خبراء: إذا انتصر نتنياهو في الانتخابات سيسعى إلى البرلمان ليتحصّن من المحاكمة
بعد سابقة هي الأولى من نوعها، وعقب
فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي، والدعوة
لاجراء انتخابات تشريعية جديدة في ابريل الماضي، بدأ سباق الانتخابات التشريعية
الاسرائيلية صباح اليوم (الثلاثاء) حيث فتحت صناديق الاقتراع أبوابها أمام 6,4
مليون ناخب في انتخابات تشريعية عدها مراقبون بأنها بمثابة استفتاء على رئيس
الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يسعى إلى تمديد فترة ولايته على الرغم من اتهامات بالفساد
طالته.
يواجه نتنياهو في هذه الجولة
الانتخابية غريمه رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أبيض أزرق –
الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين ويريد تشكيل حكومة وحدة تدعمها
الغالبية العظمى من الإسرائيليين- وستعلن النتائج الرسمية غداَ (الأربعاء).
رئيس قسم الدراسات الاسرائيلية
بمركز دراسات الشرق الاوسط، طارق فهمي قال لـ"الرئيس نيوز" علي الرغم من
أن التعميم خاطئ، ولكن احقاقا للحق فإن كل المرشحين إرهابيون، مشيرا الى ان نتائج
الانتخابات الاسرائيلية التي تجري صباح اليوم، سيكون فيها الاختيار بين سيئ وأسوأ،
فالمنافس لنتنياهو بيني جانتس يحاكم (اليوم) أمام المحكمة الجنائية العليا وزملائه
العسكريين في تحالف أزرق - أبيض مطلوبون أيضا أمام القضاء الدولي على ما قاموا به
من جرائم في حروب غزة. مضيفاً: في هذه الجولة الانتخابية وزير الدفاع السابق
أفيغدور ليبرمان الذي كان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحول إلى منافس له قد يلعب
دوراً في ترجيح كفة أحد المتنافسين فريق نتنياهو او غانتس. وتابع فهمي، استطلاعات الرأي تشير
إلى سباق انتخابي شديد التقارب، إذ حصل كل من حزب الليكود وتحالف أزرق - أبيض على
32 مقعدا لكل منهما في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً.
بدوره قال الخبير في الشؤون
الاسرائيلية، أيمن فرج لـ"الرئيس نيوز" فشل نتانياهو في تشكيل ائتلاف
حكومي عقب انتخابات أبريل الماضي أكبر الهزائم في حياته السياسية، مشيرا الي أنه فضل
بعد أسابيع من المناقشات التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلاً من المجازفة بطلب
ريفلين من شخص آخر محاولة تشكيل الحكومة. مضيفاً: حال فوزه سيسعى نتنياهو إلى أن يمنحه البرلمان حصانة من
المحاكمة، في الوقت الذي يواجه فيه احتمال توجيه اتهام إليه في قضايا فساد في
الأسابيع المقبلة، بتهم الاحتيال والرشوة وخرق الثقة لرئيس الوزراء.
من جانبه قال الخبير في الشؤون
الاسرائيلية بمركز الاهرام للدراسات السياسية، محمد جمعة، لـ"الرئيس
نيوز" نتنياهو قضى الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في محاولة جذب
اليمينيين من أجل تعزيز الإقبال على التصويت بين صفوف قاعدته الانتخابية، وشملت
جهوده إعلانه تعهدا بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، فضلاً عن حديثه عن تفاصيل جديدة حول البرنامج
النووي الإيراني السري، لكسب المزيد من أصوات الناخبين الاسرائيليين في انتخابات
الكنيست. أما منافسه غانتس، قدم نفسه كبديل مشرّف عن نتانياهو، وتحدث
عن رغبته في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة.
الباحثة في الشؤون الاسرائيلية
ناريمان ناجي، ترى أن افيجيدور ليبرمان اكتسب شعبية كبيرة بسبب حملته ضد الأحزاب
اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءاً مهماً من ائتلاف نتانياهو المخطط له، مشيرا
الى أن ليبرمان يريد انتزاع تشريع ينهي إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية
الإلزامية. واضافت ناجي، غير معروف حتي الآن ما اذا ما
كان ليبرمان سيصادق على نتنياهو رئيسا للوزراء مرة أخرى، وهو ما قد يكون كافيا
للرئيس الإسرائيلي ليطلب من غانتس محاولة تشكيل حكومة.