السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مصادر كردية تكشف لـ"الرئيس نيوز" أسباب تأخر الجيش السوري في دخول شرق الفرات أسبوعًا

الرئيس نيوز

بعد نحو أسبوع من القرار التركي باجتياح منطقة شرق الفرات، تُوجت المباحثات بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة في دمشق برعاية روسية، بسلسلة من التفاهمات تقضي بتسليم الأكراد مناطق سيطرتهم إلى قوات الرئيس بشار الأسد، على أن يتم التنسيق بينهم للبدء في تحرير مناطق الشمال السوري الذي تحتله أنقرة منذ فبراير 2018.

كان "الرئيس نيوز" نشر تقريرًا في الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري، تحت عنوان "الانسحاب الأمريكي من سوريا يدفع الأكراد للتنسيق مع الأسد"، كشف فيه عن قيام الأكراد بالتفاوض مع الحكومة السورية؛ لتسليم المناطق التي يسيطرون عليها لقوات الأسد؛ وذلك بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب بشكل مفاجئ الانسحاب من شرق الفرات، التي كانت بمثابة حائل بين أردوغان وبين رغبته في الاجتياح.

وتستهدف الإدارة الذاتية الكردية من ذلك الاتفاق قطع الطريق أما أردوغان والقوات الموالية له على استكمال اجتياح شرق الفرات، مثلما تم في مواضع مشابهة لذلك وتحديدًا في مدية الباب سبتمبر 2016، عندما أطلقت أنقرة عملية "درع الفرات" لانتزاع مدينة "جرابلس" من الأكراد.

وأعلنت الإدارة الذاتية في وقت متأخر من مساء الأحد، أنه وفقًا للتطورات الجديدة في شمال وشرق سورية، والعدوان التركي الذي يستهدف المدنيين، فإنه تم الاتفاق مع الحكومة السورية على الدخول والانتشار على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات "سورية الديمقراطية" لصد العدوان التركي وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورين، بحسب وصف البيان.

وأكدت الإدارة الذاتية، أن الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى. وأن من واجبات الجيش السوري حماية حدود البلاد، وأنهم لم يكونوا يطالبون يومًا بالانفصال عن سوريا، وأنهم لطالما دعوا إلى الحوار السوري.

وعدد البيان الكردي جهوده في مكافحة الإرهاب، وتنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أنهم حاربوا الإرهاب ابتداء من مدينة كوباني العام 2014، وتمكنوا من تحرير منبج غربي الفرات ثم تل أبيض ثم الطبقة إلى أن وصلت إلى عاصمة التنظيم المزعومة "الرقة" ثم دير الزور آخر جيوب التنظيم في شرق الفرات.

وأشار الأكراد في بيانهم أنهم بعد خمس سنوات من قتال التنظيم الإرهابي، تم إعلان الانتصار عليه ودحره في مارس 2019، وزعم البيان أن المناطق التي حررها من التنظيم تعادل ثلث مساحة سورية، وأن "قوات سورية الديمقراطية" التي هي خليط من مكونات شمال وشمال شرق سورية، قدمت ما يتجاوز 11 ألف شهيدًا و 24 ألف جريح بينهم إعاقات دائمة.

وعلم "الرئيس نيوز" من مصادر كردية، أن دخول الجيش السوري لشرق الفرات تأخر أسبوعًا لحين الاتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية، على من سيتولى إدارة المعارك ميدانيًا، وأنه تم الاتفاق أنها ستكون للجيش، لكن سيكون لقوات قسد بعض الحرية في إدارة المعارك في المناطق المختلفة، إذ ستشهد منطقة شرق الفرات توزيع القوات في عدة جبهات.

أشار المصدر الكردي الذي فضل عدم نشر اسمه، إلى أن قوات "قسد" تعول بشكل رئيس على سلاح الجو  للجيش السوري، وما معها من آليات للدفاع الجوي، كانت قد حصلت عليها من أمريكا.

من جانبه، يقول الناشط الكردي، عضو  حركة "الإصلاح"، ياشار حاج علي، إن المباحثات مع دمشق بدأت منذ إعلان أمريكا الانسحاب من شرق الفرات، موضحًا لـ"الرئيس نيوز" أنها استغرقت فترة لحين الانتهاء من تفاصيل كان لابد من حسمها مع الحكومة السورية..

ولفت يشار إلى أن التخوف الآن من استكمال تركيا زحفها نحو شرق الفرات، مشككًا في الوقت ذاته في جدية روسيا في إجبار تركيا على منع الاحتكاك بالجيش السوري في شرق الفرات؛ وقال: "روسيا وأمريكا كانتا ضمن الاتفاق مع تركيا بشأن ما تسمه أنقره المنطقة المزعومة، كما أن أردوغان أعلن انطلاق العمليات العسكرية في الشمال الشرقي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين".

إلى ذلك أعلنت وكالة "سانا" السورية الرسمية، أن الجيش دخل فعليًا العديد من قرى وبلدات الشرق، ورفع العلم السوري على المؤسسات في قامشلي والحسكة وريف الحسكة وتل تمر وريف الرقة، وبلدة عين عيسى.  

من جانبه قال الناشط الكردي، رضوان الكليل، لـ"الرئيس نيوز"، إن قوات الجيش السوري، تنتشر حاليًا على طول خط الحدود، وأنهم تولوا مسؤولية غالبية مدن الشرق السوري، وأن مباحثات حاليًا تدور حول التنسيق لكيفية إدارة الأوضاع على الأرض وتأمين المدنيين وتأمين سبل معيشتهم، وكيفية صد العدوان.