صحيفة أمريكية: التعجيل برئاسية الجزائر بداية لعودة الفوضى
أشارت صحيفة "ستراتيجي بيج" الأمريكية، إلى أن المشهد السياسي في الجزائر لا يزال ملتبسًا، وما زال معظم الجزائريين يعارضون الوضع القائم ولا يوجد إجماع بشأن قرار إجراء الانتخابات الرئاسية بعد غد الخميس الموافق 12 ديسمبر الجاري، وأن التعجل في إجراء الانتخابات لن يجلب الاستقرار وربما يساعد في انتخاب سياسي فاسد آخر، يتصرف مثل كل السياسيين السابقين.
بمعنى آخر، سيكون هناك عدد قليل من المحاكمات
الرمزية المتعلقة بالفساد ولكن غالبية البيروقراطيين الفاسدين وأصحاب الأعمال
سيعودون إلى ممارسة أساليبهم الخارجة عن القانون.
يعتبر هذا هو
السبب في أن 70 في المائة من الجزائريين إما عاطلون عن العمل أو من الباحثين عن
عمل في أواخر سن المراهقة والعشرينيات من عمرهم، لم يتمكن الكثيرون من الحصول على
وظيفة. ومعدل البطالة حوالي 15 في المائة، بعد ارتفاعه من 12 في المائة لعدة سنوات،
حيث استمرت الاحتجاجات الأسبوعية على مستوى البلاد منذ فبراير ومن الواضح أن
الجزائريين قد يلجأون إلى العنف إذا شعروا أنهم استنفدوا الخيارات السلمية.
كانت المعارضة
للسباق الرئاسي نشطة، ولكن ليست عنيفة، هناك خمسة مرشحين وكلهم واجهوا حشودًا
معارضة لهم، وتعرضت مقرات بعض حملات المرشحين للهجوم، ولكن ليس بطريقة عنيفة، عادة
ما يتم قذفها بالبيض أو تشويهها بالشعارات والملصقات المناهضة للانتخابات.
كان لثلاثة من المرشحين علاقات وثيقة بحزب "جبهة
التحرير الوطني"، المهزوم الذي كان يقوده الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة
مطلع هذا العام، كما أن المرشح الرابع
(عبد العزيز بلعيد) هو مصلح معروف كان على استعداد للعمل مع حكومة جبهة التحرير
الوطني لتحقيق التغيير، والمرشح الخامس هو رئيس حزب إسلامي تعاون مع جبهة التحرير
الوطني في الماضي. ورفضت اللجنة الانتخابية 17 مرشحا آخرين لأسباب مختلفة. ولا
يتمتع أي من المرشحين الخمسة بالكثير من الدعم الشعبي، أما المرشحون الثلاثة
الأكثر ارتباطاً بجبهة التحرير الوطني فلديهم المستوى الأقل من التأييد.
يخشى معظم
الجزائريين من أن تعلن الحكومة المؤقتة اسم المرشح الحائز لأكبر عدد من الأصوات،
بغض النظر عن انخفاض معدلات المشاركة وقلة الأصوات، باعتباره الفائز والرئيس
الجديد. وقد يتطلب الأمر جولة ثانية من التصويت إذا لم يحصل أي من المرشحين الخمسة
على أغلبية أصوات الجولة الأولى. هذا يعني أن الرئيس الجديد لن يحظى بدعم شعبي
كبير وسيواجه احتجاجات أسبوعية مستمرة أو أسوأ من ذلك.
وأشار الموقع
الأمريكي إلى أن الاحتجاجات المستمرة مدفوعة بمشاكل مزمنة يشعر بها غالبية
الجزائريين. يُنظر إلى الفساد وسوء الإدارة اللذين كانت الحكومة السابقة مسؤولة
عنهما كسبب رئيسي لارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب الجزائري. وغالبية
الناخبين يريدون رئيسًا جديدًا سيبذل جهداً جادًا للتعامل مع الفساد وسوء الإدارة.