السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صهر مدحت صالح وفاروق جعفر.. الأسرار الخاصة للضابط يوسف صديق

الرئيس نيوز

- تزوج 3 مرات.. فقد وعيه 24 ساعة بسبب "أكلة سمك".. ولعب دور "رسول الغرام" بين ابنته وحبيبها


يعرفه البعض بطلا لليلة 23 يوليو 1952، عندما تحرك بكتيبته من معسكر الهايكستب إلى مركز قيادة الجيش بكوبري القبة، فوجه ضربة قاضية إلى القادة المجتمعين هناك بعد أن علموا بأن الضباط الأحرار يرتبون لانقلاب وشيك.

إنه يوسف صديق، الضابط الذي قاد أول تحرك في ثورة 1952، وألقى القبض على الرُتب العليا، ثم تراجع اسمه ودوره في منتصف الخمسينيات حتى وفاته عام 1975، قبل أن يعيد الرئيس عبد الفتاح السيسي سيرته مجددا ليمنح اسمه قلادة النيل عام 2018.

لكن الكثيرون ربما لا يعرفون كثيرا عن الجوانب الشخصية في حياة يوسف صديق؛ أسرته أبنائه وملامح شخصيته بينهم، وهو ما كشفه لنا الكاتب الصحفي خيري حسن، في كتابه "رسائل لها تاريخ"، الصادر حديثا عن هيئة قصور الثقافة.

يتناول المؤلف مضمون وصية على هيئة رسالة تركها "صديق" للرئيس الراحل أنور السادات وأوصى زوجته بتسلميها له بعد وفاته، وهو ما حدث بالفعل.

وبحسب ما ينقله الكاتب عن أسرة يوسف صديق، فإن السادات أجهش بالبكاء تأثرا بكلمات يوسف صديق الذي أخذ يوصيه على بناته، وعلى مصر ومبادئ ثورة 23 يوليو التي اشتركا فيها.

بعد ذلك نأتي إلى الجزء الشخصي في حياة يوسف صديق الذي يلقبه خيري حسن بـ"قديس ثورة يوليو"، من خلال خطابات شخصية منه إلى زوجته السيدة "توحيدة" تُنشر لأول مرة.

أشياء كثيرة لافتة في حياة وعائلة يوسف صديق، منها أنه تزوج ثلاث مرات، وأنجب ثمانية أبناء، فزوجته الأولى هي توحيدة صبري، وأنجب منها سهير التي تزوجت من الشاعر والمناضل اليساري محمود توفيق، وأحمد الذي عمل مهندسا كهربائيا، ومحمد الذي اشتغل في المحاسبة، ومحمود  وهو مهندس بترول.

الزيجة الثانية لـ"صديق" كانت من علية توفيق، وأنجب منها حسين الذي التحق بالشرطة وأصبح على درجة لواء، ونعمت التي تزوجت من الكاتب الصحفي عبد القادر شهيب، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال الأسبق.

أما زوجته الثالثة فهي دولت الشافعي، وأنجب منها ابنتين، ارتبطتا باثنين من المشاهير في الفن والرياضة، الأولى هي ليلى التي تزوجت من الفنان مدحت صالح، والثانية هي سحر التي تزوجت من فاروق حعفر، لاعب الزمالك ومنتخب مصر. 

بالنسبة إلى الرسائل العاطفية ليوسف صديق والتي يكشف عنها المؤلف خيري حسن في الكتاب، فهي موجهة للزوجة الأولى توحيدة صبري، وأولها خطاب أرسله لها خلال خدمته بمنطقة الدخيلة بالإسكندرية في منتصف الثلاثينيات.

وبحسب ابنته "سهير"، فإنه في تلك الفترة كان "صديق" مقبلا على الزواج للمرة الثانية، الأمر الذي أغضب زوجته "توحيدة" ووصلت بينهما الخلاف إلى حافة الطلاق، فكان يحاول إثنائها عن رأيها وتوفيق الأوضاع.

يقول في الخطاب لزوجته التي نفهم من الكلام أنها أرسلت له رسالة بعد انقطاع: "أبكاني جوابك كثيرا وأضحكني طويلا.. بكيت لأعصابك التي تحطمت من حيرة استولت عليك من غموض موقف الرجل الذي يفجعك أن يكون في يأس".

ثم يعترف لها قائلا: "لقد مرت بي لحظات كثيرة يا توحيدة كنت أعرض نفسي فيها للموت لأستريح، ولكن سوء الحظ حالفني حتى حين طلبت الموت، وجاء خطابك كالسحر راقيا شافيا".

أما في الخطاب الثاني فنلمس حميمة أكثر بين بين الزوجين، إذ ينادينها "زوجتي المحبوبة" وليس باسمها فقط، وكتبه في 28 يوليو 1936، ويحكي له فيها تفاصيل من معيشته العسكرية وكيف كان غائبا عن الوعي لمدة 24 ساعة بسبب "أكلة سمك" فاسدة.

يقول يوسف صديق لزوجته: "أحسست جوعا شديدا في الساعة العاشرة مساء، فأرسلت العسكري لإحضار سمك للعشاء، فأحضر العسكري سمكا من نوع ردئ، ولكن لشدة جوعي رأيت أن أفضله على الجبنة أو غيرها، ولا أطيل عليك فقد كان السمك عبارة عن سم زعاف ولم أشعر بشيء حتى الصباح".

يكشف لنا الخطاب أن يوسف صديق كان في تلك الأثناء بجوار خدمته العسكرية يعمل على تجهيز شقة له بالقرب من وحدته على ما يبدو.

يكمل في الخطاب: "رجوت الدكتور ألا يحجزني بالاسبتالية لأن اليوم هو موعدي مع النجار لتركيب الستائر، وأنا الآن بالمنزل والساعة السادسة مسساء، والنجار موجود فعلا وتركيب الستائر في حجرة الجلوس مستمر".

ثم يتحدث عن محاولاته لرؤية زوجته قائلا: "أنا نوبتجي يوم الأربعاء، الموافق أول الشهر، ولكني عملت ترتيبي للمبادلة بحيث أكون نوبتجي يوم الثلاثاء فيكون عندي يوم الأربعاء فرصة مقابلتكم على المحطة".

أما الخطاب الثالث والأخير فهو مثير للدهشة والتأمل، لأنه رسالة من يوسف صديق إلى ابن خاله وصديقه محمود توفيق، الذي كان يحب "سهير" ابنة "يوسف"، فيقوم الأب هنا بدور "رسول الغرام" كما يصف المؤلف.

في البداية، يداعب الأب يوسف صديق، صديقه و"حبيب ابنته" قائلا: "أما أنا فبعد ما بذلت معك من عون صادق في معركة حبك وأديت واجبي العسكري بأمانة وشرف فإنني أقول لك: على الله.. يحنن".

ويبدو أن محمود توفيق كان مترددا في خطواته ناحية "سهير"، فراح الأب يشجعه ويشرح له بعض الأمور قائلا: "إن عروسك في خطر وأنت علم أن من أعدائك فيها جنود من جنود مصر وعليك أن تدخل المعركة على هذا الأساس، وإني أدفعك لدخول المعركة وأنا أشد ما أكون ثقة في نجاحك وفوزك".

 ويبدو أن "الحبّيب" سمه بنصحية الأب و"جمّد" قلبه، لأنه محمود توفيق وسهير يوسف صديق تزوجا بعد ذلك وأصبحا شريكين في حياة واحدة.