محلل ليبي: تركيا تتصرف وكأنها وصية على ليبيا والجزائر
علّق المحلل السياسي الليبي، محمد العمامي، حول تصريحات وزير الخارجية التركية، مولود تشاووش أوغلو، التي أدلى بها في الجزائر حول إصرار بلاده على مشاركة الجزائر في الاجتماعات الدولية المتعلقة بـ"ليبيا" أنها تأتي ضمن التدخل التركي في الشأن الليبي، لأنه من البديهي أن تكون دول الجوار مشاركة الاجتماعات الدولية المتعلقة بــ"ليبيا" باعتبار أن مايحدث فيها يؤثر بشكل مباشر في دول الجوار وعلى وجه الخصوص جمهورية مصر العربية والجزائر وتونس والسودان ومالي.
وأضاف "العمامي" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" أنه إذا كانت ايطاليا تحضر الاجتماعات الدولية المتعلقة بالشأن الليبي باعتبار أنها من دول الجوار بالدرجة الأولى، وفرنسا باعتبار أن لها تواجد مكثف في جنوب ليبيا، فهذا يحتم أن تكون الجزائر ضمن الحاضرين في اجتماعات حل الأزمة الليبية.
وأوضح:"ماتقوم به تركيا إنما هو تدخل بطريقة أخرى، وكأنهم أوصياء على الجزائر، ولكن المشكلة الأساسية هي التواجد التركي وحضورهم ودعمهم للارهاب رغم أنه يفترض أن لايكون لهم علاقة بالشأن الليبي من قريب أو بعيد.
وتابع:"تركيا ليست بحاجة للحصول على غطاء عربي أو دولي للعمليات العسكرية التي تقوم بها في ليبيا، حيث أنها تعلن عن ما تقوم به في ليبيا أمام الجميع وكما رددت الحكومة التركية في الكثير من المناسبات أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال الأزمة الليبية وكأنها وصية على عليها".
وأتم "العمامي" أنه من المهم أن تحاول انهاء الازمات وحل الصراع ولكن ليس عبر الدعم المباشر بالسلاح والعتاد وتصدير الارهاب.
يشار إلى أن وزير الخارجية التركي كان قد أدلى بتصريحات خلال زيارته إلى دولة الجزائر التي تستمر على مدار يومين 8 و9 أكتوبر الجاري، تفيد بتأثر الجانب الجزائري بما يدور في ليبيا، كما أكد على اصرار بلاده على أن تكون الجزائر ضمن الاجتماعات الدولية المتعلقة بالشأن الليبي باعتباره لاعب هام.
والجدير بالذكر أن مصر قد رحبت خلال مشاركتها في في الاجتماع الوزاري حول ليبيا على هامش اجتماعات الدورة الــ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الشهر الماضي، على الموقف المسئول للمشير خليفة حفتر حول استعداده للحوار والحل السياسي، ودعت سائر الأطراف للتحلي بنفس روح المسئولية وإعلاء المصلحة الليبية العليا على الحسابات الذاتية الضيقة، للوصول لتسوية تكفل الحفاظ على وحدة التراب الليبي، والعمل على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية بها، بالتوازي مع دعم جهود الجيش الوطني الليبي في محاربة الإرهاب واستعادة الأمن وإنهاء فوضى الميليشيات المسلحة، ومعالجة الخلل الفادح في توزيع الموارد في ليبيا وتمكين الشعب الليبي من استعادة السيطرة على بلاده ومقدراته وموارده.