خاص| هل يفتح قتل القيادي بالجهاد الإسلامي "أبوالعطا" باب الاغتيالات مجدداً؟
أعاد اغتيال القيادي بحركة الجهاد الفلسطينية بهاء أبوالعطا، ذاكرة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل بحق قيادات المقاومة الفلسطينية من مختلف حركات المقاومة بداية من أعضاء تنظيم "فتح" في سبعينيات القرن الماضي مروراً بقيادات من حركة "حماس" وصولاً الى قيادات من حركتي "الجبهة الشعبية" و"الجهاد".
"الرئيس نيوز" حاورت خبراء في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني للوصول إلى مغزى عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل بحق قيادات فلسطينية في هءه الفترة وكيف اتخاذ قرار الاغتيال وهل يمكن أن يعيد اغتيال "ابوالعطا" سياسة الاغتيالات مرة أخرى.
الدكتور طارق فهمي، مدير وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، استبعد إقدام إسرائيل على استهداف عناصر ميدانية جديدة تخًوفا من رد حركة الجهاد والتي سيكون تصعيديًا ولن تلتزم بالتهدئة إلا بعد معايير وضوابط جديدة، مشيراً إلى أن إسرائيل تتعامل مع سياسة الاغتيالات بمنطق استخباراتي متجدد فلديها قائمة ببنك أسماء من القيادات الميدانية الموزعة داخل وخارج غزة وتحديدًا في لبنان وسوريا وتركيا حيث تعمل وتتدرب هذه القيادات الميدانية وهي تمثل الخطر الأكبر عليها وتضم هذه القيادات حوالي ٤٥ قيادة موزعة على مختلف التخصصات الميدانية ومرتبة في "الشاباك" جيدًا ومن خلال كود تعريفي.
وأضاف قائلاً: قرار الاغتيال للقيادات الميدانية العليا يصدر بقرار من رئيس الوزراء وتصديق رئيس الشاباك ومسئول مجمع الاستخبارات العام "موساد" وبتصويت كامل في الحكومة المصغرة، حيث تتخذ اسرائيل قرار التصفية والاغتيال بناء على معلومات كاملة ووفق ترتيب الاسماء واهميتها مع التحسب لتصعيد بعض الأسماءعند الضرورة حسب قرار التصفية.
وتابع فهمي، إسرائيل تقوم بوضع خطة البديل عند الضرورة مع التركيز على الهدف الأصيل ولهذا سيجري تحقيق عال المستوي داخل الشاباك للفشل في اغتيال الهدف الاخر أكرم العجوري في سوريا نتيجة لنقص المعلومات وعدم صحتها.
بدوره قال الدكتور منير محمود، أستاذ الدراسات العبرية، مدير مركز آفاق، أن ما يعف بـ"بنك الأهداف" هو السبب وراء تجدد استئناف سياسة الاغتيالات للقيادات الميدانية في حركة الجهاد بدعم من رئيس الأركان الإسرائيلي نفسه أفيف كوخافي والذي يحظى بدعم نتنياهو ويعتبر صديقه ونقطة التوازن مع الجنرالات في تحالف ازرق ابيض، مشيراً إلى انه ستتم بناء على تقييم المشهد الاستراتيجي الاسرائيلي اغتيالات جديدة لعناصر الجهاد في لبنان وسوريا ولكنه استبعد استهداف العناصر المقيمة في تركيا.
وأضاف محمود، قدرة اسرائيل على التماسك حتى ٣ أسابيع فقط لأن حالة رفع الاستعداد إلى الدرجة القصوري سيكلف الموازنة الكثير الأمر الذي لن تتحملها إسرائيل في ظل توقع بوقف تدريجي لخطوط التشغيل في المصانع الكبرى، مشدداً على أن الهدف الاسرائيلي الراهن تنفيذ مهام عاجلة وفق بنك الأهداف وحسم المواجهة قبل ١٠ ايّام على الأقل بدلا من انفتاح المشهد علي سيناريوهات صفرية والانتقال من اغتيال شخصيات عسكرية عليا إلى تصفيات سياسية.
من جانبه أكد الخبير في الشؤون الاسرائيلية، أيمن فرج، أن قيادات من المكتب السياسي للجهاد موضوعة على القوائم، قائلاً: "الشاباك" مهتم حالياً باصطياد العناصر الميدانية النشيطة وليست السياسية وبالتالي فان زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليس على القوائم الان لاعتبارات سياسية وليست أمنية. مضيفاً: الهدف قيادات حركة الجهاد وليس حماس لاعتبارات التهدئة والتزام تثبيت الهدنة ولهذا لم يتم الاقتراب حالياً من عناصر حماس الميدانية خاصة وأن محمد ضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، كان على رأس المطلوبين في الاستهداف على سبيل المثال.
بدوره قال المؤرخ الفلسطيني، عبدالقادر ياسين، "حتى هذه اللحظة لم تتدخل حركة حماس أو كتائب القسام "الجناح العسكري للحركة" في الجولة القتالية الحالية بين إسرائيل والجهاد الإسلامي"، مشيراً إلى أنه بالنسبة لحماس، فإن "بهاء أبوالعطا" كان يقف عائقًا أمام جهود تمديد التهدئة بين حماس وإسرائيل والحصول على تسهيلات أخرى من إسرائيل، بوساطة مصر أوقطر. مضيفاً: الأزمة التي تواجهها حماس الآن، هو تخليها عن "الجهاد الإسلامي" وهو ما سيعرضها لانتقادات من الفصائل الفلسطينية، أودخولها المعركة وتورطها مع إسرائيل، لأن حماس حتى الآن ليست معنية بالتورط مع إسرائيل أو الدخول في المعركة.
وأضاف ياسين، إسرائيل استجابت للوساطة المصرية خوفا من المواجهات رغم التصريحات الصادرة من قادتها بقدرتهم على مواصلة المواجهات لكن ذلك لا يمنع أن المواجهة قد تطول لأن أسس الهدنة سوف تتغير عما كان في المرات الماضية.