خبير يمني: مبادرة الحوثي للسلام مناورة خبيثة بعد استهداف العمق السعودي
يبدو أن جماعة الحوثي ـ المدعومة إيرانياً في اليمن ـ تخطط للتراجع خطوة إلى الوراء، بعد أسبوع من التصعيد غير المسبوق ضد "قوات التحالف العربي" الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وبعد أسبوع من قصف موقعي نفط تابعين لشركة "أرامكو" السعودية، السبت الماضي، حيث وجه التحالف العربي أصابع الاتهام إلى إيران بالوقوف وراء العملية.
وبينما تحشد
المملكة قواها؛ للرد على العملية، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين
في العاصمة اليمنية صنعاء، مهدي المشاط، إطلاق مبادرة لتحقيق السلام، تشمل وقف
استهداف السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
من جانبه، قلل
الناشط اليمني محمد الأبيض، لـ"الرئيس نيوز" من قيمة الدعوة وأضاف:
"الدعوة محاولة لحلحة الأزمة المعقدة منذ نحو 4 سنوات"، وربط بين الدعوة
واستهداف "أرامكو"، وقال الدعوة جاءت في أعقاب عملية اسـتهداف
المصفاتين، ومفادها أن جميع مواقعكم الاستراتيجية باتت في مرمى النيران، والجلوس على
طائلة المفاوضات مقدمة على مواصلة التصعيد.
مشيرًا إلى أن
المبادرة الخبيثة مفادها أننا قادرون على الوصول إلى عمقكم الاستراتيجي، ورغم ذلك،
نحن على استعداد للتوصل إلى مبادرات سلام.
ورجَّح الأبيض
عدم استجابة التحالف للمبادرة، وقال: "المؤشرات تؤكد أنهم مستمرون في عمليات
الاستهداف"، معربًا عن حزنه لما وصلت إليه أوضاع الدولة، وتقسيمها على هذا
النحو.
كان مهدي المشاط، قال
في كلمة ألقاها أمس الجمعة، بمناسبة الذكرى الـ5 لسيطرة الحوثيين على السلطة في
صنعاء في 21 سبتمبر 2014: "أدعو جميع الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى
الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة، لا تستثني
أي طرف من الأطراف".
أعلن في إطار
مبادرته أيضاً: "وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير
والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف"، وقال: "ننتظر رد
التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي
لأراضينا اليمنية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه
المبادرة".
دعا المشاط
التحالف العربي، على نحو فوري إلى رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي ووقف اعتراض
السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة، وقال: "قطعاً للذريعة المثارة حول إيرادات
ميناء الحديدة وحول ما يتوهمه تحالف العدوان من تهريب السلاح عبر الميناء نؤكد
استعدادنا لتوريد الإيرادات إلى فرع البنك المركزي، وندعو لقاء ذلك إلى القيام
بتغطية العجز، بما يحقق الوفاء بتسليم مرتبات الموظفين في عموم محافظات الجمهورية
اليمنية، كما ندعو آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة إلى الالتحاق
بعملها في الميناء، ونذكر بأننا سبق وأن أصدرنا قرارات ومطالبات متكررة بذلك حرصا
منا على السلام والتخفيف من معاناة الشعب".