قصف مصفاتي "أرامكو" يضاعف نزيف الاقتصاد السعودي
أخذت الحرب في اليمن منحى جديدا مع تبني جماعة "الحوثي" الهجوم في العمق السعودي على مصفاتين لتكرير البترول تابعتين لشركة "أرامكو"، فيما زعمت تقارير نشرها موقع "سي إن إن" الإخباري، الأحد، أن الهجوم الذي نفذته 10 طائرات مسيرة على المصفتين انطلق من على الأراضي العراقية، الأمر الذي بادرت بغداد بنفيه.
التقارير الإخبارية حتى
وإن لم يتم تأكيدها من جهات التحقيق التي تباشر عملها الآن، ستتسبب في شرخٍ في
العلاقات بين الرياض والحكومة العراقية، في وقت كانت المؤشرات تذهب إلى بداية تحسن
نسبي بين البلدين.
وكشف المتحدث باسم
القوات المسلحة التابعة للحوثيين، العميد يحيى سريع، عن تفاصيل استهداف معملين
تابعين لشركة "أرامكو" السعودية، السبت، باستخدام طائرات مسيرة. وقال
سريع إن العملية المنفذة حملت اسم "توازن الردع الثانية"، وهي تعتبر
"إحدى أكبر العمليات التي تنفذها قواتنا في العمق السعودي" بحسب حديثه.
التداعيات السلبية
للهجوم على منشأتي شركة "أرامكو" النفطيتين، كشفها وزير الطاقة السعودي
الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إذ قال إن الهجمات تسببت في توقف 50% من إنتاج الشركة.
وقال ابن سلمان:
"في تمام الساعة 3:31 و3:42 صباحا، وقعت عدة انفجارات نتيجة لهجمات إرهابية
في معامل شركة أرامكو السعودية في هجرة خريص وبقيق، نتج عنها حرائق تمت السيطرة
عليها". وبحسب التقديرات الأولية فإن إمدادات الزيت الخام التي توقفت تقدر
بنحو (5.7) مليون برميل. وكذلك إمدادات غاز تقدر بنحو ملياري قدم مكعب في اليوم،
تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي.
فيما أفادت وكالة
"بلومبيرج" بأن أسهم المملكة السعودية هبطت حتى أدنى مستوى لها منذ
أشهر، في أعقاب هجوم محافظة بقيق وهجرة خريص. وذكرت الوكالة، الأحد، أن مؤشر السوق
الرئيسي السعودي ("تاسي") هبط بـ3.1%، ما يعد أدنى مستوى له منذ مارس
وألغى ما تم تحقيقه من النمو منذ بداية العام الجاري، ثم قلص هذا الانخفاض حتى
1.3% خلال الساعة الأولى منذ فتح السوق.
كما انخفضت أسهم مصرف
الراجحي بـ1.7% (أدنى مستوى لها منذ يناير)، فيما شهدت أسهم الشركة السعودية
للصناعات الأساسية "سابك" هبوطا بـ5%، لتنخفض إلى أدنى مستوى لها منذ
أواخر عام 2016.
العراق على
الخط
وبينما دأبت بغداد على
التأكيد على لسان رئيس حكوتها، عادل عبد المهدي، أنها ليست طرفًا في الصراعات
الإقليمية الدائرة حاليًا، إلا أن شبكة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية
أبت إلا أن تصدر تقريرًا إخباريًا يتحدث عن الاعتداء ويزعم أنه نفذ من أراضي
العراق.
ونقلت الشبكة عن مصدر
مطلع على مجريات التحقيق، قوله إن المعلومات الأولية تؤكد أن القصف نفذ بواسطة
طائرات مسيرة لم تقلع من اليمن بل من العراق.
فيما أشار وزير
الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على "تويتر" إلى غياب أي أدلة على أن
الهجوم الذي استهدف المعملين في محافظة بقيق وهجرة خريص نفذ من اليمن. في إشارة
إلى ما يبدو أنه العراق.
كما أكدت صحيفة
"وول ستريت جورنال" أن خبراء سعوديين وأمريكيين يحققون في احتمال
استخدام صواريخ كروز في الهجوم أطلقت من العراق أو إيران.
من جانبه، نفى رئيس
الحكومة العراقية عادل عبد المهدي الأحد، أن تكون الأراضي العراقية قد استخدمت لشن
ضربات جوية ضد المنشآت النفطية السعودية.
وجاء في بيان عبد
المهدي: "ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن
استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعودية بالطائرات المسيرة، ويؤكد التزامه
الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه وأن الحكومة
العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور".
وأضاف "تم تشكيل
لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات، وندعوا جميع
الأطراف إلى التوقف عن الهجمات المتبادلة، والتسبب بوقوع خسائر عظيمة في الأرواح
والمنشآت".
بدوره، زعم الخبير
العسكري اليمني، العقيد عبد الغني الزبيدي، خلال مقابلة له مع فضاية
"العالم" الإيرانية، أن قدرات سلاح الجو التابع لجماعة "الحوثي"
تقدمت كثيرًا، وأنه كان قادرًا على تدمير المنشأة بأكملها، لكن المخطط الاستراتيجي
والقيم الانسانية والاخلاقية للقيادة اليمنية لا تسمح بهذا. بحسب قوله.
الناشط اليمني، محمد
الأبيض، قال لـ"الرئيس نيوز" إن الهجوم على مصفتي "أرامكو"
تطور ميداني كبير، يعكس مدى قوة جماعة "الحوثي"، ويلقي جملة من
التساؤلات حول جدوى الحرب على اليمن المستمرة منذ نحو 4 سنوات، ومدى قدرات الدفاعات
الأرضية لما يسمى "التحالف العربي".
ولفت الأبيض، إلى أن
المزاعم بأن الضربة تمت من الأراضي العراقية، محاولة لإنكار مدى امتلاك جماعة
الحوثي، طائرات مسيرة بإمكانها التحليق كل هذه المسافة بهذه المواد المتفجرة.