سياسي ليبي: نجاح أردوغان في إيقاف الجيش "أكذوبة"
تضمن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام المجموعة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية"، العديد من الدلالات خطيرة التي تؤكد حقيقة تدخله في الشأن الليبي، فضلاً عن الإدعاءات المكررة بحق القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر والاعتراف بقوة الجيش الوطني الليبي.
الرئيس التركي قال إنه
لولا تدخل بلاده في ليبيا، لتمكن المشير خليفة حفتر من السيطرة على كامل ليبيا،
كما تحدث عن تطهير عرقي يقوم به المشير ضد "الأمازيغ والطوارق، وأحفاد بربروس
"خير الدين بربروس" وتورغوت رئيس "الأميرال العثماني في طرابلس
الغرب"، وأكثر من مليون شخص من أحفاد الأتراك في ليبيا، مضيفاً أن ليبيا كانت
جزءاً من الدولة العثمانية ونظراً للروابط التاريخية فلا يمكن أن يبقى مكتوف
الأيدي حيال ما يجري، قائلاً: " إن نصرة أحفاد أجدادنا في شمال إفريقيا تأتي
على رأس مهامنا" معتبراً ذلك وعياً بمسؤوليات تركيا التاريخية.
من جانبه، قال الكاتب
والباحث السياسي الليبي، ناصف الفرجاني إن تصريحات أردوغان تأتي من حالة الصدمة
بعد مغادرة القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، العاصمة
الروسية،موسكو، من دون أن يوقع على الاتفاق، مضيفاً أن المتابعين لتصريحات
"أردوغان" بعد تصويت برلمان بلاده على التدخل في ليبيا، يكتشف أن الرئيس
التركي يبالغ في حديثه دون أن يقدم خطوة واقعية على الأرض، كما لاحظنا أنه انتقل
من حالة تحريك قوات نظامية تركية إلى ليبيا للدفاع عن حكومة مايعرف بالوفاق إلى
الحديث عن محادثات باءت بالفشل في موسكو.
وتابع
"الفرجاني": "تصريحات الرئيس التركي عن ايقاف بلاده تقدم الجيش
الوطني الليبي، هي أكذوبة تتنافى مع الواقع، حيث أن الدعم التركي اللامحدود بكل
الوسائل وشتى الأسلحة والخبراء الميدانيين الذين قتل عدد منهم في مدينة
"مصراتة" فشلوا في إيقاف تقدم الجيش، كما أن الدعم التركي للمليشيات
الذي بدء منذ 2013، حينما كان الجيش الوطني يحارب من أجل تحرير "درنة"
و"بنغازي" و "الهلال النفطي"، لم تتمكن "أنقرة" من
ايقاف الجيش الوطني وكان الدعم التركي على أشده، ونجحت القوات المسلحة الليبية من
استعادة كافة المناطق المذكورة والجنوب الليبي كاملاً والآن تسيطر على 85% من
مساحة ليبيا.
وشدد الكاتب والباحث
السياسي الليبي على تمكن الجيش الوطني من الوقف أمام كل محاولات
"أردوغان" بخلق موقف سياسي دولي لعرقلة تقدمه، مشيراً إلى وصول الجيش
ميدانياً إلى داخل أحياء في العاصمة "طرابلس" منها "صلاح
الدين" وجزء كبير من "بوسليم" و"مطار طرابلس" وطريق
المطار وكل مناطق جنوب طرابلس، إضافة إلى الانتصار السريع والسيطرة على مدينة
"سرت" وضواحيها متى "بوقرين" خلال ثلاث ساعات فقط.
واختتم
"الفرجاني" أن الرئيس التركي يحاول بتصريحاته عن التطهير العرقي ضرب
الحاضنة والنسيج المتماسك داخل ليبيا، ويدعي بوجود مليون ليبي من أصل تركي وهو غير
صحيح، قائلاً: "هناك بعض العائلات والأسر الليبية تنحدر بعضها من أصول تركية
بعضهم في "مصراتة"
و"درنة" و"طرابلس" وليسوا بهذا العدد الكبير الذي تحدث عنه
وهم الآن ليبيون بالوثائق والمستندات".