بعد تصريحات سلامي.. هل إيران جادة في مواجهة أمريكا وإسرائيل؟
في لغة حادة تعيد الصراع بين أمريكا وإيران إلى الواجهة مجددًا، فتح قائد قوات "الحرس الثوري الإيراني" حسين سلامي، النار في الاتجاهات كافة، مهددًا أن بإمكان قواته إزالة دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإخراج القوات الأمريكية من المنطقة نهائيًا، زاعمًا أن قدرات بلاده العسكرية باتت عالمية.
الأمر لم يكتف على هذا الحد، إنما قال سلامي إن أذرع إيران في (العراق وسوريا ولبنان وفلسطين) هم قوتها الضاربة في المنطقة، وأنهم سيدافعون على (البحرين واليمن وأفغانستان).
ومنذ أقبلت أمريكا على اغتيال قائد فيلق "القدس" قاسم سليماني، في الأسبوع الأول من يناير الماضي، وحرب التصريحات لا تهدأ بين طهران وواشنطن، وقامت إيران بقصف صاروخي على قاعدتين أمريكيتين أحدهما في عين الأسد والأخرى في كردستان. وعلى الرغم من أن طهران أعلنت أن عمليات الانتقام لسليماني انتهت إلا أن قادتها العسكريين وقادة أذرعها المسلحة في المنطقة لا تكف عن إطلاق تهديداتها المستمرة.
ظروف ليست مواتية
أشار القائد العسكري الإيراني، حسين سلامي، إلى وجود إمكانات كبيرة للقضاء على إسرائيل، لكن الظروف الآن ليست مواتية، وكشف أن "بلاده كانت ستستهدف قواعد أمريكية أخرى" بالصواريخ الشهر الماضي. إلا أنه لم يكشف عن الأسباب التي منعت بلاده من القيام بتلك الخطوة. وطالب الإسرائيليين بعدم الاعتماد على الأمريكيين، وزعم أن آخرون فعلوا ذلك ولم يحققوا أي نتيجة.
وبحسب ما هو معلن لم تدخل إيران في أي صدامات مباشرة مع إسرائيل، وأن الأخيرة هي التي دأبت على استهداف مواقع في سورية تضم جنود ومستشارين إيرانيين، من دون الرد على تلك العمليات. وجميع المواجهات بينهما تتم بالوكالة.
أهداف إيران
بحسب حديث الجنرال حسين سلامي مع قناة "الميادين" فإن أهداف إيران تتمحور حول كيفية "انهيار الكيان الصهيوني" والقضاء على وجوده وعلى الوجود الأمريكي في المنطقة، موضحًا أن بلاده ستدعم فلسطين ولبنان وسوريا أكثر من الماضي، وستدافع عن اليمن والبحرين وأفغانستان.
زعم سلامي أن جماعة "حزب الله" أقوى بعشرات الأضعاف مما كانت عليه في حرب الـ2006 وأنها استطاعت التغلب على التكفيريين (في إشارة منه إلى مشاركة التنظيم في الحرب الأهلية الدائرة في سورية وقتاله إلى جانب الأسد)، تابع: "يجب أن ينتبه الإسرائيليون إلى أنهم يواجهون حزب الله الذي بات أكثر تسلحا ومناعة وخبرة". وقال: "كل نقاطكم التي تحتلونها في مرمى نيراننا".
ودافع عن عملية استهداف قاعدتين أمريكيتين، وقال: "إجراء إيران ضد الولايات المتحدة كان دفاعيا بامتياز وهو مشروع وقانوني وحق لنا كان ينبغي أن نحصل عليه". ووفق سلامي: "فقلد اعتاد الأمريكيون أن يواجهوا أي دولة من دون ردة فعل وهذا الأمر جعلهم يخطئون في حساباتهم مع إيران".
يقول الباحث المتخصص في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، إن ما صرح به سلامي ليس بجديد، وأن الجميع يعرف أن أذرع إيران في المنطقة هي (حزب الله في لبنان - أنصار الله في اليمن – الحشد الشعبي في العراق – حماس في فلسطين – وفصائل شيعية مسلحة في أفغانستان).
وتابع: "السؤال الأهم كيف يمكن تشكيل تحالف عربي جديد يعيد تلك الدول وعلى رأسها سوريا إلى عمقها العربي. أظن أن الأمر بحاجة إلى جهد عربي كبير، إلى جانب تفعيل أكثر لصلاحيات الجامعة العربية".
تابع أمين في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "تصريحات سلامي عنترية، وأنه يدرك تمامًا أن الصدام مع الكبار يحكمه ضوابط لا تتوفر في إمكانيات بلاده حاليًا، وإلا لماذا لم نر ثأرًا يناسب اغتيال قاسم سليماني. فقط بضع صواريخ على قاعدتي عين الأسد وكردستان من دون تسجيل أي نتائج حقيقية على الأرض"، موضحًا أن المواجهة مع إسرائيل لا تقل خطورة عن المواجهة مع أمركيا، وإلا لماذا لم نسجل صدام واحد بين البلدين، فقط حروب بالوكالة كما حدث خلال العام 2006 في الجنوب اللبناني، وقد دمر تمامًا ومع ذلك يعتبرونه نصرًا".