الغواصات.. سلاح إسرائيل "النووي السري" في حربها ضد إيران
تعد القوات البحرية أصغر أفرع الجيش الإسرائيلي، ولكنها تلعب دورا حيويًا للغاية في حماية المصالح الإقليمية لإسرائيل وضمان سلامة ردعها النووي، وكتب الصحفي الأمريكي "مارك ابسكوبس" على موقع "ناشيونال انترست" الإخباري الأمريكي أن الهجوم الإيراني الدراماتيكي ضد ناقلات النفط في الخليج العربي أثار مخاوف عديدة من احتمال وقوع هجمات إيرانية مفاجئة أخرى، وعزز ذلك الاحتمال دعم إيران العسكري للمتمردين الحوثيين في اليمن والضربات التي نفذتها طائرات بدون طيار ضد المرافق النفطية في المملكة العربية السعودية.
وتستمر طهران، من
جانبها، في تغذية المخاوف الإسرائيلية بخط ثابت تنتهجه وخطاب عدائي لا تحيد عنه. وفي
وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن بإمكان
إيران تدمير إسرائيل، وسوف تدمرها، وقال: "يجب محو هذا النظام الشرير من على
الخريطة وهذا لم يعد حلمًا (ولكن) هو هدف قابل للتحقيق".
كيف ستكون المواجهة
العسكرية بين إسرائيل وإيران إن وقعت؟ لقد كُتب الكثير عن حالة القوات الجوية
والجيش الإسرائيلي، ولكن لم يتم إيلاء اهتمام يذكر للفرع الثالث من قوات الدفاع
الإسرائيلية الذي يُنسى كثيرًا: القوات البحرية.
وتعد القوات البحرية
أصغر مكون للجيش الإسرائيلي، والنواة الإستراتيجية لأسطول الجيش هي أسطول مكون من
ست غواصات ألمانية تعمل بالكهرباء والديزل من فئتي دولفين ودولفين 2. يُعتقد على
نطاق واسع أن معظم هذه السفن أو جميعها قادرة على حمل رؤوس حربية نووية على شكل
صواريخ كروز بوبو توربو، أو البديل من صواريخ جابرييل المضادة للسفن، أو صواريخ
هاربون المضادة للسفن المعدلة.
ويُعتقد أن أسطول
الغواصات المسلحة نووياً هو حجر الزاوية لقدرة الجيش الإسرائيلي أي قدرتها على
الانتقام من ضربة نووية برد نووي مدمر من جانبها. يتم مساعدة غواصات دولفين 2 من
خلال نظام الدفع المستقل الجوي الجديد (AIP)، مما يسمح لها بالبقاء مغمورة قبالة سواحل الدول
العربية وربما إيران لمدة تصل إلى ثمانية عشر يومًا.
وتدير البحرية
الإسرائيلية مجموعة صغيرة من السفن السطحية، وتتمثل مهمتها الأساسية في الدفاع عن
شواطئ البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر في إسرائيل، من محاولات التسلل والتهريب
على نطاق صغير. إن الأوعية السطحية القوية لإسرائيل هي ثلاثة صواريخ من طراز Saar 5 الصغيرة، تُرسل كل من صواريخ جابرييل وهاربون وصواريخ براك 8. لكن الجزء
التشغيلي من الأسطول الإسرائيلي يرتكز على عشرة قوارب صواريخ 4.5 من نوع Saar. أثبتت سفن Saar 4.5 أنها الوسيلة البحرية الإسرائيلية الأساسية للدفاع عن شواطئها ضد التوغلات
البحرية واسعة النطاق.
وفي حين أن البحرية الإسرائيلية ليست كبيرة أو ممولة بشكل جيد مثل نظرائها القوات البرية والجوية، إلا أنها مؤسسة صغيرة وفعالة نسبيا تلبي مجموعة واسعة من الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية الحيوية بما في ذلك الردع النووي والاستطلاع الأمامي. هناك مجال لمزيد من التطوير، مع استمرار إيران في إنتاج سفن حربية جديدة بوتيرة سريعة، ستتوقف صلاحية دفاعات الصواريخ البحرية الإسرائيلية على نجاح طرادات الجيل السادس من طراز Saar 6 والتي سيتم تسليمها بحلول عام 2024.