أردوغان يحلم بـ«قناة السويس».. وعلماء: طموحاته ستؤدي لكارثة بيئية
علا سعدي
يتطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإنشاء قناة أسطنبول لكي تكون لدى تركيا قناة مثل بنما، وقناة السويس في مصر، وأعلن أردوغان أن الحكومة تسير قدما في بناء قناة موازية لمضيق البوسفور الذي يفصل بين أوروبا وآسيا.
ولكن معارضون وعلماء يقولون إن خطط أردوغان لبناء قناة جديدة قد تحول الجانب الأوروبي من إسطنبول لكارثة بيئية وتهدد المواقع التاريخية، وتزيد الضغط على عجز الموازنة التركية.
وأشارت مجلة بولتيكو الأمريكية إلى أن أردوغان تحدث لأول مرة عن رغبته في إنشاء قناة إسطنبول في عام 2011 ولم يحرز أي تقدما منذ ذلك الوقت ولكن خلال وجوده في صربيا أعلن في بلجراد أنه سيبدأ حفر القناة في نهاية العام الحالي أو بداية عام 2018.
وقال: “نعتزم فتح قناة جديدة موازية لمضيق البوسفور، وستسمي قناة إسطنبول، ونضع الأساس في نهاية هذا العام أو بداية عام 2018 ومثل ما هناك قناة السويس وقناة بنما سيكون هناك قناة أسطنبول”.
وأوضحت المجلة أن القناة جزء من سلسلة مشاريع بناء ضخمة، تتضمت إنشاء مطار ثالث لإسطنبول وبناء العديد من الجسور، ومن المقرر أن تكتمل بناء هذه المشاريع بحلول عام 2023، في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، وتشير تقديرات الحكومة التركية إلى أن مشروع القناة سيكلف 10 مليارات دولارات.
وأضافت أن قناة إسطنبول سيبلغ طولها 43 كيلومترا وستمتد من البحر الأسود عبر بحيرة كوكوكنيس إلى بحر مرمرة، مرورا بالغابات والحقول ومصادر المياة العذبة على طول الطريق، وأثير مشروع القناة قلقا بيئيا كبير نظرا للمخاطر التي ستنجم عن إنشائه في هذه المنطقة.
ونقلت المجلة عن أنور أكغول عضو في مجموعة دفاع شمال الغابات، وهي مجموعة مقرها في إسطنبول مكرسة لحماية البيئة: “هم أنفسهم يطلقون على مشروع قناة إسطنبول المشروع المجنون لكننا نسميه مشروع الكابوس”.
ويحذر العلماء من أن القناة قد تسبب اضطراب للتوازن الدقيق بين البحر الأسود، وشمال إسطنبول، وبحر مرمرة، إلى الجنوب من المدينة، ومن المحتمل أن تؤدي القناة إلى زيادة كبريتيد الهيدروجين في مرمرة، ما يسبب انتشار رائحة مثل البيض الفاسد في إسطنبول.
ومن المحتمل أن يؤدي بناء القناة أيضا إلى إلحاق أضرار بالمواقع الأثرية التي لا تقدر بثمن مثل موقع باثونيا التي تقدم نظرة تاريخية نادرة للطب البيزنطي وبها قطع أثرية تعود إلى آلاف السنين، وأيضا قد يلحق الضرر في شمال بحيرة كوكوكميس، وعلى طول مسار القناة المخطط لها يقع أغلب المواقع الآثرية مثل كهف ياريمبورجاز.