الأحد 19 يناير 2025 الموافق 19 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بدء سريان اتفاق مؤقت بين "طالبان" وأمريكا لوقف إطلاق النار

الرئيس نيوز

وسط تفاؤل حذر، بدأ الأفغان يومهم، السبت، في أول أيام هدنة وقف إطلاق النار بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة. ومن المفترض أن تستمر أسبوعا، على أن يتم تشكيل شرطا مسبقا لتوقيع اتفاق دائم وشامل بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" في نهاية الشهر الجاري.

بحسب ما هو معلن فقد تم تحديد موعد تطبيق الهدنة التدريجية اعتبارا من منتصف ليل الجمعة/ السبت. فيما تكشف تقارير عن أن الاتفاق بين الطرفين بشأن وقف إطلاق النار وجدول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، فيفترض أن يتم توقيعه بالأحرف الأولى في 29 فبراير، شرط تراجع الهجمات على كل الأراضي الأفغانية، كما تشترط واشنطن مسبقا.

وتهدف هذه الهدنة الجزئية أو "خفض العنف" إلى إثبات حسن نية مسلحي "طالبان" قبل أن يوقعوا في نهاية الشهر الجاري اتفاقا تاريخيا مع واشنطن حول انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من البلاد مقابل ضمانات أمنية.

ويفترض أن يفضي الاتفاق أيضا إلى بدء مفاوضات أفغانية تهدف إلى تقرير مستقبل البلاد، بينما كانت حركة طالبان قد رفضت طوال 18 عاما التفاوض مع السلطات الحاكمة في كابل، معتبرة أنها "دمية" تحركها واشنطن.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أحد أعضاء طالبان في إقليم مايوند بولاية قندهار، قوله: "تلقينا أوامر من قادتنا تطلب منا الاستعداد لخفض أعمال العنف اعتبارا من يوم السبت". فيما تحدثت مصادر أخرى من الحركة أن خفض المعارك لن يطبق سوى "في المدن والطرق الرئيسية"، موضحة أن "هذا يعني أن العنف قد يستمر في بعض الأقاليم" الريفية.

واستضافت الدوحة تلك المباحثات؛ إذ تفتح قطر مكتبًا لحركة طالبان بتكليف من الولايات المتحدة، واستضافت قطر العديد من مباحثات السلام بين الطرفين، حتى تم الوصول إلى تلك النقطة.

ويريد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من أفغانستان، وكان تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة طرد حركة "طالبان" من السلطة في أفغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وخاض مسلحو الحركة، الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، حملة عسكرية متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من الجنود والمدنيين الأفغان.

كان الباحث المُتخصص في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، قال لـ"الرئيس نيوز" خلال وقت سابق، إن أمريكا تدرك أن حربها في أفغانستان فشلت، ولم تستطع تحقيق المراد من الحملة التي تعد أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في العقدين الماضيين، ولا تزال تتكبد فيها خسائر بشرية ومالية باهظة؛ وهي تريد حاليًا الوصول إلى اتفاق للخروج من هناك، بشرط أن يحفظ ماء وجهها.

أضاف: "الرئيس ترامب تعهد إيضًا إبان حملته الانتخابية بالانسحاب من أفغانساتان، ووصفها وقتذاك بـ"الحرب الا نهائية"، لذلك هو حريص أن ينسب إليه الفضل في إعادة الجنود الأمريكان من أفغانستان؛ كجزء من نصر سياسي ربما يخدمه في الانتخابات الأمريكية المقبلة.

استرسل أمين في شرح الجزئية المتعلقة بفشل واشنطن في أفغانستان بالقول: "أمريكا لم تعد تواجه فقط طالبان بل ظهر وحش آخر هو (داعش) زاد من التحديات الأمنية أمام القوات الأمريكية، في ظل ضعف ظاهر لحكومة كابل، التي لا تقوى على مواجهتمها (طالبان – داعش)؛ ما ترتب عليه فقدانها العديد من الأراضي التي كانت تسيطر عليها".

 أشار أمين إلى أن أمريكا أرادت استغلال العداء بين (طالبان وداعش) وسعت للاتفاق مع الأولى ضد الثانية، مع وعدها الأولى بإشراكها في العملية السياسية والسماح لها بالعودة إلى المشهد مجددًا الامر الذي يغضب حليف واشنطن (في إشارة منه إلى حكومة كابل).

اختتم أمين حديثه بالقول: "الإشارات الصادرة من الرئيس ترامب تؤكد قرب التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام بين الطرفين، ربما يكون أبرز بنوده السماح لطالبان بالعودة إلى المشهد السياسي، والاعتراف بها كشريك في الحكم، لكن هذا لا يعني عودة الاستقرار إلى أفغانستان، فطالبان لا تزال تعتنق أفكارها المتطرفة وتريد إعادة استنتساخها مجددًا، وأنها على نقيض تام مع حكومة كابل، كما أن الحركة المتشددة ترفض الاحتكام لصناديق الاقتراع".