السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

سياسي لبناني: فريق "عون" يرهن مكتسباته السياسية بمصير البلاد

الرئيس نيوز

قال يوسف دياب، محلل سياسي لبناني إن الرئيس اللبناني ميشال عون يصر على أن تكون الحكومة الجديدة سياسية مطعمة بوزراء تكنوقراط، مضيفاً أن الأسباب الي تدفع الرئيس عون إلى التمسك بحكومة سياسية هو الحفاظ على المكتسبات التي حققها في السلطة.

وأوضح "دياب" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "المكتسبات التي حققها الرئيس عون سواء بصلاحياته في رئاسة الجمهورية أو بالدور المعطى لزوج ابنته، وزير الخارجية جبران باسيل من خلال الإمساك بكتلة وزارية كبيرة تجعله الحاكم شبه المطلق في الحكومة بالإضافة إلى الامتيازات المعطاة لحلفائه في الحكومة مثل الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" وهي صلاحيات جعلت هذا التحالف يُعد الأقوى سياسياً في لبنان وهو من يفرض خياراته وقراراته على الدولة اللبنانية".

وأضاف "دياب" إنه بعد اندلاع الثورة منذ أكثر من "٥" أسابيع يبدو أن هذا الفريق لن ينزل عند مطالب الشارع اللبناني ولا الالتفات  إلى الإصلاحات التي يطالب بها اللبنانيون.

وتابع "دياب": "هذا الفريق يريد التمسك بمكتسباته في السلطة متجاهلاً صرخات الناس ومطالبهم بالتغيير رغم كل الأضرار المترتبة على لبنان جراء التأخير في تشكيل الحكومة وتعطيل مؤسسات الدولة وادارتها عبر التظاهرات والاعتصامات، ورغم كل التحذيرات الإقليمية والدولية بأن لبنان لا يستطيع أن ينتظر طويلاً حيث أن الوضع الاقتصادي والمالي صعب كما أن تصنيف لبنان الائتماني يتراجع يوماً بعد يوم وبالتالي هذا الفريق يرهن لبنان ومصير اللبنانيون مقابل مكتسبات سياسية لا يريد التخلي عنها".

المحلل السياسي اللبناني، يوسف دياب قال بشأن وجود تدخل روسي إيراني يهدف إلى اجهاض الحراك الشعبي في لبنان، إنه مجرد كلام في طور التداول، مضيفاً إنه كمراقب للشأن اللبناني يشك في وجود دور روسي، إلا أنه أكد وجد دور ايراني واضح عبر حزب الله، الذي يطبق السياسة الإيرانية وهو ما يجعل مصلحته مطابقة لمصلحة إيران.

وأوضح "دياب": "كل المواقف التي أعلنها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله،  عندما قال إن الثورة لن توصل إلى مكان ولن تؤدي إلى تغيير الحكومة أو إلى إجراء انتخابات نيابية جديدة ولا إلى تغيير كتلة "العهد" و رئيس الجمهورية، جاءت بعد لقاء "نصرالله" بقائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني في لبنان.

وشدد "دياب" على إن الدور الايراني مؤثر جداً التي تتوافق مصالحها مع اجهاض الثورة في لبنان، لافتاً إلى أن تعقيدات الوضع اللبناني وتداخله الطائفي والديموغرافي والاختلاط السكاني يحول الى حد كبير دون تمكن حزب الله من السيطرة على كل الساحات اللبنانية وقمع كل التظاهرات، موضحاً أن "حزب الله" قد ينجح في ذلك في مناطق جنوب لبنان حيث يوجد بها الأكثرية الشيعية اذا ما استخدم القوة.

وأكمل "دياب" إن حزب الله قد ينجح أيضاً في قمع التظاهرات في العاصمة بيروت إلى حد ما ولكنه لن يستطيع أن يغير المعادلة في مناطق مسيحية أو سنية صافية مثل مناطق جبل لبنان ومنها "كسروان" و"المتن"و "زحلة"و"البقاع" و"جبيل"، إضافة إلى"طرابلس" الواقعة في شمال لبنان وهي ذات أغلبية سنية تعد "عروس الثورة"، موضحاً أنها تشهد تجمع عشرات الآلاف من الثوار الذي يطالبون بتغيير هذه المنظومة السياسية كل يوم، وستكون هذه المهمة صعبة جداً بالنسبة لإيران وحزب الله اللذان لن يدخرا جهداً في وأد هذه الثورة حتى وإن كانت مكلفة بالنسبة اليهم، مشدداً على إن حظوظ نجاحهم ستكون ضئيلة جداً.

واختتم "دياب" مشككاً في أن يكون لروسيا دوراً في قمع الثورة اللبنانية، إلا أنها قد تقدم دعماً لوجستياً لإيران أو حزب الله دون تدخل روسي على غرار ما حدث في سوريا لأن ذلك سيدخل المنطقة في أزمة كبيرة وربما صراع اقليمي ودولي، كما أن روسيا تعرف أن  هناك محاذير أوروبية وأمريكية حيال التدخل العسكري في لبنان أو أي محاولة لارتكاب مجازر أو جرائم في لبنان لايحتملها المجتمع الدولي.