كيف تنتهي 2019 في"البلد السعيد".. يَمَنٌ واحدٌ.. أم أكثر من يمن؟
نقلت وكالة أسوشييتد
برس عن مسؤولين من الجانبين أن المملكة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين،
الذين يحظون بدعم إيراني، يجريان محادثات غير مباشرة من وراء الكواليس لإنهاء
الحرب المستمر منذ خمس سنوات في اليمن.
تجري المفاوضات بوساطة
عُمانية، وقد أهل الموقع الجغرافي مسقط للعب دور الوسيط النزيه، وقد رسخت سلطنة
عُمان مكانتها كوسيط يتسم بالروية والهدوء على مدى تاريخها الطويل، وفي إشارة
محتملة إلى أن محادثات القناة الخلفية قد تمضي قدمًا، وصل بالفعل نائب وزير الدفاع
السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى مسقط اليوم الاثنين.
علمت سوشيتد
برس أن التواصل بين الجانبين استمر عبر الفيديو كونفرانس طوال الشهرين الماضيين،
وفقاً لجمال عامر، المفاوض عن المتمردين اليمنيين المعروفين باسم الحوثيين. كما
تحدثوا من خلال وسطاء أوروبيين، وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين من الحوثيين.
لا يزال اليمن
دولة مقسمة. يسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء ومعظم الشمال
منذ عام 2014. ويقاتل التحالف العسكري بقيادة السعودية، الذي دخل الحرب في عام
2015، نيابة عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دوليًا. .
بدأت
المحادثات بوساطة سلطنة عمان منذ سبتمبر الماضي، بعد أن ضربت طائرة بدون طيار من
قبل الحوثيين مرافق رئيسية لمعالجة النفط الخام في المملكة العربية السعودية – وهي
مرافق نفطية تعد الأكبر في العالم - وقطعت بشكل كبير إمدادات النفط العالمية.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران التي تنفي تورطها.
أظهر الهجوم
خللاً في حماية المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية ويبدو أنه دفع الرياض
نحو التفاوض على إنهاء حرب أصبحت بمرور الوقت باهظة التكلفة، واجهت المملكة أيضاً
ردة فعل متنامية ضد دورها في حرب اليمن، بما في ذلك أصوات عديدة في الكونجرس
الأمريكي.
تركز
المحادثات الحالية على الأهداف المؤقتة، مثل إعادة فتح مطار اليمن الدولي الرئيسي
في صنعاء، والذي أغلقه التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2016. وتجري أيضًا
مناقشة إقامة منطقة عازلة على طول الحدود اليمنية السعودية في المناطق الخاضعة
لسيطرة الحوثيين.
قال أبو بكر
القربي، وزير الخارجية اليمني السابق، لوكالة أسوشيتد برس من عمان إن المخاوف
السعودية الرئيسية تشمل تفكيك الحوثيين وقدراتهم المرتكزة على الطائرات بدون طيار
وأمن الحدود للمملكة.
يبحث
السعوديون عن ضمانات بأن الحوثيين سوف ينأون بأنفسهم عن إيران كقوة شيعية إقليمية.
ولطالما كانت الرياض تخشى أن يتمكن الحوثيون من تأسيس وجود إيراني على طول الحدود
السعودية اليمنية. وقال أحد المسؤولين الحوثيين إن هذه المحادثات قد تمهد الطريق
لمزيد من المفاوضات رفيعة المستوى مطلع العام المقبل. جميع المسؤولين، باستثناء
عامر والقربي، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى
الصحفيين بشأن مفاوضات القنوات الخلفية.
وترى اسوشيتد برس
أن التقارب الأخير - إذا تحقق - يمكن أن يضع حداً لحرب أسفرت عن مقتل أكثر من
100000 شخص، وتدمير البنية التحتية لليمن، وتشريد الملايين، ودفع سكان البلاد
البالغ عددهم 30 مليون شخص إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ومع
ذلك، يبقى أن نرى كيف يمكن لمحادثات السلام المستقبلية أن تشكل اليمن بعد الحرب،
والمجزأة بعمق على طول العديد من خطوط الصدع أثناء الصراع.
في الأسبوع
الماضي، أخبر مسؤول سعودي بارز مجموعة من المراسلين في واشنطن أنه "هناك شعور
بأننا بحاجة إلى التحرك لحل هذا النزاع". وقال إن المحادثات الجارية تركز
أيضًا على تبادل الأسرى بين الأطراف المتحاربة.
هناك علامات
على أن جميع المشاركين في القتال يبحثون عن مخرج. حاولت دولة الإمارات العربية
المتحدة، وهي عضو في التحالف الذي تقوده السعودية، إخراج نفسها من النزاع وقالت
الشهر الماضي إنها ستنسحب من اليمن، بعد أن أمضت سنوات في تمويل وتدريب بعض
الفصائل السياسية الانفصالية في جنوب اليمن.
المحادثات بين
المتمردين اليمنيين والسعوديين ليست جديدة.
أبرم الجانبان
وقفا لإطلاق النار في عام 2016 بعد اجتماع في منطقة عسير بجنوب السعودية، لكن
الهدنة انهارت في وقت لاحق. وذكر عامر، المفاوض الحوثي، أن تبادل الرسائل بين
الجانبين لم يتوقف وأنهم "أبقوا نافذة مفتوحة" للحوار.
جلست كل من حكومة الحوثيين وحكومة هادي على طاولة المفاوضات عدة مرات، وعلى الأخص في المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة في السويد في ديسمبر الماضي، عندما توصلوا إلى خطة سلام مبدئية تضمنت وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة ذي الأهمية المركزية باعتباره ممر حيوي للواردات اليمنية وشريان حياة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ومع ذلك، فإن
المحادثات التي تتم بوساطة سلطنة عمان ليست شاملة لجميع أطراف النزاع، وفقًا
لمسؤول حكومي يمني. وقال مستشار الرئيس هادي؛ عبد العزيز الجعبري، وهو أيضًا نائب
رئيس البرلمان، إنه يخشى أن تتمكن السعودية من إبرام صفقة لمغادرة صنعاء، العاصمة
اليمنية، وغيرها من المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون، حصريًا تحت سيطرة
المتمردين - مما يعزز الفجوة في البلاد. وأضاف الجعبري: "سيكون ذلك خطأ فادحا
وسيأسف السعوديون بشدة."