"زين العابدين".. من مناضل مكتسح لرئاسة تونس إلى الموت غريبًا عن وطنه
على مسافة الألاف من الكيلو مترات من وطنه، غريبًا في قارة آخري، صارع مرض السرطان منذ عام حتى اشتد ومكث في الثلاثة أشهر الأخيرة بالعناية المركزة، مات الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في المملكلة العربية السعودية، عن عمر يناهز 83 عامًا.
تم تعيين بن علي، رئيساً للوزراء في أكتوبر 1987 ثم تولى بعدها الرئاسة بشهر فى نوفمبر من العام نفسه، بعدما أعلن الرئيس بورقيبة أنه عاجز عن تولى الرئاسة، ليصبح ثانى رئيس لتونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 بعد الحبيب بورقيبة، عندما تولى مهامه كانت تونس تعاني من أزمة اقتصادية خانقة كادت تعصف بالبلاد، ويعتبر من الرؤساء المنفتحين على الغرب، فقد غير من تونس كثيراً وجعلها من أكثر الدول العربية المنفتحة على أوروبا، وفي عهده منع الحجاب، وكان يتهمه خصومه السياسيين بشن حرب على الإسلام السياسى ورموزه.
تمت اعادة انتخابه اكثر من مرة وكان يكتسح الانتخابات في كل مرة وكان اخرها بأغلبية ساحقة في 2009 ، وتحول مصير الرئيس المكتسح إلى رئيس مخلوع، وذلك في عام 2011، بعدما اشتعلت الاحتجاجات في تونس لقيام محمد البوعزيزي بإحراق نفسه حتى الموت وذلك احتجاجًا على مصادرة البلدية لمصدر رزقه الذي كان عبارة عن عربة صغيرة لبيع الخضروات والفواكه عليها، لتنتهي الأحداث في تونس والتى عرفت إعلامياً بـ"ثورة الياسمين" بالإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وأطلقت شرارة ما يعرف بـ "الربيع العربي".
هرب بن علي إلى السعودية بشكل مفاجئ في 14 يناير 2011، وغادر إلى جدة برفقة زوجته ليلى الطرابلسي وابنتهما حليمة وابنهما محمد زين العابدين، تاركا السلطة، ومنذ اندلاع الثورة وحتى عام 2018، بلغت مجموع الأحكام الصادرة بحق "بن علي" 207 سنة سجن و6 أشهر و218 مليون دينار تونسي غرامات.
وكان زين العابدين، من مواليد مدينة حمام سوسة بتاريخ 3 سبتمبر 1936، وعندما كان طالبا في ثانوية سوسة انضم إلى صفوف المقاومة الوطنية ضد الحكم الفرنسي على تونس كحلقة اتصال الحزب الحر الدستوري الجديد المحلى، ثم تم طرده من المدرسة وأدخل السجن.
