"بينها فيسبوك والشمبانيا".. ترامب وماكرون يتبادلان فرض الضرائب
ـ احتدام المواجهة بين ماكرون وترامب
في لندن على هامش قمة الناتو
قالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي،
إن الرئيسيْن الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون طرحا وجهات نظر
متضاربة تمامًا، قبل انعقاد "قمة الناتو" في لندن، ما أدى إلى احتدام
المواجهة بينهما أثناء القمة، وانتقد ترامب نظيره الفرنسي بل اتهم تعليقاته بأنها تمثل
"إهانة" و"عدم احترام" لحلف الناتو.
من جانبه، ندد الرئيس دونالد ترامب،
أمس الثلاثاء بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن الناتو يعاني من
"سكتة دماغية"، ونقلت شبكة سي إن بي سي الإخبارية الأمريكية عن الرئيس
الأمريكي إنه يرى فرنسا في طريقها "للانفصال" عن التحالف العسكري
الغربي.
كان ماكرون أدلى بالتصريح المذكور خلال
مقابلة نُشرت الشهر الماضي في مجلة ذي إيكونوميست، قبيل انعقاد القمة للاحتفال
بالذكرى السبعين لتأسيس الناتو. حيث كان يحذر من أن أعضاء التحالف لم يعد بإمكانهم
الاعتماد على الولايات المتحدة.
في تصريحات للصحافة قبيل اجتماع الناتو
في لندن، أمس الثلاثاء، قال ترامب إن كلمات ماكرون كانت "سيئة للغاية"
بالنسبة للدول الأعضاء الـ 28 الآخرين. وأضاف أنه من "المهين للغاية" أن
يصف الرئيس الفرنسي الناتو بأنه ميت. وأضاف ترامب "لا يمكنك الالتفاف حول
حقائق القوة، لتقول ذلك عن الناتو".
قال الرئيس الأمريكي إن العلاقات بين
الولايات المتحدة وأعضاء الناتو الأوروبيين لا تسبب أي انقسام، باستثناء فرنسا.
وتابع ترامب: "أرى فرنسا تنفصل. أنا أنظر إليه وأقول إنه (ماكرون) يحتاج إلى
حماية أكثر من أي شخص آخر، لذلك أنا مندهش قليلاً من موقفه وتعليقاته تلك".
الجدير بالذكر أن ترامب نفسه انتقد
الحلف، فوصف الناتو في السابق بأنه "عفا عليه الزمن". وفي تعليقات قبيل
وصوله إلى المملكة المتحدة، وصف ترامب أيضًا بعض أعضاء التحالف بـ
"الجانحين"، في إشارة واضحة إلى حجم الأموال التي تنفقها بعض الدول على
ميزانية الدفاع.
في عام 1966، غادرت فرنسا، بقيادة
الرئيس شارل ديجول، المنظومة العسكرية لحلف الناتو، مما شكك في قوة المنظمة ضد أي
غزو من الاتحاد السوفيتي. تمت استعادة العضوية الكاملة من قبل فرنسا قبل 10 سنوات
فقط.
على صعيد آخر، انتقد الرئيس الأمريكي
أيضًا الاقتصاد الفرنسي، مشيرًا إلى ارتفاع معدل البطالة في البلاد "لم تكن
جيدة اقتصاديًا على الإطلاق". يذكر أن معدل البطالة في فرنسا ارتفع إلى 8.6٪
في الربع الثالث من عام 2019 ولكنه تحسن بشكل مطرد خلال السنوات الخمس الماضية.
ورجح ترامب أن فرنسا تتطلع إلى تعزيز
ميزانيتها من خلال فرض ضريبة رقمية على عمالقة التكنولوجيا الأمريكية مثل فيسبوك
وجوجل. وقال الرئيس إنه سيتصدى لهذه الخطوة. وقال ترامب للصحفيين "لقد بدأوا
في فرض ضرائب على منتجات الآخرين، لذلك سنقوم بفرض ضرائب عليهم".
كان البيت الأبيض قد أعلن يوم الاثنين
أنه قد يفرض رسومًا تصل إلى 100٪ على 2.4 مليار دولار من واردات الشمبانيا
الفرنسية والنبيذ والجبن والسلع الفاخرة.
في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون في وقت
لاحق أمس الثلاثاء، بدا أن ترامب يخفف من لهجته، مدعيا أن البلدين "يمكن أن
يعملا "معًا" في النشاط التجاري. الجدير بالذكر أن من بين الأسهم
الخاسرة في أسواق الأسهم الفرنسية صباح يوم الثلاثاء أسهم الشركات التي تصنع هذه
السلع الفاخرة.
