السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"الدفاع لامرأة ومفيش وزارة ثقافة".. 4 ملاحظات على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة

الرئيس نيوز

 

بينما لا يزال الشارع اللبناني غاضبًا من التشكيل الجديد للحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب؛ اعتراضًا على التشكيلة التي جاء بها من جهة، ولكونه مرشحًا من "حزب االله" وحلفائه السياسيين من جهة أخرى، بعدما رفض سعد الحريري وتيار المستقبل المشاركة في الحكومة، إلى جانب حزب القوات اللبنانية القوي المناهض لحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة الدرزي وليد جنبلاط.

رشح "حزب الله"، الحليف الأقوى لإيران، هو وحلفاؤه، ومن بينهم الرئيس ميشال عون، حسان دياب الشهر الماضي بعد فشل كل الجهود لإبرام اتفاق مع الزعيم السني سعد الحريري الحليف التقليدي للغرب ودول الخليج العربية.

فور أداء دياب اليمين الدستورية، أمام الرئيس ميشيل عون، تعهد رئيس الوزراء بمعالجة حكومته لمطالب المحتجين وانتشال البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها منذ عشرات السنين.

وقال في كلمة له بعد إعلان التشكيلة الحكومية "يعيش الوطن مرحلة صعبة من تاريخه، لقد تكدست المشاكل حتى أصبحت تحجب بصيص الأمل، بعض المشاهد أيقظت في وعينا محرمات كنا قد اتفقنا على دفنها، بعض الصور أعادت إلى أذهاننا زمناً مضى من المآسي، كنا نظن أننا نسيناها"، (في إشارة إلى الحرب الأهلية التي اندلعت على مدى 15 عاما وانتهت في عام 1990).

تابع دياب: "هذه الحكومة هي حكومة مصغّرة لا تتمدد للتسويات وتوزيع جوائز الترضية الوزارية، حكومة فصل النواب عن الوزارة فلا نواب فيها، ولا مرشحون للنيابة في الانتخابات المقبلة، حكومة اختصاصيين لا يقيمون حساباً إلا للغة العلم والمنطق والخبرة ومصلحة الوطن. حكومة غير الحزبيين لا يتأثرون بالسياسة وصراعاتها... حكومة المرأة التي تشارك في السلطة التنفيذية قولاً وفعلاً وبقوة حضورها وفعاليتها وليس بمنة من أحد، حكومة تتولى المرأة فيها التمثيل الوزان، وحكومة تشغل فيها المرأة موقع نائب الرئيس لأول مرة أيضاً وأيضاً في تاريخ لبنان".

ويمكن رصد جملة من الملاحظات على تشكيل الحكومة، يوضحها "الرئيس نيوز" في تقريره:

 

أولاً: الاهتمام بالمرأة

شهد التشكيل الجديد للوزارة وجود 6 وزيرات، يأتي في مقدمتهم زينة عكر عدرا، في منصب وزير الدفاع، لأزل مرة في بلد عربي مسلم.

اختيرت عكر، في منصبي نائبة رئيس الوزراء، ووزيرة الدفاع، لتصبح أول امرأة تتولى حقيبة الدفاع في لبنان والوطن العربي، ورشحت من قبل كتل "لبنان القوى" برئاسة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة سعد الحريري جبران باسيل، ورئيس الجمهورية ميشال عون.

تنتمي عدرا إلى أسرة مسيحية أرثوذوكسية، وهي زوجة جواد عدرا رجل الأعمال اللبناني المعروف ومدير عام شركة “الدولية للمعلومات”.

كما شملت الحكومة اللبنانية الجديدة 5 وجوه نسائية أخرى وهن: منال عبد الصمد وزيرة الإعلام، وغادة شريم وزيرة المهجرين، ولميا يمين الدويهي وزيرة العمل، وماري كلود نجم وزيرة العدل، وفرتينيه أوهانيان وزيرة الشباب والرياضة.

ثايناً: خروج باسيل

اللافت للنظر في التشكيل الجديد للحكومة خروج جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، والذي كان يتولى منصب وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال اللبنانية.

كانت الإطاحة بباسيل أحد أبرز مطالب المحتجين اللبنانيين في انتفاضتهم المستمرة منذ الـ17 من أكتوبر الماضي، كما اتهمه سياسيون لبنانيون بعرقلة تشكيل الحكومة بإصراره على "الثُلث المعطل"، وبتبنيه مواقف تنذر بدفع لبنان إلى الهاوية.

تولى ناصيف حتّي، مندوب لبنان السابق في جامعة الدول العربية منصب وزير الخارجية بدعم من التيار الوطني الحر الذي أسسه عون. ووصف وزير الخارجية الحكومة الجديدة بأنها ”فريق إنقاذ“ تكنوقراطي سيعمل على تحقيق أهداف المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في 17 أكتوبر الماضي، وأن أول زيارة يقوم بها خارج البلاد بعد تولي منصبه ستكون للعالم العربي ولا سيما الخليج. وقال إنها ستكون سريعة وليست متسرعة في التعامل مع الضغوط الاقتصادية والمالية الهائلة.

ثالثاً: تركة ثقيلة

وتواجه الحكومة الجديدة تحديات اقتصادية كبرى، في لبنان المثقل بديون ضخمة دون حكومة فاعلة منذ استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء في أكتوبر الماضي؛ تحت ضغط احتجاجات على الفساد الذي ينظر إليه كسبب أساسي للأزمة.

وقال وزير المالية الجديد غازي وزني إن لبنان يحتاج إلى دعم من الخارج لإنقاذه من أزمة غير مسبوقة جعلت "الناس تقف على أبواب المصارف تشحذ الدولار. الناس على أبواب المصارف خائفة على ودائعها. اليوم صار في أزمات متعددة كبيرة جداً تتجاوز بكثير وبكثير الأزمات السابقة".

يرى محللون أن دور "حزب الله" في تشكيل الحكومة سوف يشكل عائقا أمام إقناع الدول الخارجية بمنحه الدعم المالي الذي يحتاج إليه بشدة.

دفعت أزمة السيولة البنوك إلى الحد من وصول المودعين إلى ودائعهم بالليرة اللبنانية والعملات الأجنبية لاسيما الدولار الأمريكي. كما فقد العديد من اللبنانيين وظائفهم وتضاعفت نسبة التضخم.

ومن المهام الأولى التي ستواجه الحكومة قضية استحقاقات الديون السيادية المقبلة بما في ذلك 1.2 مليار دولار من السندات المستحقة السداد في مارس المقبل. فيما قال مجلس نقابة الصرافين في لبنان، أمس الثلاثاء، إنه قرر الإعلان عن سعر شراء الدولار الأمريكي بألفي ليرة لبنانية، كحد أقصى بالتوافق مع حاكم مصرف لبنان المركزي.

رابعاً: لا ثقافة

ومن بين أكثر الملاحظات جدلاً على الوزارة اللبنانية الجديدة، أن وزارة بلا وزير ثقافة، ربما لأول مرة في الوطن العربي منذ عقود، خصوصاً أن صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي شنت هجوماً حاداً على شائعة قالت إن وزارة الثقافة تم دمجها في وزارة الزراعة، والحقيقة أن هذا الكلام ثبت أنه ليس صحيحاً.

تشكيل الحكومة

وجاءت حكومة حسان دياب، على الشكل الآتي:

رئيس الحكومة حسان دياب، نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر، وزير الداخلية والبلديات اللواء محمد فهمي، وزير المال غازي وزني، وزير الخارجية ناصيف حتي، وزير الاتصالات طلال حواط، وزيرة العدل ماري كلود نجم، وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار، وزيرة العمل لميا يمين، وزير الطاقة والمياه ريمون غجر، وزير السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية، وزير الشباب والرياضة فارتي أوهانيان، وزير التربية طارق المجذوب، وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، وزير البيئة وشؤون التنمية الإدارية دميانوس قطار، وزير الصحة حمد حسن، وزير الزراعة عباس مرتضى، وزير الصناعة عماد حبّ الله، وزيرة المهجرين غادة شريم، ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد.