الحكومة تحتفل بانتهاء "السحابة السوداء"
شارك اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، مساء اليوم الاثنين في الاحتفالية التي أقامتها وزارة البيئة بمناسبة انتهاء موسم التعامل مع "السحابة السوداء" في إطار التعاون مع الوزارة وعدد من المحافظات والجهات المعنية، وذلك بحضور الدكتورة ياسمين فواد وزيرة البيئة، والدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة والاستصلاح الاراضي، وعدد من المحافظين وعدد من أعضاء مجلس النواب .
وأعرب
اللواء محمود شعراوي عن سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفالية الخاصة بانتهاء الموسم
السنوى لنوبات تلوث الهواء الحادة في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة التنمية
المحلية ومكونات الإدارة المحلية بالمحافظات من جانب ووزارة الدولة لشئون البيئة من
جانب آخر، وقال شعراوي ان هذا التعاون أفضي في النهاية إلى نجاح كبير وغير مسبوق في
التعامل مع واحدة من اهم الظواهر البيئية السلبية في مصر وهي ظاهرة السحابة السوداء.
وأضاف
وزير التنمية المحلية أن هذه الظاهرة كانت مصدر معاناة موسمية لسكان القاهرة الكبرى
وغير ها من المحافظات نتيجة العديد من الممارسات الخاطئة في التعامل مع المخلفات الزراعية
بشكل عام ومخلفات قش الأرز بشكل خاص، لافتاً الي ارتباط وجودها بانتشار عدد من الامراض
والمشكلات الصحية نتيجة تلوث الهواء بالانبعاثات الناتجة عن حرق هذه المخلفات، ولم
يكن ممكنا بحال من الاحوال ترك الامر على هذا النحو.
وتابع
الوزير : ومن ثم فقط تحركت أجهزة الدولة المصرية في إطار منسق ومتناغم للتصدى لهذه
الظاهرة وتجفيف منابعها والقضاء على مسبباتها، وضربت هذه الأجهزة أروع الامثلة في التعاون
البناء والايجابي والاستفادة من الخبرات المصرية والتطورات التكنولوجية والعلمية والانفتاح
على المزراعين المصريين الذين بادروا بالاستجابة لما قدم اليهم من توصيات وحلول تعزز
الاستفادة من المخلفات الزراعية دون الإضراء بالبيئة .
وأكد
اللواء محمود شعراوي إن توجه مصر نحو تحقيق التنمية المستدامة في إطار التزامها بتبني
أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 أصبح
توجها أساسيا ونطا ثابتا لعملية التنمية الشاملة والمتكاملة التي تشهدها مصر خلال السنوات
الخمس الماضية.
وأضاف
الوزير أن هذه الاستراتيجية وضعت مصر نصب أعينها عنصر الاستدامة البيئية في التنمية
من خلال الحرص على دمج الأبعاد البيئية في تخطيط وتصميم وتنفيذ كافة المشروعات التنموية
التي يجري تنفيذها ، مشيراً الي أنها أولت أهمية قصوى لتبني " الحلول " التي
تدعم التحول نحو المجتمعات صديقة البيئة، وهو ما يظهر على سبيل المثال في الاستثمارات
غير المسبوقة التي تم ضخها للاستفادة من الطاقة البديلة كالرياح والطاقة الشمسية.
وأشار
وزير التنمية المحلية الي أن الوزارة في إطار التزاماتها الدستورية وتكليفات القيادة
السياسية تولي أجهزة الدولة المضرية اهتماما كبيراً بقضية التعامل مع المخلفات الصلبة
، وتابع الوزير : برنامج الحكومة المصرية يؤكد علي ضرورة تتعاون وزارات التنمية المحلية
والبيئة والتخطيط والإنتاج الحربي بشكل واضح، حيث يستهدف البرنامج تحسين ممارسات معالجة
تدوير المخلفات وزيادة نسبة التخلص من المخلفات الصلبة بصورة أمنة، ورفع كفاءة جمع
المخلفات البلدية وزيادة نسبة المخلفات البلدية الصلبة المجمعة وتدويرها بطريقة سليمة
بيئياً.
وأضاف
وزير التنمية المحلية أنه إدراكاً منا لأهمية هذه القضية ، فإن الحكومة المصرية ، وبتكليفات
وتوجيهات مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي قامت برصد موازنة قدرها 15 مليار جنيه
لتنفيذ هذه التدخلات التي ستصب بالنهاية في إطار تحسين مستوى معيشة المواطن باعتباره
هدفا رئيسيا من أهداف برنامج الحكومة التي تترجم بشكل عملي تكليفات رئيس الجمهورية
، وقد دخلت المرحلة الالي من هذا البرنامج الطموح حيز التنفيذ بالفعل.
وشدد
الوزير علي إن الاهتمام بقضايا البيئة والعمل على تقليل معدلات التلوث في الهواء والماء
والتربة لم تعد من قبيل الترف أو الرفاهية، ولكن أصبح هذا الاهتمام وثيق الصلة بمستقبل
العالم الذي نحن جزء منه ، وأكد شعراوي ان المخاوف التي تفرضها قضايا التغيرات المناخي
وانبعاثات الكربون لا يمكن تجاهلها ولا يمكن تأجيل التعامل معها لجولات لاحقة، فحق
الاجيال القادمة علينا أن نحافظ لهم على البيئة والموارد الطبيعية بلا هدر ولا تلوث
كما ورثها أجدادنا من قبل.
وأعرب
وزير التنمية المحلية عن شعوره بالفخر كمواطن مصري أولا وكمسئول في الحكومة ثانيا بأننا
استطعنا كدولة وكمواطنين أن ننجح سويا في التخلص من ظلال السحابة السوداء التي كانت
تلاحقنا لسنوات، وأتوجه بالشكر والتقدير إلى السيدة الدكتورة وزير الدولة لشئوت البيئة
على اهتمامها بدعوة شركاء هذا النجاح لهذه الاحتفالية.
كما أعرب شعراوي عن تطلعه لأن يكون النجاح في التعامل مع السحابة السوداء دافعا لنا نحو تحقيق نجاحات مماثلة في التعامل مع الملفات البيئية الأخرى وعلى رأسها ملف المخلفات البلدية الصلبة الذي يحظى باهتمام خاص من وزارتي التنمية المحلية والبيئة في الوقت الراهن.