بتوجهيات رئاسية.. منظومة المخابز من الطوابير والمسامير إلى الرقمية
يعتبر رغيف الخبز، عنصرا أساسيا يعتمد عليه المواطن المصري في حياته اليومية، ولذلك لا يمكن أن تخلو منه المائدة المصرية.
وأخذت الدولة على عاتقها، العمل بكل السبل لأجل توفير تلك السلعة للمواطن، وأن يكون في متناول كل طبقات الشعب المصري، خاصة الفقيرة والأشد فقراً، كما تعمل بصفة دورية على تطوير منظومة المخابز بهدف ضمان وصول تلك السلعة المهمة بين يدي المواطن بأفضل السبل وأعلى الجودات.
وفي هذا الإطار، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتماعاً بالحكومة تناول متابعة جهود الدولة لتطوير منظومة المخابز على مستوى الجمهورية، وسبل معالجة التحديات القائمة في هذا الصدد.
ووجه الرئيس، بالتنسيق بين الجهات المعنية لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحديث كافة جوانب منظومة المخابز وتداول الخبز على مستوى الجمهورية، بما فيها تشديد الرقابة، وتكثيف المتابعة والجولات الميدانية، بما يضمن ضبط الأداء والتسهيل على المواطنين، مع التركيز في هذا الإطار على الأماكن والفئات الأكثر احتياجاً.
واستعرض الاجتماع أبرز محاور إعادة هيكلة منظومة المخابز، وذلك بهدف تحسين جودة الخبز المنتج وإحكام الرقابة على المخابز وتفادي أي مشاكل حالية، من خلال ميكنة دورة العمل ونظام التحصيل والدفع، بالإضافة إلى رفع كفاءة العمليات اللوجستية، وكذا الاستغلال الأمثل للطاقات التخزينية المتوافرة لضمان التخزين الجيد للقمح وتقليل الفاقد.
القضاء على أزمتي "الطوابير والمسامير"
تحدث الدكتور عمرو مدكور، مستشار وزير التموين لنظم المعلومات والاتصالات، مؤكداً أن العمل مستمر لتطوير منظومة الخبز وتحسين الأداء فيها ليكون بصورة أفضل، ولكي تتواكب مع أحدث التكنولوجيات العالمية.
وأضاف في تصريح خاص خاص لـ"الرئيس نيوز"، أن هناك قطاع كامل للرقابة يعمل على أعلى مستوى للمنظومة ويتم التحديث دائماً لتحسين أداء المفتشين، مشيراً إلى أن هناك ميكنة فعلية لدورة العمل، قائلا: "يعود ذلك بالأمان على المواطن في المنظومة ويضمن وصول الدعم لمستحقيه بشكل أفضل وتقليل تسرب الدعم".
وأكد أن هناك إدراك للمشاكل التي تواجد منظومة المخابز وعمل يجري دائماً لمواجهة هذه المشاكل وتلافيها أولا بأول، ومن يتذكر في الماضي الخبز الذي كان يحتوي على مسامير، وطوابير المخابز ومثل هذه المشاكل التي تمت مواجهتها.
3 شروط للتحول للدعم النقدي
من جهته رحب عطية حماد، رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية، بجهود الحكومة للتحول من الدعم العيني إلى النقدي المشروط، مطالبا بوجود الدراسات والاستعدادات الكافية فالمنظومة ستكون رقمية ويجب أن يكون لها التجهيزات والاستعدادات اللازمة، وكل واحد يعلم ما هو المطلوب منه ليقوم بتنفيذه.
وقال في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز"، إن التعامل مع المطاحن تقع مسؤوليته على وزارة التموين، لكن كما تطالب الوزارة برغيف جيد، يجب أن توفر دقيق بصورة جيدة، مشدداً على أهمية تحديد سعر تكلفة رغيف الخبز خصوصاً بعد تطبيق قانون التأمينات الجديد في الأول من يناير للعام 2020، والذي سيحمل أصحاب المخابز والعمال أعباء جديدة والذي سيكون على حساب الرغيف، فيجب أن تبحث الدولة كل هذه الأمور.
وتابع: "وقبل أي شئ لا بد من تحديد التكلفة المناسبة، حتى يمكن لأصحاب المخابز التجاوب مع المنظومة الجديدة، لكن في النهاية أصحاب المخابز هم منتجون للخبز وما ستطلبه الدولة سيقومون بتنفيذه".
آلية التطوير والانتقال للدعم النقدي
النائب محمد بدراوي، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أشار إلى أن منظومة المخابر والانتقال للدعم النقدي المشروط تتوقف على عنصرين، الأول العنصر البشري متمثل في أصحاب المخابز، والآخر الماكينة الإلكترونية المتمثلة في المعدات التي تستخدم في هذه المنظومة، وهذا هو ما يفترض تطويره، فالمنظومة الآلية المستخدمة لا بد من تطويرها بحيث تكون أكثر سرعة في التلبية وأكثر قلة في الأخطاء.
وأضاف بدراوي في تصريح لـ"الرئيس نيوز": "ما يجري هو التعامل مع منظومة ذكية، والمنظومة الحالية تتعامل مع الأخطاء فقط ثم تتوقف، فنجد الكثير من الأخطاء بها، لذلك فالتطوير يعني تطوير العنصرين التكنولوجي والبشري".
وأردف: "العنصر التكنولوجي هو ما في يد الدولة، بإنشاء ميكنة قوية وذكية، فسيتم التقليل من الاعتماد على العنصر البشري، لكن مع الاعتماد على أن العنصر البشري يصيب ويخطئ، فهناك الكثيرون من أصحاب المخابز، ويوميا ستتواجد مشاكل في محافظة ما أو قرية ما، والعديد من المحاضر الموقعة، فالتطوير الذي يجري يمكن اعتباره تطوير مرحلي، سننتقل بعده إلى التطوير الشامل والكامل المتمثل في إتاحة البدائل أمام المواطنين بالتعامل مع منظومة الخبز، وهذا ما يطلق عليه الدعم النقدي المشروط".
وأكد أنه طالما هناك التزام بالدعم السلعي أو دعم القمح أو دعم رغيف الخبز فستظل هناك العديد من المشاكل المصاحبة لها، لافتاً إلى أنه إذا تم الانتقال وتحرير هذه المسألة فحينها سيمتلك المواطن الأموال التي من خلالها يشتري من أي مخبز يريد، لأن الأسعار أصبحت محررة وواضحة، مشيراً إلى أنه حتى الآن أموال الدعم لا زالت في أيدي حلقة وسيطة عبارة عن شخص صاحب المخبز والماكينة التي أمامه، ولذلك لا بد من استثناء هذا الجزء بأن يذهب الدعم للمواطن مباشرة ويكون هو المتحكم، مشدداً على ضرورة دعم المواطنين وليس السلعة نفسها، لذلك يجب أن تذهب أموال الموازنة إلى الناس مباشرة التي تشتري الخبز لأن الأموال بين يديها.