تفاصيل خروج عمرو موسى من وزارة الخارجية على أنغام "شعبولا"
- قال عن أغنية "أنا بكره إسرائيل":
"فتحت عليّ أبواب جهنم".. ووصف مطربها بـ"الأخ العزيز والصديق
الوفي"
بوفاة المطرب
الشعبي شعبان عبدالرحيم اليوم الثلاثاء، يكون الدبلوماسي والسياسي المخضرم عمرو
موسى، وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، قد خسر المطرب الوحيد
الذي غنى، وترك بصمة عميقة على مساره السياسي، بعدما أطلق أغنيته الشهيرة
"أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى".
كان
"موسى" من أبرز من تولوا منصب وزير الخارجية في مصر، إذ شغل المنصب لمدة
عشر سنوات، من 20 مايو 1991 إلى 15 مايو 2001، عندما خرج منه ليتولى أمانة جامعة
الدول العربية.
خروج عمرو
موسى من مبنى الخارجية كان حدثاً بارزاً آنذاك، إذ ترددت أقاويل عن خشية الرئيس
الأسبق حسني مبارك من شعبيته وزيره، ما دفعه إلى الإطاحة به وتبريد دوره في المبنى
القريب بالتحرير.
وفي مذكراته
بعنوان "كتابيه"، الصادر عن دار الشروق عام 2017، قصة خروجه من وزارة
الخارجية، بعد أشهر قليلة من طرح أغنية المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الشهيرة
"أنا بكره إسرائيل".
ورغم أن
"شعبولا" ذكر في الأغنية أسماء عدة قادة ومسئولين عرب، وعلى رأسهم
الرئيس المصري قائلا: "بحب حسني مبارك.. عشان عقله الكبير، لو خط أي خطوة..
بيحسبها بضمير"، لكن قيل إن الرئيس أزعجه أن يُذكر وزير خارجيته أيضا في
الأغنية "وبحب عمرو موسى .. بكلامه الموزون".
يحكي عمرو
موسى في مذكراته أنه في عام 2000 تأكدت رغبته في ترك منصب وزير الخارجية أكثر من أي
عام آخر: "وصلت شعبية وزير الخارجية إلى الذروة، وملأ الرضا الشعبي عن أدائه
الآفاق، نتيجة شعور المواطن المصري والعربي في كل مكان بأن عمرو موسى ينطق بلسانه،
ويتخد نفس المواقف التي يتمناها هذا المواطن تقريباً، في حدود ما لدى وزير
الخارجية من صلاحيات، وكان هناك من لا يتردد في إيغار صدر رئيس الجمهورية تجاه أي
مسئول ناجح".
ويضيف:
"كل الشواهد في هذه السنة كانت تشير إلى أن أيامى باتت معدودة بالوزارة، غير
أن هناك بعض الأحداث التي عجلت برحيلي من الوزارة، منها ما يتسم بالطرافة، مثل
أغنية شعبان عبدالرحيم، التي يقول ويكرر في أكثر من مقطع فيها «بكره إسرائيل..
وبحب عمرو موسى»، في ظل أجواء مشحونة بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية".
ويقر وزير
الخارجية الأسبق أن "هذه الأغنية (أعطت) كمية كبيرة من الذخيرة لكل من أراد
التصويب على وزير الخارجية، الذى يتردد اسمه في الأغنيات، التى تنتشر كالنار في
الهشيم بين الشباب في مختلف أرجاء الوطن العربي، ويغنيها الناس في أفراحهم".
لم يسمع
"موسى" الأغنية فور صدورها، لكن ما لفت انتباهه إليها هو الاعتراضات
الإسرائيلية عليها، لكنه لم يقابل صدورها
بشيء من الضيق أو الضجر، رغم علمه بأنها ستفتح عليه أبواب جهنم، على حد تعبيره.
يكملب:
"أتى لي صديق بهذه الأغنية، وبينما كنا نسمعها معا، صاح هذا الصديق فجأة
«الله يخرب بيتك يا شعبان يا عبدالرحيم.. الموضوع كده هيخلص بسرعة ياعمرو بيه»، في
إشارة إلى أن أيامى باتت معدودة في الوزارة".
يواصل:
"ضحكت وقلت له: يا رجل، 10 سنوات لي في الوزارة كافية جدا.. وياللروعة عندما
أنهيها على نغمات اللحن شبه الوحيد لشعبان عبدالرحيم (إييييه)»، ورحنا في نوبة من
الضحك على هذه الأغنية وصداها على المستويين الشعبي والرسمي".
رغم ذلك، يعود "موسى" ليقول: "لا أعتقد أن الرئيس حسنى مبارك اتخذ قراره بتغيير وزير الخارجية بناء على هذ الأغنية فقط، لكن كانت لديه تراكمات كثيرة قبلها تجاهي، من فعل الوشايات، التي لم تنقطع".
يُشار إلى أنه
عمرو موسى استقبل المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم إثر صدور مذكراته
"كتابيه" قبل عامين، وأهداه نسخة منها كتب له عليها: "إلى المطرب
الشعبي الشهير.. أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً".