الأحزاب الدينية..بين سندان " الإقصاء" ومطرقة "الحل"
تواجه الأحزاب صاحبة الخلفيات الدينية هجوما شرسا مع اقتراب عقد الانتخابات البرلمانية القادمة ، والمرجح عقدها نوفمبر القادم، فيما بدت مؤشرات غير إيجابية اتجاه حزب النور السلفى، حيث لم يتم دعوته لحور الأحزاب الوطنية الذى ينظمه حزب مستقبل وطن.
وتصاعدت وتيرة التصريحات المهاجمة لوجود الحزب، بوصفه الحزب الوحيد الموجود على الساحة السياسية من تلك الفئة بعد حل حزب "الحرية والعدالة" والنظر فى حل "البناء والتنمية" حيث مثل الأول جماعة الإخوان الإرهابية والثانى الذراع السياسى للجماعة الإسلامية.
وشنت أمينة النقاش عضو المكتب السياسى
لحزب التجمع هجوما على "الأحزاب الدينية"، مشيرة إلى أن كل مَن يرفع شعار
خلط الدين بالسياسة لن نتحالف معه، ولا مع تلك الجماعات ولا من يدعمهم من تلك الأحزاب
حتى ولو لم يكن لنا فرص في النجاح.
مشيرة إلى عودة بعض الشخصيات السلفية
إلى الخطابة تحت عين الدولة، ووجود أخرى فى الحياة السياسية هى من "الخيبات الكبيرة
للدولة"، مضيفة أعتقد أن الدولة تريد أن تعطي إيحاءً بأنها ليست ضد كل تيار الإسلام
السياسي، ولكن هذا خطر فهؤلاء هم دعاة التطرف والتشدد ولا يعترفون بالوطن.
وقالت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن هناك ضرورة
لاتخاذ موقف حاسم من الأحزاب الدينية، التى ما زالت قائمة وتعمل دون أى تدخل من الدولة،
وأضافت فى تصريحات صحفية يجب أن تتدخل لجنة
شئون الأحزاب لوقف عملها وشطبها لأن وجودها غير دستورى وغير قانونى.
من جهته قال رئيس
حزب "النور"، يونس مخيون إنهم لم يحضروا ما أطلق عليه حزب "مستقبل وطن"
"حوار الأحزاب"؛ مُبررًا الخطوة بعدم توجيه دعوة لهم للحضور، وأضاف:
"للأسف هذه الأحزاب تمارس الإقصاء بعدما كانت تتخوف وتشتكي منه إبان فترة حكم
الإخوان (2012/2013)".
لفت مخيون إلى
أن الحزب لم يهتم بمتابعة مخرجات جلسة الحوار، مطالبًا تلك الأحزاب بالتوقف عن تلك
السياسات الإقصائية، والتعامل وفق قواعد المشهد السياسي التي تقتضي قبول الجميع طالما
أننا في دولة يحكمها القانون.
وعن استعدادات
الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية المُقبلة، قال مخيون من السابق لأوانه الحديث عن
ذلك؛ فالماراثون النيابي المُقبل أمامه نحو عام حتى يتم عقده وفي كل الأحوال نحن جاهزون.
وبشأن القانون المقرر أن يُعقد عليه الانتخابات، قال رئيس حزب "النور":
"ليس هناك أي مؤشرات بأن مجلس النواب يستعد لمناقشته في الوقت الحالي. وحتى هذه
اللحظة لم يطلب منا تقديم تصوراتنا بشأنه".
شدد مخيون على
أن الحزب يرى أن القائمة النسبية أفضل أشكال القوائم الانتخابية؛ لكونها تحفظ لجميع
الأحزاب حجمهم النسبي في الشارع، مشيرًا إلى أن القوائم المغلقة أسواء أشكال النظم
الانتخابية؛ وأن تلك القوائم تهدر أصوات الأحزاب.
ومطلع يناير الجاري،
بدأت مجموعة من الأحزاب السياسية التي تنتمي لاتجاهات سياسية وأيديولوجية مختلفة، عقد
سلسلة من جلسات الحوار الوطني؛ للتوافق حول رؤية المرحلة المقبلة والتباحث حول الخريطة
السياسية في ظل وجود الكثير من الاستحقاقات الانتخابية خلال الفترة المقبلة.
بدأت الجلسة الأولى
للحوار الوطني للأحزاب بـ4 أحزاب سياسية هي (الإصلاح والتنمية - مستقبل وطن - المصري
الديمقراطي - حزب العدل).
وبعد أيام عقد
حزب مستقبل وطن الجلسة الثانية لجلسات الحوار الوطني بتواجد 7 أحزاب سياسية، وأسفرت
عن الاتفاق على تشكيل لجنة من الخبراء لوضع المقترحات الخاصة بتفعيل دور الأحزاب السياسية،
وقوانين الاستحقاقات الانتخابية لضمان وجود تمثيل لكافة القوي الوطنية في الانتخابات
المقبلة.
وعقدت الجلسة الثالثة
التي زاد معها عدد الأحزاب المشاركة في الحوار حتى 10 أحزاب تشمل (مستقبل وطن - الإصلاح
والتنمية - العدل - المصري الديمقراطي الاجتماعي - المحافظين - الوفد - الشعب الجمهوري
- الغد - التجمع - المؤتمر).