الأربعاء 22 يناير 2025 الموافق 22 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

جدل حول تزيين ميدان التحرير بـ"الكِباش": عُرضة للتشويه أم فرصة للتعلّم؟

الرئيس نيوز

بين رفض للفكرة وموافقة مشروطة عليها، ثار جدل كبير حول قرار نقل عدد من تماثيل "الكِباش" الأثرية من الأقصر لميدان التحرير، لوضعها حول المسلة التي تم نقلها من منطقة صان الحجر الاثرية بمحافظة الشرقية.
في البداية، ظن الكثيرون أن التماثيل المزمع نقها من الموجودة على جانبي طريق الكباش الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، أو من الموجودة أمام واجهة الكرنك.
لكن الدكتور مصطفي الصغير، مدير عام آثار الكرنك، نفى ذلك، مصرّحا بأنه تم اختيارها من بين تماثيل موجوده خلف واجهة المعبد (الصرح الأول) علي جانبي الفناء، خلف مباني الطوب اللبن التي تركها المصري القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.
وأشار "الصغير" إلى أن الوزارة تعكف حالياً على دراسة وتوثيق هذه التماثيل بشكل كامل، والقيام بكل أعمال الصيانة والترميم اللازمة للحفاظ عليها، وذلك في إطار خطة شاملة لدراسة وترميم آثار معابد الكرنك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.
جدير بالذكر ان وزارة السياحة و الآثار قد انتهت من اكثر من ٩٠ ٪؜ من مشروع ترميم و إحياء طريق الكباش و سوف يتم افتتاحه امام الزائرين خلال عام ٢٠٢٠.
الباحث الأثري سامح الزهار من الرافضين لفكرة نقل الكباش إلى ميدان التحرير، متوقعا أن تتعرض للتشويه من المواطنين، أو حتى التعدي عليها من المحليات على غرار دهان بعض التمثاثيل بشكل سيء في عدة أماكن من قبل.
وأضاف "الزهار"، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بالأمس القريب قالوا ننقل المنابر الأثرية للمتاحف عشان مش عارفين نأمنها في المساجد!! طب إزاي هتأمن تماثيل أثرية في الشوارع؟!".
ونشر "الزهار" صورة لأحد تمثاثيل أسود كوبري قصر النيل، مشوها بالكتابات، وتساءل: "هل سيكون مستقبل الأربعة تماثيل الأثرية التي ستنقل إلى ميدان التحرير كمستقبل أسود قصر النيل؟!".
في المقابل، رأى محمد الروبي، رئيس تحرير مجلة "مسرحنا"، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن تزيين ميادين مصر ببعض التماثيل والمسلات الفرعونية، خاصة المزدحم بها مخازن كثيرة، أمر جيد.
وأوضح "الروبي"، في منشور عبر "فيسبوك" أن ذلك سيتيح نماذج من حضارة الأجداد للمواطنين، مضيفا: "لعلّنا حينها نسأل أكثر ونبحث عن إجابات حول هذه الحضارة خاصة وأن الكثير من المصريين، وتحديدا أجيال التعليم المنهار لا يعرفون عنها شيئًا".
ولفت إلى أن نقل القطع الأثرية، مشروط بأن لا يؤثر ذلك على الأثر أثناء النقل وكذلك الحفاظ عليه وتأمينه في مكانه الجديد، بالإضافة إلى منع العابثين من إهانته سواء باللعب عليه أو تشويهه بالعبارات.
وأشار رئيس تحرير "مسرحنا" إلى ضرورة أن يكون الأثر الذي سينقل من زوائد المخازن أو من منطقة تتعرض للتطوير ومن ثم لانهيارات أثرية، وشرح: "أي أن يكون النقل حفاظا على الأثر قبل أن يكون للتزيين. ولنا في نقل معابد فيلة مثال".
وكان رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي تفقد أول أمس أعمال تطوير ميدان التحرير، قائلا إن الحكومة مهتمة بإظهاره في أبهى صورة، ليكون مزاراً، ضمن المزارات الأثرية والسياحية في المنطقة.ش