محاولات الرمق الأخير.. سيناريوهات المشهد السياسي بإسرائيل بعد الدعوة لانتخابات
قبل 3 أيام من انتهاء المهلة القانونية لتشكيل حكومة جديدة، ومن ثم حل الكنيست، دعا رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أمس، إلى إجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة بينه وبين زعيم تحالف "أزرق أبيض" بيني جانتس من أجل تفادي حل الكنيست والخوض في انتخابات جديدة.
اقتراح نتنياهو قُوبل بعاصفة من الانتقادات
داخل اسرائيل بدأت من من داخل حزبه "الليكود" حيث أكد القيادي الليكودي
جدعون ساعر والذي ينافس نتنياهو على زعامة حزب "الليكود"، إن هذا
الاقتراح بمثابة "إجراء ليس له فرصة في ما تبقى من أيام معدودة للبرلمان
الحالي".
وأضاف
ساعر، في حديث إذاعي صباح اليوم، أنه على أي حال "لا يجب تغيير نظام الحكم
بصورة فجائية في مسعى لحل وضع سياسي لحظي، لاننا لا نزال في النظام البرلماني، كما
أعلن تحالف "أزرق أبيض" عن رفضه اقتراح نتنياهو، ووصفه بالمناورة
الجديدة من قبل "رجل يائس".
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أستاذ
الدراسات العبرية بجامعة الأزهر، عمرو زكريا، أن نتنياهو يستعد لخوض انتخابات عامة
ثالثة، قائلاً: نتنياهو يستعد بالفعل لجولة الانتخابات الثالثة، حيث طلب تأجيل
اجتماع لحزب الليكود الذي يتزعمه، كان من المقرر أن يتناول الاجتماع إلغاء
الانتخابات الداخلية في الحزب، وتأجيلها بعد الانتخابات القادمة للكنيست.
بدوره وصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، مدير
مركز آفاق للدراسات العبرية، منير محمود، مساعي نتنياهو بـ"محاولات الرمق
الأخير"، قائلاً: يوماً بعد آخر تتعقد الأزمة السياسية بإسرائيل على وقع فشل
القوى السياسية في تشكيل الحكومة منذ الانتخابات الثانية التي جرت خلال سبتمبر
الماضي، لتتزايد الاحتمالات أمام عقد انتخابات ثالثة، مرجحاً عدم تمكّن المرشح
الثالث والمقرر أن يسميه الكنيست الإسرائيلي، بعد تكليف من الرئيس باختيار عضو
قادر على تشكيل الحكومة.
من جانبه قال أستاذ الدراسات الإسرائيلية
بجامعة عين شمس، عبدالله رمزي، أن هناك عدة سيناريوهات قد تمنع التوجه إلى
انتخابات ثالثة في إسرائيل الأول، موافقة نتنياهو على أن يكون الثاني في التناوب
على رئاسة الحكومة مع رئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني جانتس، وهو سيناريو
مستبعد جدا. والثاني موافقة جانتس على أن يكون هو الثاني في التناوب بعد 5 أشهر
فقط، وهو سيناريو مستبعد أيضا. والثالث هو انضمام رئيس حزب "العمل"
بزعامة عمير بيرتس إلى حكومة نتنياهو، وهو أمر مستبعد على الإطلاق. والرابع تفكك
كتلة اليمين وهو مستبعد ايضاً. والسيناريو الخامس والأخير، هو "انضمام رئيس
حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان لأي كتلة، وهو سيناريو
محتمل بدرجة قليلة جدا.
أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أيمن فرج، فقال لـ"الرئيس نيوز"، إنه نظرًا لحالة عدم الاستقرار الراهن في إسرائيل وعجز الأحزاب عن تشكيل الحكومة فالمؤسسة العسكرية تتجه للحكم والإمساك بالقرار السياسي لحين اتضاح المشهد، وذلك لتوجيه رسالة للشعب الإسرائيلي مفادها اطمئنوا وثقوا في قيادتكم العسكرية وليست المدنية أو السياسية، ولهذا كان التكليف للرقابة العسكرية بنشر وإذاعة تفاصيل عمليات الاغتيال الكبري في تاريخ الموساد ومنها عملية اغتيال القيادي بحركة "فتح" خليل الوزير بهدف رفع الحالة المعنوية المتردية للشعب الإسرائيلي وبث الثقة والطمأنينة بان الدولة العبرية قوية ومتماسكة ولها تاريخ مشهود، بعد أن كانت فلسفة أجهزة المعلومات بأكملها والتي تضم مجمع المخابرات العام "موساد لي" تكتم الإعلان عن عملياتة كفلسفة حكمت هذه الأجهزة سنوات طويلة.