رئيس "البنك الدولي" تطلب من السيسي دعمها في انتخابات "صندوق النقد"
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، كريستالينا جورجييفا، الرئيس التنفيذي للبنك الدولي والمرشحة لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي، بحضور طارق عامر محافظ البنك المركزي، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن
الرئيس أكد اهتمامه بالتشاور المستمر مع قيادات مؤسسات التمويل الدولية، انطلاقاً
من حرص مصر على دفع التعاون معها كشريك استراتيجي، وذلك في إطار العمل على دعم
الخطط الطموحة للتنمية الاقتصادية في مصر، والتي تمثل نهجاً استراتيجياً لتحقيق
تنمية حقيقية مستدامة بكافة محاورها الاقتصادية والاجتماعية.
كما أكد الرئيس تقديره لحرص "جورجييفا" على زيارة القاهرة
والالتقاء بالحكومة المصرية كمرشحة لقيادة صندوق النقد الدولي، واهتمامها بعرض
رؤيتها حول مستقبل عمل الصندوق وعلاقاته بمصر وأفريقيا والدول النامية خلال الفترة
القادمة، مشيداً بالتعاون المثمر الذى شهدته العلاقة بين مصر والبنك الدولي خلال
فترة تولي "جورجييفا" لمنصب الرئيس التنفيذي للبنك الدولي، وبخبراتها
الدولية الكبيرة في المجالات الاقتصادية، وفهمها المتعمق للتحديات التي تواجه
الدول النامية.
وذكر المتحدث الرسمي أن "جورجييفا" أكدت من جانبها "حرصها
على اختيار مصر كمحطة أولى هامة في جولتها الخارجية، لحشد الدعم لترشحها لمنصب
المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وذلك على خلفية قصة نجاح التجربة المصرية في
التعاون مع الصندوق في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل، خلال
السنوات الثلاث الماضية، والذي نفذته مصر بشكل ممتاز وبالتزام كامل"، مشيدةً
بما تحقق في هذا الإطار من نتائج إيجابية واقعية انعكست في رفع معدلات النمو
وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وإقامة المشروعات
التنموية على نحو جعل من مصر نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مراحل خطوات الإصلاح
الاقتصادي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول فرص التعاون التنموي
في أفريقيا اتصالاً بالرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث أوضحت "جورجييفا"
تطلعها للتشاور مع مصر بشأن خطط صندوق النقد الدولي للتمويل التنموي في أفريقيا،
لا سيما في قطاعات البنية الأساسية والتعليم وسيادة القانون، وذلك للاستفادة من
تجربة مصر الناجحة والملهمة مع الصندوق، والتي تتم بإدارة ناجزة ورؤية سياسية شاملة،
الأمر الذي يوفر ذات عناصر النجاح لخطط الصندوق المستقبلية في أفريقيا، خاصةً في
ظل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وفي هذا الإطار، أشار الرئيس إلى الجهود المصرية لدعم سياسات التمويل
التنموي بالمشاركة مع مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق النمو الشامل في القارة، وذلك
من خلال إقامة المشروعات التنموية التي تساهم في تطوير البنية الأساسية وتعزيز
التكامل والاندماج بين الدول الأفريقية، خاصةً في مجالات الطاقة والربط الكهربائي
وربط الطرق والسكك الحديدية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحصين المجتمعات
الأفريقية ضد الفكر المتطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذلك يوفر واقع جديد
أفضل ويمنح الأمل للأجيال الأفريقية القادمة، مؤكداً سيادته في هذا الصدد أهمية أن
تكون أفريقيا في قلب اهتمامات القيادة الجديدة للصندوق، وأن يكون للقارة صوت مسموع
فيما يتعلق بتوجهات وأولويات مؤسسات التمويل الدولية بشكلٍ عام.