الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

دبلوماسي: خروج الأمريكان يسلم العراق مجدداً لفوضى المليشيات

الدكتور غازي فيصل
الدكتور غازي فيصل حسين


ـ إغلاق 50 ألف مصنع منذ 2003 واستيراد 92% من الغذاء من إيران

أوضح أستاذ العلاقات الدولية، سفير العراق سابقاً في باريس،  الدكتور غازي فيصل حسين، أنه في حال اتفق الطرفان الأمريكي والعراقي على خروج القوات الأمريكية، فإن ذلك لابد أن يكون بعد عام من الاتفاق لإجراء الترتيبات اللازمة للخروج، وفقاً لاتفاق الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، الموقع  عام 2008.

وأضاف "حسين" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" "أن العراق يعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في ظل أزمات كارثية تتعلق بالديون التي تتجاوز "134 مليار دولار" وعجز مالي يصل إلى "100 مليار دولار"،  إضافة إلى احتلال العراق المرتبة الأولى عالمياً في الفساد وتبييض الأموال والجريمة المنظمة.

وتابع: "وضع الجيش العراقي وفقاً للتقارير الدولية غير مؤهل لضمان الأمن الوطني، وهناك فوضى على صعيد المليشيات المسلحة، كما يوجد أسلحة كبيرة خارج هيمنة القوى الحكومية الرسمية، مما يدفع بالعراق إلى  فوضى المليشيات و عدم قدرة الجيش على ضمان الأمن الوطني في ظل الضعف الكبير لأداء الحكومة وأجهزتها الأمنية.

السفير العراقي السابق في باريس، أشار إلى تهديدات المليشيات بالقتل والخطف والابتزاز المالي تجاه الشركات الأجنبية والمستثمرين العراقيين مما أدى إلى إجلائهم وخروج المستثمرين العراقيين بمبالغ تقدر بنجو 300 مليار دولار نتيجة إل الخوف و عدم الاحساس بالأمن بسبب الدور الخطير الذي تقوم به المليشيات المسلحة المرتبطة بإيران التي قامت بالهجوم على السفارة الأمريكية.

واعتبر "حسين" الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد من مقبل المليشيات المسلحة انتهاكاً لطبيعة بناء العلاقات الوثيقة بين العراق ودول العالم، وأضاف قائلاً: "محاولات طرد الولايات المتحدة من العراق يظهرنا وكأننا أعداء لواشنطن".

وقال "حسين" بشأن مستقبل الأمن والاستقرار في العراق حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق والعقوبات المتوقعة من الإدارة الأمريكية على العراق هي مطالبة الجماعات التي جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية ثم تحولت إلى خصم لها وناطقة باسم الدعاية والاعلام الايراني برد أكثر من "2 ترليون دولار".

وأكمل:" الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت منذ دخولها العراق أكثر من "2 تريليون دولار" على البنى التحتية والمشاريع وإعادة إعمار بعض المدن المدمرة وتهيئة الحياة لأكثر من 4 مليون مشرد في المخيمات وغيرها من النفقات العسكرية والاقتصادية والتجارية والصناعية.

واختتم "حسين" أن تبعات الغاء الاتفاقية الاستراتيجية والاقتصادية بين العراق والتحالف الدولي ستكون كارثية، إذ أن العراق الآن أمام ردايكاليات متطرفة اسلاموية مذهبية لا تؤمن بالحداثة والتطور والتقدم، مستدلاً بإغلاق أكثر من 50 ألف مصنع منذ 2003، واستيراد 92% من الغذاء من إيران، وانتاج 10 % من احتياجات العراق من الكهرباء، وبلوغ نسبة الفقر 40%،  والأمية 30%، إضافة إلى عسكرة المجتمع وتزوير الإنتخابات وشراء المناصب مما يضع العراق أمام مجلس نواب غير شرعي وحكومة غير شرعية من الناحية القانونية و الدستورية.