انتفاضات عمالية تهز قطر وتركيا.. الدوحة تأكل حقوق الوافدين مقابل رشاوى للسماسرة
استمرت تظاهرات عدد من العمال الوافدين إلى الدوحة للمشاركة في مشاريع إنشاء ملاعب كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر، خلال الأيام الماضية، وذلك بسبب تأخر صرف الرواتب، حيث قاموا بقطع الطرق، وأضربوا عن العمل؛ نظرًا للظروف القاسية التي يعيشونها.
وحسب مواقع معارضة قطرية فإن المتظاهرين رفعوا لافتات تفيد بأنهم لم يتلقوا رواتب منذ 4 أشهر، ولم يتوفر لهم سكن ملائم والذين يصل عددهم ما يقرب من مليون عامل آسيوي، واحتج العمال من سياسات إدارة شركة المقاولات والتجارة “BOTC”، والتي يرأسها خالد بن حمد آل ثاني، وهو شقيق تميم، أمير قطر.
من جانبها قامت قطر باستجلاب عمالة إفريقية لسد عجز العمالة وذلك بعد الأزمات المتكررة للعمالة الخاصة بمنشآت المونديال، حيث كشف موقع "النجم" الكيني، عن تزايد أعداد الكينيين الذين تم خداعهم بأموال ورشاوى قطرية من قِبل عملاء عديمي الضمير، ووعدهم بوظائف بناء الملاعب في الدوحة؛ استعدادًا لمونديال 2022.
وأدانت منظمات حقوق الإنسان تلك الممارسات، مؤكدة أن العمال المهاجرين بالدوحة يتعرضون لظروف غير إنسانية بما في ذلك عدم كفاية الطعام والاعتداء والظروف المعيشية غير اللائقة، ولكنها تنجح في جلب العمال الكينيين عبر دفع رشاوى ومبالغ مالية باهظة لوكلاء توظيف لإقناعهم بالسفر.
قال محمد عبدالنعيم، رئيس المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان، إن العمال في قطر يسمون بعمال موت، لأنهم يعملوا في درجة حرارة لا تليق بالمعايير والقوانين التي وضعتها منظمة العمل الدولية ومنظمات المجتمع المدني، موضحًا أن العمال يعملون في درجة حرارة تصل ل 55 تحت الشمس، وكذلك السكن في عنابر غير مفروشة.
وأضاف عبدالنعيم، لـ"الرئيس نيوز"، أن منظمات حقوقية مثل EIR، التابعة لبنجلاديش رصدت الانتهاكات الخاصة بمواطنيها الذين يعملون في قطر، وكذلك دولة نيبال التي أكدت تقارير تابعة لمنظمات غير حكومية، أن مواطنيها يعانون سؤال المعاملة مابين عدم صرف رواتب وظروف غير أدمية للعمل.
وطالب رئيس النظمة المتحدة لحقوق الانسان، منظمة العمل الدولية بضرورة التدخل وملاحقة تلاحق دولة قطر ووزارة العمل بها، على تلك الجرائم والانتهاكات.
وتابع عبدالمنعم، أن العديد من الشكاوى حررتها أسر العمال الأسيويين، مؤكدًا أنه عندما تم مسائلة وزير العمل بقطر، رد أن هناك تسوية مع العمال ولا يوجد أي مشكلات، موضحًا أن وزارة العمل بقطر ساومت العمال على انهاء التعاقد وصرف شهر من مستحقاتهم المتأخرة التي وصلت لـ6أشهر، وعودتهم إلى البلاد مقابل التنازل عن الشكوى.
من ناحية أخرى، هاجم حزب الشعب الجمهوري التركي، السياسات التي يتبعها أردوغان تجاه العمالة، موضحًا في تقرير صدر عنه أن هناك انتهاكات حقوقية تحدث للعمال.
ورصد الحزب عدد الذين لقوا حتفهم جراء تلك الممارسات جاءت أعمارهم كالآتى 14 عاما فأصغر 27 طفلا، وما بين 15-17 عام : 38 طفلا وشابا، وما بين 18-27 عاما 246 عاملا، وكذلك ما بين 28-50 عامًا 833 عاملا، ما بين 51-64 عاما 366 عاملا، و65 عامًا فأكثر 155 عاملا، وغير معروف أعمارهم 109 عاما.