"فضيحة جديدة لأردوغان".. تبرعات الهلال الأحمر تحدث ضجة في تركيا
كشف الجدل الذي دار مؤخراً حول تبرع مشروط بقيمة 7.9 مليون دولار تم تحويله من الهلال الأحمر التركي إلى مؤسسة إسلامية، عن شبكة معقدة من العلاقات، عن تورط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صفقة مشبوهة.
وكتبت "عائشة
يلديريم" الصحفية بموقع "آرتي جيرتسيك نيوز" التي نشرت هذا الأسبوع
وثيقة رسمية تُظهر تبرعًا بحوالي 8 ملايين دولار للهلال الأحمر التركي إن مقدم هذا
التبرع هو شركة "باسكنت جاز"، ثاني أكبر موزع للغاز في أنقرة، وتديرها
شركة "توريونلار" القابضة، ويعد مالكها "عزيز تورون" صديقًا
حميمًا لأردوغان منذ دراستهما الثانوية.
وطلبت "باسكنت
جاز" من الهلال الأحمر التركي "كيزيلاي" تحويل 7.9 مليون دولار من
تبرعها لمؤسسة "إنصار"، وهي عبارة عن منظمة دينية توفر مساكن الطلبة
وتعليم للأطفال. وتتمتع "إنصار" بدعم الحكومة التركية على الرغم من
تورطها في فضيحة الاعتداء على الأطفال التي أثرت على عشرات الأطفال. وكان إسماعيل
سينك "دلبروأغلو"، رئيس "إنصار، زميل لنجل أردوغان منذ الدراسة
الثانوية.
وأعلنت مؤسسة “إنصار”
أن التبرع قد تم تحويله لاحقًا إلى مؤسسة "توركين" التي تتخذ من
الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا لها، والتي تأسست في الولايات المتحدة عام 2014
لتزويد الطلاب بالإسكان والمنح الدراسية وتنظيم البرامج الثقافية.
تم إنشاء مؤسسة
“توركين” من قبل “إنصار” و”تورجيف”، وهي مؤسسة تعليمية أخرى أسسها أردوغان في عام
1996، وتجلس ابنته "إسراء البيرق" حاليًا ضمن أعضاء مجلسها التنفيذي.
وقالت
"إنصار" إن الأموال التي تم تحويلها إلى مؤسسة "توركين" قد
استخدمت في البناء المستمر لنُزل طلابي مكون من 21 طابقًا في مانهاتن.
كان ابن عم أردوغان
"خليل موتلو" هو الرئيس السابق لمؤسسة توركين. وإسراء البيرق عضو في
المجلس التنفيذي للمؤسسة. ويشغل موتلو منصب الرئيس المشارك للجنة التوجيهية
الوطنية الأمريكية التركية (TASC)، وهي منظمة غير ربحية تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، وشنت
منذ سنوات حملات علاقات عامة لدعم سياسات الحكومة التركية وأردوغان.
وقدم حزب الشعب
الجمهوري المعارض الرئيسي لحزب أردوغان في تركيا التماسا العام الماضي مطالبًا
السلطات بالحصول على معلومات حول مصادر التبرعات المقدمة لمؤسسة “توركين”. وقالت
الصحفية "عاشئة يلديريم": "إن الوثائق التي قدمتها السلطات لا
تتضمن سجلات تبرع بقيمة 7.9 مليون دولار تم استلامها في عام 2017 أو 2018، في إشارة
إلى مصادر حزب الشعب الجمهوري".
يناقش بعض مستخدمي
وسائل التواصل الاجتماعي التركية منذ أمس السبت استعانة "باسكنت جاز"
بحيل التبرع ثم النقل المشروط لأغراض التهرب الضريبي.
يمكن للمانحين في
تركيا استقطاع 100 في المائة من التبرع المقدم للهلال الأحمر من أرباحهم الخاضعة
للضريبة، في حين أن معدل الخصومات التي يمكن تقديمها للتبرعات للجمعيات الخيرية
الأخرى هو 5 في المائة.
وقالت
"يلدريم" إن أياً من الأطراف الفاعلة في شبكة العلاقات المعقدة هذه لم
يستطع أن يقدم تفسيراً مُرضِياً لعمليات نقل التبرعات المحيرة.
وأكدت "باسكنت
جاز" و"إنصار" في تصريحاتهما أنه تم بناء نزل الطلاب لرعايتهم
وحمايتهم من أتباع رجل الدين التركي المنفي "فتح الله جولن"، الذي يقود
حركة دينية تتهمها الحكومة التركية بتنظيم محاولة انقلاب في عام 2016. وقد استخدمت
الحركة على مدار سنوات نُزل الطلاب لتجنيد الشباب.
يبدو أن
"تورونلار" القابضة تتهرب من الضرائب، وتدعي أن ما فعلته
"قانوني". وبدو أن الهلال الأحمر عمل كوسيط لتمرير هذه التصرفات ويدعي
أنه "قانوني".
وترسل “إنصار” الأموال
إلى الولايات المتحدة، وتزعم إنها "قانونية". وتقول مؤسسة تركن
"لسنا ملزمين بالكشف عن الجهات المانحة". ولكن هناك العديد من الأسئلة
المحيطة بنقل التبرع، وفقًا لعائشة يلدريم، فقد سألت كاتبة العمود عن السبب الذي
منع "تورونلار" القابضة من التبرع بالمال مباشرة لصالح “إنصار”، إذا لم
يكن هناك فرق اقتصادي أو قانوني بين تقديم التبرع بداية إلى الهلال الأحمر أو إلى
مؤسسة أخرى كما قالت المؤسسة في بيانها.
"أم هل تعلم (تورونلار) القابضة أن المال سوف
يستخدم من قبل جمعية "توركن" لذا تدخل الهلال الأحمر كوسيط؟ إذا كان
الأمر كذلك، فلماذا استخدمت “إنصار” كوسيط ثان وليس “تورجيف”؟؟.
"لماذا لم تتبرع (تورونلار) القابضة مباشرة
لصالح "توركن؟ ولماذا اختارت هذا الطريق المعقد؟ هل كانت "الضرائب"
هي السبب الوحيد؟"