سياسي لبناني: خطاب "حسن نصرالله" يفتح الباب أمام "الملتزمين بالولاية" لإرهاب المتظاهرين
علّق أحمد الأيوبي، المحلل السياسي اللبناني، على تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، باندلاع الحرب الأهلية مجدداً في لبنان، على خلفية التظاهرات الحاشدة والحراك الذي تعيشه لبنان.
الأيوبي قال
إنه لا أحد يملك السلاح في لبنان بشكل فعلي سوى "حزب الله"، وبالتالي من
يهدد بالحرب الأهلية هو مَن يمتلك السلاح، ومن تحدث عن الحرب الأهلية هو "حزب
الله"، فإذا كان "حزب الله" يقول إن المعادلة إما أن تخرجوا من
الشارع أو اللجوء إلى الحرب الأهلية، فهذا يعني أنه صاحب المشروع.
وأضاف
"الأيوبي" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "طلب
"نصرالله" ضمانات من الذين يعتبرهم "قيادات الحراك"، بأن
التظاهرات والاعتصامات لا تحمل مشروع حرب، يعتبر استخفافاً بالعقول وتلغيماً
للثورة، لأنه بذلك يريد ضرب سلمية الثورة والتشكيك بها رغم وضوح مطالبها".
أشار أيضاً إلى
أنه بإعلان أمين عام "حزب الله" أن لا علاقة له بالمجموعات الشيعية التي
نزلت إلى ساحة رياض الصلح وقامت بالاعتداء على المتظاهرين لمحاولة تبرئة حزبه،
يعتبر إفساحاً للمجال أمام المنفلتين "الملتزمين بالولاية" ليقوموا
بأعمال التخريب والإرهاب تجاه المتظاهرين.
وأوضح: "المقصود
بشعار إسقاط النظام، هو إسقاط المنظومة الحاكمة وليس إسقاط الدولة أو الدستور، حيث
أن النظام الآن مكون من منظومة حاكمة تتكون من مجموعة أحزاب، والراعي الأول هو حزب
الله المهيمن بسلاحه على الحياة السياسية ويتسبب في إفشالها في كافة
المجالات"، محذراً من اعتبار "نصر الله" أن من يعمل ضد "حزب
الله" إنما يعمل ضد لبنان، لاعتقاده بأن حزبه ضمانة لأمن لبنان واستقراره،
وبهذا التصنيف يكون كل من يعارض "حزب الله" خائناً يضرب استقرار لبنان
وأن الثورة حراكٌ يهدد الدولة بالحرب الأهلية.
استكمل
"الأيوبي" قائلاً: "الشريك الأول لحزب الله في هذا النظام السياسي
هو الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر الذي يُعدُ الواجهة المسيحية لحزب الله،
بينما تم إشراك تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري بصفته الفائز في الانتخابات عن
الأغلبية "السنية"، وبالتالي أصبح شريكاً في المنظومة الحاكمة إلا أنه
الشريك الأضعف"، مستدلاً على ذلك
بطلب "حسن نصر الله" من المتظاهرين بالتفاوض مع رئيس الجمهورية وليس
رئيس السلطة التنفيذية، سعد الحريري، موضحاً أن هذه الدعوة تتضمن تفخيخاً للثورة، لاعتقاد
"نصرالله"، وقبله الرئيس "عون"، في أن تشكيل القيادة للحراك
سيخلق تصدعات وانشقاقات تسفر عن إنهاك الثورة، فضلاً عن رغبتهما في تثبيت مكانة
السلطة كمرجعية شرعية، يؤكدها تفاوض المتظاهرين معها على تحقيق المطالب وهو ما
يجهض المطالب الثورية الكبرى مثل إسقاط العهد".
واختتم: "لبنان
اليوم أمام تغيير مسار دستوري واضح، والثورة تطالب بحكومة انتقالية يتم التوافق
عليها سياسياً على أن تحمل برنامجاً محدداً وهو صياغة قانون انتخابي عادل بدلاً من
القانون الانتخابي الأخير الذي كان طائفياً بامتياز وسيئاً على مستوى التأثير
السلبي على الحياة الوطنية والنسيج الاجتماعي، ثم يتم إعادة تشكيل السلطة في مجلس
نيابي جديد ورئيس منتخب للمجلس النيابي ورئيس حكومة ورئيس جمهورية، خلال مدة زمنية
لا تزيد على "٦ أشهر"، وبهذا الشكل يتم ضمان عدم سقوط الدولة وإسقاط
النظام بمعنى المنظومة السياسية الحاكمة.
يشار إلى أن
"نصر الله" كان قد أعرب في خطابه الجمعة عن رفضه لاستقالة الحكومة
وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، معتبراً الفراغ في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي أمر
في غاية الخطورة، محذراً من الحرب الأهلية، وهو ما قابله الشارع بالرفض ومواصلة
التظاهر والدعوة إلى سبت الساحات.