والتي كانت ضمن حلف وارسو وتابعة للاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، وقامت بريطانيا والولايات المتحدة بالرد عليه بوقف قرض بناء السد العالي، لذلك قام بتأمين قناة السويس قبل العدوان الثلاثي على مصر".

وأتم مصر الآن لا تعتمد على تسليح من جهة معينة، ولاتعتمد على سلاح من جهة واحدة، حتى لايتم التحكم في قرارها السياسي، مشدداً على قدرة الهيئة العربية للتصنيع على صناعة كل شيء.