الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"النفط ليس أغلى من الدم".. مواقف لا تُنسى للأشقاء العرب في حرب أكتوبر

الرئيس نيوز

تحل اليوم ذكرى انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي تعد الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، إذ استطاع المصريون قلب موازين القوى العالمية، في إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، وتمكن أبناء مصر الشرفاء من استعادة الكرامة المصرية، والقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

 ساند الأشقاء العرب مصر في حربها ضد العدو الإسرائيلي من أجل استعادة كرامة العرب وتحرير أرض الفيروز، وفي السطور التالية نستعرض مشاركات الدول العربية في حرب أكتوبر المجيدة.

 

"الإمارات.. النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي"

 

لم تكن العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات وليدة الصدفة، ولكن جذورها تمتد عبر التاريخ، ولعل أبرز ما قاله الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" يتظل محفورة في ذهن ووجدان كل العرب.

 

وانطلاقاً مما قاله الشيخ زايد، قررت الدول العربية المصدرة للبترول في 8 أكتوبر 1973 خفض إنتاجها 5 % شهرياً، وقطع إمدادات البترول العربي عن الولايات المتحدة الأمريكية والدول المساندة لإسرائيل.

 

كما شارك رئيس دولة الامارات الحالي، الشيخ خليفة بن زايد وولي عهد الشيخ زايد حينها في الحرب مع الجنود المصريين على الجبهة.

 

وقدم الشيخ زايد كأول حاكم عربي دعماً مالياً لصالح الحرب بلغت قيمته ١٠٠ مليون جنيه استرليني قائلاً: "الثروة لا معنى لها بدون حرية أو كرامة".

 

"السعودية.. وقف تصدير البترول أقل مما تقدمه مصر من أرواح جنودها"

 

خفضت المملكة العربية السعودية إنتاجها من النفط في حرب "أكتوبر" إلى ١٠% ثم ١٨% قبل أن تعلن مع الإمارات والكويت والبحرين وقف تصدير البترول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي خطوة اعتبرها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز أنها أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية، قائلاً: تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا وألا تصل إلى أيد أعدائنا"، جاء ذلك رداً على أحد الصحفيين باحتمالية شن الولايات المتحدة هجوماً على المملكة.

 

شجاعة الملك فيصل بن عبدالعزيز لم تنته، فعندما ترجاه وزير الخارجية الأمريكي، هنري كسينجر، من أجل ضخ البترول، واستعداده الدفع بالأسعار الحرة عندما التقى الملك فيصل حينها في "جدة" وقابله الملك فيصل متجهماً، فأراد "كسينجر" أن يستفتح الحديث بدعابة قائلاً:"طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة"، إلا أن الملك فيصل لم يبتسم، وفقاً لما جاء في مذكرات وزير الخارجية الأمريكي، وكان رده بأنه رفع رأسه نحوه قائلاً:"أنا رجل طاعن في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية؟".

 

وبعد تطوع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وشقيقه الراحل الملك عبد الله والأمير تركي في الجيش المصري دفاعاً عن أرض الكنانة د خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، دشن الملك سلمان لجنة لجمع التبرعات لصالح الجيش المصري في حرب "أكتوبر" دعماً للمعارك و المجهود الحربي في مصر.

 

البحرين والكويت

 

مع اندلاع المعارك، أعلنت حكومة البحرين وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية نظراً لموقفها من الأمة العربية، و انسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، قبل أن تُقدم على إنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين واشنطن فيما يتعلق بمنح تسهيلات للبواخر الأمريكية في ميناء البحرين.

 

كما انفجر الشارع البحريني دعماً لمصر عبر اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والدم لمساندة الجيش المصري.

 

وعلى الجانب الكويتي، شاركت الكويت في وقف تصدير البترول للولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة لإسرائيل، أرسلت الكويت، بعد اندلاع الحرب قوة حربية إلى الجبهة المصرية عرفت باسم "لواء اليرموك"، أسوة بقوة "الجهراء" التي تم ارسالها إلى الجبهة السورية، فضلاً عن إرسال طائرات "الهوكر هنتر"، وكان إجمالي ماتملكه حينها "٨ طائرات" حصلت مصر منها على "٥ طائرات"، إضافة إلى طائرتي نقل من طراز "سي-130 هيركوليز" وتحمل الذخيرة وقطع الغيار في ٢٣ أكتوبر ١٩٧٣ في قاعدة "قويسنا".


طلب الرئيس الجزائري هواري بومدين قبل اندلاع المعركة من الاتحاد السوفييتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين بعد حصوله على معلومات من جاسوس جزائري في أوروبا مفادها أن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، إلا أنهم طلبوا مبالغ ضخمة وهو ما دفع "بومدين" إلى تقديم شيكا فارغاً دعماً لمصر، وعند زيارته موسكو في نوفمبر 1973، قدم مبلغ 200 مليون دولار للسوفييت لحساب مصر وسوريا ثمناً لأي قطع ذخيرة أو سلاح.

وفي المعركة، شاركت الجزائر بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري، كما أمدت مصرب ٩٦ دبابة و 32 آلية مجنزرة و 12 مدفع ميدان و 16 مدفع مضاد للطيران، وسرب من طائرات "ميج 21"، وسربان من طائرات "ميج17"، وسرب من طائرات "سوخوي7".

كما أرسلت الجمهورية العربية الليبية برئاسة الزعيم الراحل معمر القذافي، لواءً مدرعاً إلى مصر وسربين من الطائرات، أحدهما يقوده مصريون وآخر يقوده ليبيون.

وكانت السودان من أوائل الدول المساندة لمصر في حرب "أكتوبر"  حيث نظمت مؤتمر الخرطوم الذي أعلن من خلاله الشعارات الثلاثة "لا صلح لا اعتراف لا تفاوض"، كما نقلت الكليات العسكرية إلى أراضيها، وشاركت القوات السودانية كقوة احتياط بلواء مشاة وكتيبة قوات خاصة وقامت بتجنيد المتطوعين للقيام بمهمة إسناد للقوات المصرية لعبور خط برليف.