مكرم محمد أحمد لـ"الرئيس نيوز": "المراسل العسكري جندي في ساحة القتال والممر لم يعكس حقيقة دوره"
بينما عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن رضاهم على فيلم "الممر" الذي عُرض أمس الأحد بالتزامن مع احتفالات مصر بعيد نصر أكتوبر العام 1973، على شاشة فضائية "أون إي"، وقام ببطولته العديد من النجوم بينهم أحمد عز، وإياد نصار، إلا أن تجسيد شخصية الصحفي، من قبل الفنان أحمد رزق، أحدثت جدلًا واسعًا خاصة في صفوف الجماعة الصحفية.
جسد رزق شخصية
الصحفي (إحسان)، الذي بدأ مشواره المهني محرر فني، إلا أن الأقدار ساقت به لأن
يكون محررًا عسكريًا. ما أغضب الجماعة الصحيفة ظهور إحسان شخص ضعيف متردد، يخشى
المواجهة ويرغب طوال الوقت في العودة وإنهاء المهمة، فضلًا عن كونه سببًا في كشف
المجموعة من قبل القوات الإسرائيلية.
شارك في
الفيلم ذو العرض الأول على الشاشة الصغيرة، مجموعة من الفنانين، بينهم أحمد
عز، وأحمد رزق، وأحمد فلوكس، وإياد نصار،
وأحمد صلاح حسنى، ومحمد فراج، ومحمد الشرنوبى، وهند صبرى. ويعد فيلم
"الممر"، أحدث مولود سينمائي حربي يخرج من السينمات إلى شاشة
التليفزيون، ليدخل في قائمة الأفلام الحربية الخالدة لهذه المناسبة العظيمة.
بحسب بيان
الشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، لايزال يحقق فيلم
"الممر" إيرادات في سوق السينما المصرية، حيث بلغت إجمالي إيراداته منذ
عرضه حتى ليلة السبت 5 أكتوبرنحو (75 مليون جنيه). وأعلنت الشركة أنه سيتم عرض
الفيلم على "القناة الأولى الأرضية" خلال يوم السادس من أكتوبر في تمام
الساعة الثامنة، وعلى فضائية "أون إي" في تمام الساعة العاشرة مساءا،
وفي 7 أكتوبر، في تمام الساعة الخامسة مساءا على قناة "أون إي".
ويوم الخميس
العاشر من أكتوبر يعرض على قناة "دي ام سي" في تمام الساعة الحادية عشر
مساء، كما تقوم القناة الفضائية المصرية بعرض الفيلم يوم الجمعة الحادي عشر من
أكتوبر، في تمام الساعة العاشرة مساءا. ويتناول الفيلم قصة قوات الصاعقة المصرية
خلال حرب الاستنزاف، وتحديدًا المرحلة الزمنية بدءً من حرب 1967 وحتى الأوقات
الأولى من حرب الاستنزاف.
من جانبه،
أثنى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، مكرم محمد أحمد، الذي يعد أحد أقدم المراسلين
العسكريين الذين شاركوا في تغطية العديد من المعارك بينها حرب (اليمن – الاستنزاف
– أكتوبر - تشاد – الخليج)، على الفيلم، وقال لـ"الرئيس نيوز":
"العمل الفني جدد الثقة في الروح المصرية، وذكرها بأزمنة الانتصارات المجيدة،
إلا أن الفيلم لم يعكس الصورة الحقيقة للصحفي وخاصة المراسل الحربي".
تابع مكرم:
"أعتقد أن الواقع يشهد بالعديد من الأدوار الرئيسية التي لعبتها الصحافة بشكل
عام سواء في التحضير للمعركة أو تغطيتها"، موضحًا أنه رغم احترامه للسيناريو
وما شهده الفيلم من واقعية وصدق شديدين إلا ان شخصية الصحفي كانت هامشية ومسطحة،
حتى الناحية الفضولية للصحفي لم تكن ظاهرة في الفيلم.
قال رئيس
الهيئة الوطنية للإعلام، وأحد مشايخ المهنة: "هناك العديد من المراسلين
العسكريين، الذين فقدوا حياتهم أثناء تغطية المعارك على الأرض خلال حربي الاستنزاف
وأكتوبر. فالصحفي جندي على الأرض بقلمه وكاميرته، ولا يقل دوره عن دور الجندي الذي
يحمل السلاح، فلولا ما يسجله الصحفي ويرصده ويصوره لم نكن لنرى أو نسع عن الحكايات
الأسطورية والملاحم التي خاضها جيشنا ضد العدو، لذلك لا نرى أن فيلم الممر عكس
الصورة الحقيقة للصحفي".
وكتب وكيل أول
نقابة الصحفيين، جمال عبد الرحيم، عبر صفحته على موقع التواصل
"فيسبوك":
"المراسلون العسكريون تقدموا الصفوف على خط النار. وتعرضوا للمهالك والأخطار.
فقد قدمت جريدة الجمهورية فقط ثلاثة شهداء من ابنائها على خلال حرب الاستنزاف. وهو
المحرر العسكري محمد بخيت أبو السعود الذي استشهد في ١٤ مارس ١٩٦٩، والمصور حسن
عبد القادر، الذي استشهد على الجبهة في ٣٠ أبريل ١٩٧٠، والسائق بالجريدة محمد
الكردي الذي كان يؤدي وظيفته على الجبهة أيضًا.
وفي تغريدة
جديدة كتب عبد الرحيم: "تحية خالصة من القلب ابعث بها الي جميع المحررين
العسكريين في حرب اكتوبرالذين قدموا أرواحهم وأعطوا مثلا ونموذجا في حرب عظيمة
اختلطت فيها دماؤهم بتراب هذا الوطن العظيم".
تابع عبد
الرحيم: "سجل المراسلين العسكريين في حرب أكتوبر1973 من واقع سجلات إدارة
الشئون المعنوية التي أشرفت علي كثير من المهام التي قاموا بها علي ارض العمليات
شرق وغرب القناة"، ورصد نحو 40 اسمًا من المراسلين العسكريين الذين لعبوا
أدورًا في تغطية حرب العبور، ونقل بطولاتها.