الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حوارات الخطاب الديني «2».. آمنة نصير: التأخر في مراجعة بعض آراء التراث سهل للمتطرفين "حجج القتل"

الرئيس نيوز

أستاذة الفلسفة: توصيات مؤتمر الأزهر جيدة وننتظر تفعيلها

نصير: لا نريد أن نُقتلع من جذورنا ولا نريد أن نكون في غربة عن مستجدات العصر

 

عبرت أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، عضو مجلس النواب، آمنة نصير، عن رضاها عن توصيات التي خرجت من مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الإسلامي، ووصفتها بـ"الجيدة"، وأنها حددت القاعدة التي ستحكم التحرك في تلك القضية وهي أنها لا اقتراب من الأدلة قطعية الثبوت والدلالة، وإنما الاجتهاد سيكون في الأدلة ظنية الثبوت والدلالة.

ولفتت في حوار مع "الرئيس نيوز" أن التاخر في مراجعة بعض الآراء التراثية سهل للمتطرفين العثور على حجج القتل، وقالت: "لا نريد أن نُقتلع من جذورنا ولا نريد أن نكون في غربة عن مستجدات العصر".

وفيما يلي نص الحوار

 

*برأيك ما أهمية تجديد الخطاب الديني؟

تجديد الخطاب الديني، مسألة حياة أو موت؛ فالإسلام اختتم الأديان السماوية، فلا دين بعده، وحتى يكون قادر على هذه الاستمرارية (صالح لكل زمان ومكان)؛ لابد أن يفتح باب الاجتهاد للتعامل مع النصوص، ليأخذ منها ما يحتاجه العقل المعاصر. كما أنه لم يعد يوجد أنبياء ولا رسل، وبالتالي باب الاجتهاد من الأمور الرئيسية في هذا الدين، ليحافظ على وسطيته.

ولتكن القاعدة الحاكمة في تلك القضية: "لا نريد أن نُقتلع من جذورنا، ولا نريد أن نكون في غربة عن المستجدات وتطورات العصر". لذا لابد من تشكيل لجنة أزهرية لمراجعة الرؤى الفقهية والتراث وتنقيته، فهناك مستجدات كثيرة فى المشهد الدعوى لم يتم استيعابها، فكثير من الخارجين على وسطية الدين، وحكمته، يأخذونه إلى طرق ودروب الخوارج، وعلى مؤسسة الأزهر الاضطلاع بدورها في التصدي لهم.

 

*هل ظهور الجماعات المتطرفة مرتبط بالتأخر في تجديد الخطاب الديني؟

بالطبع مرتبط، فداعش وغيره من الجماعات المُتطرفه لم تكن لتتعاطى وتأخذ من النصوص الفقهية الجامدة منذ عدة قرون إلا لأن تلك النصوص لم يصبها شيء من التجديد وإعادة فهمها وفق سياقها الزمني الصادرة فيه. فالتنظيمات الإرهابية أخذت بعض النصوص التي لها أسبابها، وأسقطتها على الواقع، لذلك لابد من تقديم معالجات منطقية لتلك النصوص والأراء الفقهية.

*برأيك ما المستهدف من تجديد الخطاب الديني؟

كثير من مستجدات العصر، لم ترد في الكتب التراثية، وهذه المستجدات تهم الشباب، كما لابد وأن تتضمن قضية التجديد تصحيح الفهم الخاطئ، وتنقية الأحكام مما لحقها من بدع وعادات دخيلة على الإسلام، لذا لابد أن يمتد التجديد إلى أصول الفقه من أدلة ومناهج بحث وطرق استنباط تعالج المشكلات المعاصرة والمستحدثة، وأن يفتح المجال للاجتهاد الجماعى استناداً إلى الحديث الشريف عن على (رضى الله عنه): "قلت يا رسول الله إن عرض لى أمر لم ينزل فيه قضاء فى أمره، ولا سنة كيف تأمرنى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تجعله شورى من أهل الحق والعابدين من المؤمنين ولا تقض فيه برأيك خاصة".

ويجب أيضًا الدراسة المقارنة بين المذاهب الإسلامية، واستخراج الأحكام المناسبة لظروف العصر، مع مقارنتها بالقوانين الوضعية قدر المستطاع. على أن تكون القاعدة التي وضعها الإمام نجم الدين الطوخى "حيثما توجد المصلحة فثم شرع الله"، هي الحاكمة، والمصلحة المقصودة ليست المصلحة الشخصية، وليست الهوى والغرض، وإنما هي المصلحة التي تحقق الخير للجميع.

 *هل للداعية دور في عملية التجديد؟

لابد من تأهيل الداعية بأهمية فقه الواقع، وفقه الأولويات، وفقه الأقلية المسلمة خارج ديار الإسلام، وهذه القضايا تحتاج إلى اجتهاد، ومرونة فكرية، وسعة في الأفق وفهم صحيح للواقع بعقل ناضج يستوعب هذه المستجدات. ولابد للداعيه أن يقدم الحطاب الديني في رحمة وأن يتجنب العنف والتنفير بخلق الله.

*كيف نظرتي إلى توصيات مؤتمر الأزهر الأخير؟

مؤتمر الأزهر الأخير، كان ضرورة حتمية؛ لمواكبة المستجدات التي تحدث لحياتنا اليومية، وتوصياته جيدة وننتظر تفعيلها، وهي نصت على أن التجديد لازم من لوازم الشريعة الإسلاميّة، لا ينفك عنها؛ لمواكبة مستجدات العصر وتحقيق مصالح الناس.

والأهم من ذلك هو تحديد التوصيات للقاعدة الحاكمة في تلك القضية، وهي أن النصوصُ القطعيةُ في ثبوتها ودلالتها لا تجديدَ فيها بحالٍ من الأحوال، أمَّا النصوص ظنيَّةُ الدِّلالة فهي محل الاجتهاد، تتغير الفتوى فيها بتغير الزمان والمكان وأعراف الناس، شريطةَ أن يجيءَ التجديدُ فيها على ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة، ومصالح الناس.