بزيارة لاريجاني: إيران تبارك حكومة دياب.. و"حزب الله" يخلد ذكرى سليماني بتمثال
كرست زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى لبنان ولقائه رئيس الحكومة حسن دياب، الاتهامات الموجهة للأخير بأنه رجل إيران الجديد في لبنان.
وجاءت الزيارة بالتزامن مع صدور تقارير ناقشها "الرئيس نيوز" من قبل، وكانت تشير إلى اختيار الإدارة في طهران أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، ليكون خليفة قائد فيلق "القدس" قاسم سليماني، الذي اغتالته مسيرة أمريكية أوائل يناير الماضي، في إدارة الملف العراقي.
الزيارة تزامنت أيضَا مع تطور في الجنوب اللبناني، إذ أزاح "حزب الله" الستار عن تمثال لقاسم سليماني في بلدة مارون الراس الحدودية جنوب لبنان.
ويظهر سليماني وخلفه علم فلسطين مشيراً إليها بإصبعه، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه بمثابة استعمال إيران للبنان في معاركها مع خصومها (أمريكا وإسرائيل).
زيارة لاريجاني التي تعد الأولى لوفد أجنبي يزور لبنان بعدما حصلت حكومة دياب على ثقة البرلمان، تم الإعلان عنها من السفارة الإيرانية في لبنان.
وصرح لاريجاني قبيل سفره إلى دمشق التي انتقل منها إلى بيروت، بأن هناك حاجة إلى "حوار وتشاور أوثق بشأن القضايا المختلفة"، بسبب المؤامرات في المنطقة.
ما يعزز من رغبة إيران في إقحام لبنان في محاورها وأجنداتها الخارجية، ما قاله لاريجاني بأن سوريا ولبنان دولتان مهمتان في محور المقاومة. الأمر الذي فُهم في لبنان، أن الزيارة تأكيد على دور لبنان المحوري في الاستراتيجية الإيرانية.
ترتيب أجندة
وتسبب اغتيال سليماني في ارتباك كبير في الملف الخارجي لإيران، إذ أن القائد الجديد لفيلق "القدس"، إسماعيل قاآني، بحسب ما تم كشفه مؤخرًا ليس مضطلعًا بالشكل الكافي على الملف العراقي، بقدر اطلاعه على ملف الشام (سوريا وفلسطين)، لذلك كانت تبحث طهران على قائد جديد يتمتع بذات الكاريزما التي كانت لسليماني؛ حتى يتمكن من إدارة وتوجيه الفصائل العراقية المختلفة، وبحسب التقارير وقع الاختيار على حسن نصر الله.
وعلى الرغم من الهدوء الحذر بين الغريمين (إيران وأمركيا) بعد توجيه الاولى ضربات صاروخية استهدفت قاعدتيم أمريكيتين أحدهما عين الأسد، والأخرى في كردستان، إلا أن تصريحات المسؤولين سواء في العراق أو إيران، تؤكد أن هناك توجهاً إيرانياً للتصعيد انطلاقاً من أراضي المحور الإيراني.
وزار لاريجاني رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والوزراء حسان دياب، ونصر الله، وذكّر بأن "حزب الله هو سند للشعب اللبناني واستطاع أن يتصدى للإرهاب".
الريفي منتقدًا
بدوره، نقل موقع "اندبندنت عربية" تصريحات للوزير السابق اللواء أشرف ريفي، قال فيها إن زيارة لاريجاني لسوريا ثم لبنان تعجل بفشل حكومة دياب، ودليل واضح على هوية الحكومة الحالية والاستيلاء الإيراني على القرار السياسي والأمني في لبنان، معتبراً تزامن الزيارة مع رفع تمثال لسليماني في الجنوب هو مؤشر لنية إيران تحويل لبنان إلى ساحة إقليمية لمواجهة المجتمعين العربي والغربي.
ورداً على تصريحات لاريجاني خلال زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون قال ريفي "ارفعوا أيديكم عن لبنان كي يبقى حراً سيداً مستقلاً، مشروع الهيمنة والوصاية الإيرانية سيسقط عاجلاً أم آجلاً لأنه مناقِض لحريات الشعوب وأحلامها في مستقبلٍ أفضل، تحرير لبنان من وصايتكم هو المدخل للإنقاذ". وتابع بالقول إن إيران لم تقدِّم للبنان إلا الخراب.
بدوره قال الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب: "للأسف لبنان مقاطعة إيرانية، وحزب الله ذراع قوية لطهران هناك ويعمل على تمرير مشروع الملالي في تلك المنطقة".
وأضاف في تصريحات لـ"اللرئيس نيوز": "منذ اللحظات الاولى والكل يدرك أن حكومة دياب لم تكن لتمر وتأخذ الثقة من البرلمان من دون موافقة إيران عليها، وزيارة لاريجاني تؤكد ذلك، والأيام القليلة المقبلة ستكشف عن تفاصيلها السرية".