خبراء: جامعة الدول العربية ومصر لن تسمحا بتقسيم اليمن
في ظل خطوات
المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له "الحزام الأمني" نحو
السيطرة على محافظات الجنوب وإعلان سيطرتها اليوم الخميس مدينة زنجبار عاصمة
محافظة "أبين" جنوبي البلاد، وعلى مدينة "جعار"، فضلاً عن
السيطرة على مديريات محافظة عدن ومداخلها والطريق الواصل بين محافظتي عدن وأبين بعد
قتال ضار مع قوات حزب الإصلاح المنضوية تحت القوات الحكومية، ما أدى إلى فرار
الأخيرة، فهل هي خطوات نحو الانفصال؟.
قال المحلل
السياسي اليمني، وهيب النصاري، إنه لن يتم انفصال جنوب اليمن عن الشمال، كما أن
المجلس الانتقالي الجنوبي يقوم بأعمال مسلحة خارجة عن إطار الدولة، كما أن هذا
المجلس لا يمثل الجنوب كاملاً، ولذلك تم طرده من محافظة "شبوة"، إضافة
إلى أنه مرفوض في محافظة "حضرموت"، أكبر المحافظات اليمنية من حيث
المساحة، كما هدد أبناء "المهرة" بالرد على المجلس الانتقالي في حال
قدومه إليها.
وأضاف
"النصاري" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "إن ما يقوم
به المجلس الانتقالي الجنوبي يهدد المرجعيات الثلاثة وهي قرار مجلس الأمن ومخرجات
الحوار الوطني والمبادرة الخليجية"، داعياً التحالف العربي للتدخل السريع
وبشكل جاد لإيقاف ما يقوم به المجلس الإنتقالي من إجراءات خارجة عن القانون وخارجة
عن الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
وأوضح
"النصاري": "الامارات جزء من التحالف العربي إلا أنها تدعم المجلس
الانتقالي وهو ما يضع علامة استفهام حول موقفها وما يثير الاستغراب لدى اليمنيين،
كما وجهت الحكومة اليمنية الاتهام لدولة الإمارات لدعمها المجلس الانتقالي، وضرب
مداخل عدن، حيث استطاعت القوات الحكومية أمس الأربعاء السيطرة على عدد من مديريات
محافظة عدن ومدخلها، قبل أن يتم قصفهم من الطيران الإماراتي".
وأكد
"النصارى" على ضرورة تدخل
المملكة العربية السعودية والضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي للموافقة
على الحوار من خلال شروط الحوار وهي الانسحاب من قصر المعاشيق والمعسكرات والمنشآت
التي تم السيطرة والاستيلاء عليها من قبلهم في عدن".
وختم النصاري
مشدداً على أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يستطيع إعلان الإنفصال بالجنوب كونه لا
يملك الحاضنة الشعبية وليس من كافة أبناء محافظات الجنوب ويتكون من محافظتين فقط
هما "الضالع" و"يافع".
من جانبه قال
زكريا عثمان، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام في تصريحات لموقع "الرئيس
نيوز": "إن ما تقوم به قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي من
الممكن أن يشكل نواة أولية على طريق انفصال الجنوب بعاصمة مستقلة وهي عدن، عن
الشمال بعاصمة مستقلة وهي صنعاء، وهو ما يعني العودة إلى اليمن ما قبل عام 1990،
أي فترة ما قبل توحد شطري اليمن.
وأوضح
"عثمان" إنه لابد أن يؤخذ في الاعتبار أن هذه التحركات من قبل قوات
الحزام الأمني سواء كان لها مغزاها المتعلق بالانفصال أم لا فإن جامعة الدول
العربية وكل الدول العربية الخليجية منها وغير الخليجية وفي مقدمتها جمهورية مصر
العربية لن توافق مطلقاً على تقسيم اليمن أو المساس بوحدته وسلامة أراضيه، لأن
وحدة اليمن جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والأمن القومي المصري بالتبعية.