الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

2019 الإيراني: أسد على العرب وفي الداخل فأر مذعور من الاحتجاجات

الرئيس نيوز


بدأت إيران في أوائل العام 2019 لعب دور خطر شكّل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليميين، أو على حد تعبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صارت تعمل على "تقويض كل فرص الأمن والسلام في المنطقة من خلال أجنداتها التخريبية وعربدتها في المنطقة عن طريق ميليشياتها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا".
تصريحات ملك السعودية جاءت في وقت يشهد فيه الخليج منذ مايو الماضي سلسلة هجمات ضد ناقلات نفط وتعرّض منشآت شركة أرامكو النفطية، في وقت لاحق من العام، لضربات بالصواريخ والطائرات بدون طيار في يوم السبت الموافق 14 سبتمبر، تبنتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيّاً، ثم تصريحات وزير خارجيته عادل الجبير التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، مطلع ديسمبر الجاري، التي قال فيها: "أصبحت إيران تهدد المنطقة برمتها ولم يعد من الممكن تحمل عدوانيتها"، فهل استحقت عن جدارة لقب "قط الخليج" في النصف الأول من العام؟
فإذا كانت الإجابة بنعم، فلا شك أن المراقبين وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية رأوا الاضطرابات التي هزت إيران وتعد الأكثر دموية منذ الثورة الإيرانية في 1979، حيث قتل على الأقل 180 شخصاً بسبب القوة المفرطة لقمع الاحتجاجات.
فهل تحولت إيران إلى فأر في الداخل؟ بدأت المظاهرات بسبب زيادة غير متوقعة في أسعار الوقود. وفي أقل من 3 ايام من القرار، خرجت حشود المحتجين الغاضبين في المدن الكبرى مطالبين بإسقاط النظام. وتصدت قوات الأمن للاحتجاجات بإطلاق الرصاص ضد المتظاهرين العزل، ومعظمهم من الشباب العاطل ومحدودي الدخل تتراوح أعمارهم بين 19 و26 عاماً، وفقاً لنيويورك تايمز ومقاطع الفيديو. وقُتل عدد يتراوح بين 180 و450 متظاهراً على مدار 4 أيام بعد الإعلان عن ارتفاع أسعار الوقود في 15 نوفمبر الماضي وإصابة نحو 2000 شخصًا واعتقال 7000 آخرين، وفقاً لمنظمات حقوقية دولية وجماعات المعارضة في الخارج. 
وقال أوميد ميمريان نائب مدير مركز حقوق الإنسان في إيران: «إن استخدام القوة المفرطة مؤخراً ضد المتظاهرين لم يسبق له مثيل، حتى في إيران رغم سجلها المعروف في العنف». من جانبها؛ رفضت السلطات تحديد أرقام فيما يتعلق بالخسائر البشرية والاعتقالات ونددت بالأرقام غير الرسمية التي وصفتها بأنها "مجرد تخمينات"، في حين ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن كثيراً من أفراد قوات الأمن قتلوا وجرحوا خلال اشتباكات متتالية.
كانت الاحتجاجات قد اندلعت في 29 من أصل 31 محافظة وتعرضت 50 قاعدة عسكرية للهجوم وهناك 731 بنكاً و140 مقراً حكومياً و9 مراكز دينية و70 محطة للوقود و307 مركبات و183 سيارة شرطة و1076 دراجة نارية و34 سيارة إسعاف أضرمت فيها النار خلال الاضطرابات، ووقعت أسوأ أعمال عنف موثقة حتى الآن في مدينة معشور وضواحيها، وهي منطقة ذات أغلبية عربية عرقية لها تاريخ طويل من الاضطرابات والمعارضة للحكومة المركزية، وفقاً للصحيفة.
وأجرت «نيويورك تايمز» مقابلات مع 6 من سكان مدينة معشور، أحدهم قائد للاحتجاجات، ومراسل صحفي مقيم في المدينة تم منعه من نشر تقارير عما يجري على الأرض والعنف الحكومي ضد المتظاهرين، وممرضة في أحد المستشفيات. وتحدثوا جميعًا مع الصحيفة الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من تنكيل الحرس الثوري بهم.
ذكر عدد من السكان شهود العيان أن قوات الأمن وضباط شرطة مكافحة الشغب حاولت تفريق المظاهرات وفتح الطرق، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك واندلعت عدة اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن قبل الاستعانة بقوات الحرس الثوري عند مدخل ضاحية شمران، التي يسكنها محدودو الدخل الإيرانيون من أصل عربي، أطلقت عناصر الحرس الثوري الرصاص بدون سابق إنذار على عشرات الرجال الذين أغلقوا المدخل ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في لحظات، وفقاً للسكان الذين تحدثت معهم الصحيفة عبر  الهاتف.