2019 العربي: مواجهة الإرهاب التركي ومليشيات الحوثي بعد زوال خليفة "كلاب النار"
شهد العام 2019، أحداثاً تسببت في دوي كبير في أرجاء المملكة العربية السعودية، بعدما نفذت جماعة أنصار الله المعروفة بالحوثيين، الذين تربطهم علاقات قوية مع "إيران"، هجوماً نوعياً استهدف شركة "أرامكو السعودية" وهي أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط في 15 سبتمبر الماضي بــ" 18" طائرة مسيرة و صواريخ من طراز "كروز".
ومع دخول الأزمة الخليجية عامها الثالث، بدت ملامح انفراجة محدودة بين السعودية وقطر، إذ عبرت الأخيرة على لسان وزير خارجيتها محمد عبدالرحمن عن وجود مباحثات مثمرة مع "الرياض" لإزالة الخلاف بينهما، وكان من المتوقع أن تشهد القمة الخليجية الــ"40" هذه الانفراجة لولا غياب الأمير القطري تميم بن حمد، عن حضور القمة.
"اليمن"
وبعد اقتتال حلفاء الأمس "تحالف قوى الشرعية الممثل في حزب الإصلاح الإخواني والمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة السلفي عيدرس الزبيدي" تمكنت المملكة العربية السعودية من رأب الصدع بينهما بتوقيع "اتفاق الرياض" في 5 نوفمبر 2019، الذي تمخض عنه عودة الحكومة اليمنية إلى عدن فضلاً عن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي كقوى موجودة على الأرض، وصب الجهود المشتركة ضد الحوثيين والتوجه إلى العاصمة "صنعاء" لتحريريها، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم تفعيل بنود الاتفاق على أرض الواقع.
"الأردن"
ومع تزايد الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية والسورية، انتصر الملك عبدالله الثاني، لقضية بلاده وقرر استعادة أراضي "الباقورة والغمر" الواقعة على طول الحدود المشتركة بين الأردن وإسرائيل إثر انتهاء اتفاق مبرم بشأنهما بموجب معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين عام 1994 والتي كانت قد أتاحت لإسرائيل استئجار تلك الأراضي لمدة 25 عاماً ومنحتها حق التصرف بها.
"العراق وسوريا"
نتيجة تفشي الفساد وتراجع تصنيف العراق في المحافل الدولية، خرج ملايين العراقيين إلى الشوارع مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية، وإنهاء الفساد، قبل أن تتعامل القوات الشرطية والمدعومة من المليشيات بعنف مفرط مع المحتجين الذين تطور الأمر لديهم بالمطالبة بإقالة عادل عبدالمهدي رئيس الحكومة، ما استجاب له بعد ضغوط من المرجعية الدينية علي السيستاني في 30 نوفمبر الماضي.
بعد "4 سنوات" من إعلان القيادي أبوبكر البغدادي دولة الخلافة المزعومة، طوت الإدارة الأمريكية صفحته بتنفيذ عملية "كايلا مولر" التي قتلت خلالها زعيم تنظيم الدولة التي نفذتها قوات أمريكية خاصة شمال غرب سوريا في 29 أكتوبر المنصرم.
كما صب العام 2019، المزيد من المصائب على الشعب السوري، حينما قررت واشنطن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة "الجولان" المحتلة بالمخالفة للقوانين الدولية في 25 مارس المنصرم.
أما على الصعيد الميداني، فقد وصل الجيش السوري إلى شرق البلاد حتى الحدود التركية بعد اتفاق رعته الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا من جهة أخرى بين سوريا والأكراد من جهة وتركيا من جهة أخرى بعدما قرر الرئيس التركي، رجب أردوغان، إطلاق عملية "نبع السلام" في 9 أكتوبر الماضي ضد الأكراد لاحتلال شمال شرق سوريا وتحديداً مدينة "منبج"، بعدما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب المفاجئ من سوريا قبل أن يتراجع عنه ويقرر الإبقاء على بعض من القوات في مدينتي "الرقة والحسكة" حيث حقول النفط.
ليبيا
في ليببا، وبعد فشل جلسات بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، لعقد مؤتمر "غدامس"، مطلع هذا العام، أطلق الجيش الليبي عملية "طوفان الكرامة" في ٤ أبريل الماضي لتحرير طرابلس من الإرهاب والمليشيات بعدما انكشف تحكمها في قرارات المجلس الرئاسي الأمر الذي حال دون عودة الاستقرار للدولة.
اليوم بات الجيش الليبي على أبواب "طرابلس" حيث تحرير العاصمة، في حين دخلت تركيا وقطر على خط الأزمة بشكل فج، الأمر الذي تمخض عنه إبرام "السراج" و"أردوغان" مذكرتي تفاهم للتنسيق الأمني وترسيم الحدود البحرية، الأمر الذي اعتبرته القاهرة وغالبية عواصم العالم مخالفاً لإتفاق "الصخيرات"، وشددت الخارجية المصرية على رفضها لذلك الإجراء وتعهدت بالتصدي له وفقاً لمخرجات القانون الدولي.