"يكره مصر ويتزعم عصابة الخلافة".. أقطاي مستشار أردوغان الذي يهدد العرب بالخراب
بالإضافة إلى
أنه يتحدث العربية بطلاقة، ويعتبر حلقة الوصل بين الإدارة التركية الممثلة في نظام
الرئيس رجب أردوغان، والجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "الإخوان"،
الذي بات يهدد العديد من دول المنطقة، لا يستنكف ياسين أقطاي كبير مستشاري الرئيس
التركي رجب أردوغان من دعم تلك التنظيمات على حساب الدول الوطنية، فيقول في أحد
تصريحاته الشاذة: "إقصاء عناصر الإخوان سيجعل من الدول التي تستبعدهم على
المحك، خاصة أن الأوضاع في سورية تعد انعكاساً لذلك الإقصاء".
ومنذ أن وقع
أردوغان ورئيس ما تسمى "حكومة الوفاق"، فائز السراج، مذكرتي تفاهم غير
قانونية، للتعاون الأمني والعسكري، وأخرى تتعلق بالترسيم البحري في المتوسط بين
تركيا وليبيا، أخذ ياسين أقطاي يكتب رسائل بالعربية عبر صفحته على موقع
"تويتر" يزعم فيها أن بلاده غير طامعة في الثروات الليبية، وأن القوات
التركية المتجهة إلى ليبيا ليست موجهة إلى مصر.
مهندس
اللقاءات
يتواصل أقطاي
مع أعضاء الإخوان الإرهابيين الهاربين من بلدانهم إلى تركيا بشكل دائم سواء من مصر
أو سورية وغيرهما، ويحرص على إقامة فعاليات لهم، منها لقاؤه في مسقط رأسه بمدينة
سرت مع قيادات من حزب العدالة والتنمية السوري (الإخواني) الذي يرأسه المدعو عمر
شحرور في مايو 2015، للاستقرار على خطة دعم الإرهابيين ضد الجيش السوري وقتها.
يصنف أقطاي كذلك
على أنه همزة الوصل بين الإخوان الهاربين لتركيا وأردوغان، ويحمل للجماعة
الإرهابية تقديراً كبيرًا يجعله ضيفاً دائماً على قنواتهم وصحفهم سواء في تركيا أو
لندن.
ولاء ياسين
للإخوان ظهر في دفاعه المستميت عنهم، فيزعم أنهم تنظيم يُحترم وله دوره الإيجابي
في تشكيل الوعي الإسلامي، مبرراً دفاعه عنهم بالقول: "ندافع عن حقوقهم ولا
نرى في الواقع أي دليل لارتباط الجماعة بالإرهاب، فلم يحملوا السلاح"، متناسيا
بذلك الممارسات العنيفة والإرهابية التي لعبها عناصر التنظيم في سورية وليبيا ومصر،
عقب ثورة 30 يونيو 2013.
يرفض أقطاي
تصنيف الجماعة إرهابية، ويزعم أن "تصنيف السعودية للإخوان جماعة إرهابية يعني
إطلاق مشروع الحرب الأهلية الإسلامية. وأن الرياض ستكون أول من سيتضرر من تطبيق
هذا القرار".
واصل أقطاي
ترديد أكاذيبه بالقول إن الإخوان "يمثلون الإسلام المعتدل" الذي تستهدفه
الولايات المتحدة، ليكشف بذلك مدى العلاقات الخفية بين الجماعة والإدارة
الأميركية.
يبرر مستشار
إردوغان وجود علاقات للنظام التركي مع الإخوان بقوله: "إن وجود علاقات طيبة
بين حزب العدالة والتنمية والإخوان والتيارات الإسلامية أمر صحيح.. ما المانع أن
تدعم تركيا حزبًا قد اختير برضا شعبه؟" حسب زعمه، وتابع: "الله أمرنا أن
نكون متواصلين ومتصالحين مع إخواننا، ومعظم الشعب المصري مسلم، وكذلك في تونس،
وليس المفروض أن يكون كله إسلاميًا".
يعبر أقطاي عن
أمنيته بخراب الدول العربية، بقوله: "السعودية ودول الخليج يسيرون لمصير
مشابه لمصير سورية، بسبب عدائهم للإخوان".
معادي لمصر
عرف عن ياسين
أقطاي تدخله الفج في شؤون الدول الأخرى، خاصة مصر، متجاهلاً عداء النظام في بلاده
للإنسانية فضلاً عن احتقاره للديموقراطية، ولعل هذا ما تظهره التقارير الدولية
التي تتحدث عن مؤشر الحريات المتدني في تركيا.
يتحدث عن
الأوضاع في مصر بالقول: "عندما جاءت إرادة الشعب في مصر بمحمد مرسي، قالت
تركيا أهلًا وسهلًا، ولو وصل أحد غيره إلى السلطة لقالت أنقرة أهلًا وسهلًا. لأن
ما نحترمه هو حقوق الإنسان وإرادة الشعب" حسب ادعائه، رافضاً التطرق إلى
الممارسات السلبية التي انتهجتها الجماعة من تسلط وتقويض للديموقراطية ما دفع
الشعب للثورة عليهم.
حرَّض أقطاي
الإدارة الأميركية على النظام المصري، في مقال كتبه خلال أكتوبر 2018 في إحدى
الصحف التركية، وزعم قائلاً: "أود تذكير السيد ترامب العاشق لهذا الحد لحرية
مواطني بلاده وحقوقهم وشرفهم في كل مكان في العالم بأنّ عليه الاهتمام كذلك، وهو
لا يزال متحمسًا لهذا الأمر، بقضايا نحو 20 أميركيًّا على الأقل معتقلين حاليًا في
السجون المصرية".
تساءل بخبث: "لماذا
لا تتعامل واشنطن مع 20 من مواطنيها المعتقلين في مصر بالحساسية ذاتها التي تعاملت
بها مع قضية برونسون لكونه فقط أميركيا؟".
وهم الخلافة
يجسد أقطاي
أوهام إردوغان في إحياء الخلافة المزعومة وتسيد العالم الإسلامي، يقول: "يعود
سبب رؤية تركيا للخطر المحدق، لكونها خط الدفاع عن مكة المكرمة والمدينة المنورة
استنادا لمواقفها التاريخية والوجودية".
يواصل
"الأخطار المحدقة التي تهدد مكة المكرمة والمدينة المنورة، يمكن أن تُرى بشكل
أوضح من الجانب التركي، وأنقرة عند رؤيتها هذه الأخطار لن تقف مكتوفة الأيدي أبداً".
يوهم رجل
إردوغان نفسه بأن تركيا قدمت في عهد رئيسه "نموذجاً استثنائياً في السياسة
الخارجية لتحقيق التوازن بين مصالحها الشخصية ومبادئها الإنسانية"، فيما
يتجاهل الكارثة الاقتصادية التي تسبب بها أردوغان لتركيا، ويدعي أنه "نتيجة
لهذه السياسة الخارجية أصبح الاقتصاد التركي رقم 17 بين أكبر اقتصادات العالم، ما
يعني أنه تضاعف 4 مرات منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم".
سيرة ذاتية
ولد أقطاي في
20 فبراير 1966 في مدينة سرت جنوبي شرق تركيا، وانتقل خلال عام 1986 إلى أنقرة
لدراسة علم الاجتماع في جامعة الشرق الأوسط وأكمل الماجستير والدكتوراة بها، لينهي
مسيرته التعليمية عام 1997.
خلال إعداده
للدراسات العليا عين عام 1992 معيداً في جامعة سلجوق في مدينة قونيا، وفي عام 2005
نال لقب البروفيسور في فرع التحليل الاجتماعي للمؤسسات، وحاضر في الولايات المتحدة
لفترة.
عمل بعد ذلك
في مجال الإعلام، وأعد وقدم برنامج "صاحب نظرة" على قناة تركية في عام
2011 ، كما رأس تحرير بعض الإصدارات، ولا يزال يكتب في صحف إردوغان.
انضم إلى حزب
العدالة والتنمية عام 2002، وتقلد الكثير من المناصب الإدارية داخل الحزب، أهمها
رئيس دائرة العلاقات الخارجية والناطق الإعلامي ونائب رئيسه، حتى عينه أردوغان
كبيرا لمستشاريه ومسؤولاً عن السياسة الخارجية في رئاسة الجمهورية في سبتمبر 2017.