«لقاء إمبراطور اليابان وأمير الكويت».. ماذا فعل السيسي في أسبوع؟
تعدد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، حيث واصل زيارته لليابان، وقام بزيارة للكويت حيث أجرى مباحثات مع كبار المسئولين لدفع العلاقات، ثم استقبل كلا من وزير الخارجية الغيني، والرئيس التنفيذي للبنك الدولي، ووليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بمواصلة زيارته لليابان، حيث استقبله الإمبراطور ناروهيتو بالقصر الإمبراطوري.
ثم شارك الرئيس في حفل توزيع جائزة الطبيب هيديو نوجوتشي للأعمال الطبية المتميزة لمكافحة الأمراض المعدية في أفريقيا، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر قمة التيكاد السابعة بمدينة يوكوهاما اليابانية.
وألقى السيسي كلمة في الحفل قال فيها إن مكافحة الأمراض المستوطنة والمعدية في أفريقيا تحتل أولوية متقدمة على أجندة الاتحاد الأفريقي ودوله، حيث تعد هذه الأمراض سببا رئيسيا للوفاة في العديد من الدول، وهو أمر يحتم علينا تضافر جهودنا لتدعيم المساعي المبذولة في مجال الرعاية الصحية حسبما أشارت أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063، خاصة وأنه وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن قارتنا الأفريقية تعد الأضعف قدرة على تقديم الخدمات الطبية الأساسية ونفاذ المواطنين العاديين لها على مستوى العالم.
والتقى الرئيس السيسي، في يوكوهاما بناتسو ياماجوشي، رئيس حزب "كوميتو" الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم باليابان، والذي أعرب عن سعادته بلقاء الرئيس، مشيداً بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الصديقين، ومؤكدا حرص بلاده على تنميتها في مختلف المجالات، لا سيما في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر في منطقة الشرق الأوسط، وما تمثله من دعامة لأمن واستقرار المنطقة.
ومن جانبه، أكد الرئيس اعتزاز مصر، حكومةً وشعبا، بعلاقاتها مع اليابان وشعبها، مشيدا بالنموذج الذي يقدمه الشعب الياباني وما يمثله من التزام بقيم العمل والتفاني والإتقان، كما أعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز قنوات التفاعل والتعاون مع اليابان للمساهمة في إثراء العلاقات الثنائية المشتركة، وكذا الاستفادة من خبرة وتجربة اليابان في العديد من المجالات، لا سيما في مجال التعليم، حيث يهتم نظام التعليم الياباني بغرس القيم الأخلاقية في نفوس النشء وتنمية روح العمل الجماعي لديهم.
وشهد اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، سواء على صعيد التجارة والاستثمار أو في مجال السياحة، حيث أكد الرئيس اهتمام مصر بزيادة التدفقات السياحية اليابانية، ومواصلة عملية التبادل الثقافي والحضاري بين البلدين.
واستقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بيوكوهاما "تاكيهيكو كاكيوشي"، رئيس مجلس إدارة شركة ميتسوبيشي، حيث أشاد الرئيس بنشاط شركة ميتسوبيشي الممتد في مصر منذ منتصف القرن الماضي، مشيرا إلى وجود العديد من الفرص للتوسع في أنشطتها، لاسيما في ضوء المشروعات القومية التي تنفذها مصر، مثل مشروع تنمية محور قناة السويس وما سيضمه من مناطق صناعية ومراكز لوجستية، بالإضافة إلى العديد من مشروعات البنية التحتية.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي التهنئة للشعب المصري بمناسبة بداية العام الهجري الجديد، وقال في تدوينة له على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي : أهنئ الشعب المصري العظيم، بمناسبة بداية العام الهجري الجديد، داعياً الله أن يعم الخير والتراحم والتسامح علي كل المصريين وأمتنا الإسلامية والعربية.
ثم توجه الرئيس السيسي إلى الكويت في زيارة استغرقت يومين، بحث خلالها مع كبار المسئولين سبل دعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واستهل الرئيس زيارته للكويت باستقبال مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، وتناولت المقابلة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، لاسيما على المستوى البرلماني، حيث
أكد الرئيس أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتفعيل عمل لجنة الأخوة البرلمانية المصرية - الكويتية بما يسهم في الارتقاء بالتعاون القائم بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي، مشيدا بالدور الذي يقوم به رئيس مجلس الأمة الكويتي لتعزيز العلاقات بين البلدين.
والتقى الرئيس السيسي، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أشاد بما تتسم به العلاقات المصرية الكويتية من أخوة صادقة وعلاقات تاريخية وثيقة، مؤكدا أن مصر تتمتع بمكانة خاصة لدى الشعب الكويتي، مشيدا بدور مصر المحوري في دعم أمن واستقرار الدول العربية وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات.
كما أكد الشيخ صباح الأحمد تطلع الكويت لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على المستوى الاقتصادي والتنموي.
وعقد الرئيس السيسي والشيخ صباح الأحمد جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث أكد الرئيس أن الأمن القومي للكويت ولدول الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وحرص مصر على الاستمرار في تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين على شتى الأصعدة.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما على المستوى الاقتصادي، في ضوء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي شهد تبنى إصلاحات مكنت مصر من تحقيق تطورات إيجابية ملموسة على المستوى التنموي، وتشييد بنية تحتية متطورة، وتحسين بيئة الاستثمار، حيث ناقش الجانبان الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في ضوء المزايا والحوافز التي يقدمها قانون الاستثمار الجديد.
كما تناولت المباحثات تطورات عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المختلفة غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، في ضوء تعدد وخطورة الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية الشقيقة.
كما استعرض الجانبان جهود مكافحة الإرهاب، حيث تم التوافق على تكثيف وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، واستمرار التعاون لمواجهة القوى الإرهابية التي تسعى لبث الفتنة والتخريب في مختلف الدول، وأشاد الرئيس السيسي بالجهود التي تقوم بها الكويت للمساهمة في التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالوطن العربي، مثمنا الجهود الكويتية في هذا الإطار خاصة فيما يتعلق بتسوية الأزمة اليمنية، ومؤكدا أهمية الإسراع بالتوصل إلى حل سياسي وفقا لمرجعيات التسوية، بما ينهي معاناة الشعب اليمني، وتعزيز الاستقرار والأمن والتنمية في العالم العربي.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، وتناول اللقاء بحث تطورات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والتي تتطلب دعم العمل العربي المشترك خلال المرحلة الراهنة التي تفرض تحديات غير مسبوقة تواجه الأمة العربية بأسرها، وتستوجب تعزيز وحدة الصف العربي للتغلب على التحديات الجسام والمخاطر المحدقة التي تواجهها بعض دول المنطقة.
وأشاد الرئيس السيسي، خلال استقباله الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، بالعلاقات المتميزة بين مصر والكويت، معربا عن تقدير مصر رئيساً وحكومة وشعباً لدولة الكويت الشقيقة.
وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة في المجال الاقتصادي، وزيادة الاستثمارات المتبادلة في المشروعات التنموية بالبلدين، وكذا تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية والسياحية.
وتناول اللقاء تناول بحث تطورات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والتي تتطلب دعم العمل العربي المشترك خلال المرحلة الراهنة.
وبحث الرئيس السيسي خلال استقباله بمقر إقامته بالكويت، الشيخ الفريق خالد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي، التطور الذي يشهده التعاون الأمني الوثيق بين البلدين، في ضوء الإرادة المشتركة للبلدين في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.
ووجه الرئيس السيسي الشكر خلال اللقاء لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على احتضان الجالية المصرية بالبلاد، وعلى الرعاية والاهتمام الذي تحظى به الجالية في وطنها الثاني الكويت، وللتسهيلات التي تقدمها السلطات الكويتية المعنية لتأمين كافة الاستحقاقات الانتخابية للمصريين المقيمين بدولة الكويت.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي "مامادي توريه" وزير خارجية غينيا، حيث أشاد بالزخم المتنامي الذي تشهده العلاقات الثنائية منذ زيارته لكوناكري في أبريل الماضي، ومؤكد التطلع لتعزيز العلاقات استثمارا للرصيد التاريخي الكبير بين البلدين.
ومن جانبه، نقل وزير خارجية غينيا رسالة شفهية من الرئيس الغيني ألفا كوندي تتمحور حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات، فضلاً عن التشاور والتنسيق تجاه سبل القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك وجهود مكافحة الإرهاب.
وتناول اللقاء التطورات المختلفة على الساحة الأفريقية، حيث أكد الرئيس السيسي أن مصر تولي اهتماما كبيرا لجهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية ككل، وتنخرط بفاعلية في تلك الجهود، سواء من خلال الحرص على المشاركة في غالبية بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام بالقارة، أو من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، السيدة كريستالينا جورجييفا، الرئيس التنفيذي للبنك الدولي والمرشحة لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي، حيث أكد اهتمامه بالتشاور المستمر مع قيادات مؤسسات التمويل الدولية انطلاقاً من حرص مصر على دفع التعاون معها كشريك استراتيجي، وذلك في إطار العمل على دعم الخطط الطموحة للتنمية الاقتصادية في مصر، والتي تمثل نهجاً استراتيجياً لتحقيق تنمية حقيقية مستدامة بكافة محاورها الاقتصادية والاجتماعية.
كما أكد الرئيس التقدير لحرص "جورجييفا" على زيارة القاهرة والالتقاء بالحكومة المصرية كمرشحة لقيادة صندوق النقد الدولي، واهتمامها بعرض رؤيتها حول مستقبل عمل الصندوق وعلاقاته بمصر وأفريقيا والدول النامية خلال الفترة القادمة، مشيدا بالتعاون المثمر الذي شهدته العلاقة بين مصر والبنك الدولي خلال فترة تولي "جورجييفا" لمنصب الرئيس التنفيذي للبنك الدولي، وبخبراتها الدولية الكبيرة في المجالات الاقتصادية، وفهمها المتعمق للتحديات التي تواجه الدول النامية وكذا الأولويات الوطنية التي تضعها لتجاوز تلك التحديات واتباع مسار التنمية الشاملة والمستدامة واللحاق بركب الدول المتقدمة.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الجهود المصرية لدعم سياسات التمويل التنموي بالمشاركة مع مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق النمو الشامل في القارة، وذلك من خلال إقامة المشروعات التنموية التي تساهم في تطوير البنية الأساسية وتعزيز التكامل والاندماج بين الدول الأفريقية، خاصةً في مجالات الطاقة والربط الكهربائي وربط الطرق والسكك الحديدية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحصين المجتمعات الأفريقية ضد الفكر المتطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذلك يوفر واقع جديد أفضل ويمنح الأمل للأجيال الأفريقية القادمة، مؤكدا في هذا الصدد أهمية أن تكون أفريقيا في قلب اهتمامات القيادة الجديدة للصندوق، وأن يكون للقارة صوتاً مسموعاً فيما يتعلق بتوجهات وأولويات مؤسسات التمويل الدولية بشكلٍ عام، خاصةً وأن القارة أثبتت على مدار السنوات الماضية جديتها في تحقيق تقدم اقتصادي ملموس ينقلها إلى مصاف الشريك الاقتصادي الحقيقي في قطاعات البنية الصناعية والخدمية الدولية.
واختتم الرئيس عبدالفتح السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، بحضور سامح شكري وزير الخارجية والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأكد الرئيس السيسي الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان وشعبه، ومثمنا الدور البناء والأساسي الذي يقوم به جنبلاط للحفاظ على الاستقرار والتوازن في لبنان.
وتناول اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من الخبرة المصرية في عدد من المجالات التنموية، كما تم تأكيد أهمية تعزيز علاقات التبادل التجاري بين مصر ولبنان والعمل كذلك على تعظيم حجم الاستثمارات المتبادلة.