خبراء: نتنياهو غير جاد في الحرب على غزة وتصريحاته "لعبة انتخابية"
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بتنفيذ عسكرية واسعة في قطاع غزة، قبل شهر من إجراء الانتخابات التشريعية الاسرائيلية الجديدة، والمقرر لها يوم 17 سبتمبر المقبل، بعد فشله في تشكيل ائتلاف حكومي، ما دعا الكنيست إلى الموافقة على حل البرلمان نفسه بعد أقل من شهرين على انتخابه في واقعة هي الأولى في تاريخ الدولة العبرية.
رئيس الوزراء
الإسرائيلي، قال في مؤتمر صحفي عقد في أوكرانيا، إنه يستعد لعملية عسكرية واسعة في
قطاع غزة للحفاظ على الهدوء، وأنهم على أتم الاستعداد لخوض معركة واسعة ستكون
بمثابة ضربة عسكرية قاتلة في حال تم تنفيذها، فهل تأتي تصريحات
"نتنياهو" في إطار الدعاية السياسية أم سيقوم بتنفيذ تهديده؟
من جانبه، قال
الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية في مركز "الأهرام للدراسات الاستراتيجية"
في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز"، إن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي،
بنيامين نتنياهو حول شن عملية عسكرية باتجاه غزة تأتي في سياق الدعاية السياسية
والاستعداد للمعركة الانتخابية المقبلة، خاصة بعد اجراء انتخابات برلمانية مبكرة
في اسرائيل، وتدخل في سياق تزايد التشدد تجاه الموقف من غزة خاصة في ظل توجيه حزب
"أزرق أبيض" الاتهام إلى نتنياهو بالضعف في مواجهة الصواريخ التي تنطلق
من غزة على الأراضي الاسرائيلية أو المستوطنات الاسرائيلية المجاورة
لـ"غزة" خاصة مستوطنة "سديروت".
وأضاف
"أحمد": "الهجمات التي وجهها نتنياهو إلى غزة في الشهور الماضية لم
تكن كافية، كما أن الجميع يعرف أن نتنياهو لا يستطيع خوض معركة كبرى في غزة في ظل إطلاق
حماس لعدد من الصواريخ المهمة في سياق سياسة الردع، كما أن صواريخ حماس استطاعت أن
تصل إلى العديد من المدن الاسرائيلية، وهو بالتالي اختراق لمنظومة الأمن
الإسرائيلي ما يعني صعوبة أن يجازف نتنياهو بشن عملية شاملة وأن كل ما يقوم به
عبارة عن ضربات خاطفة بين الحين والآخر لإظهار أنه موقف قوي".
الدكتور أحمد
سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أوضح أن ما
هو أبعد من أن نتنياهو لن يقوم بعملية ضد حماس يعود لأسباب أخرى، أهمها الأسباب
الاستراتيجية، وهي أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يقوم بتوظيف حركة حماس وصواريخها
جيداً لجلب وضمان الدعم الدولي والدعم الأمريكي لإسرائيل وتزويدها بالأسلحة
ولاستمرار حالة الانقسام الفلسطيني والضغط على السطلة الفلسطينية، مؤكداً أن
نتنياهو دائما مايقوم بتوظيف حركة حماس في
إطار لعبة الصراع سواء داخلياً أو في إطار عملية السلام و العلاقة مع الفلسطينيين.
وتابع
"أحمد" أن حركة حماس لن تجازف باستخدام صواريخ كبيرة أو القيام بهجمات
تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، لأنها لن تكون في صالحها، ولذلك نجد حماس بعد انطلاق
الصواريخ التي خرجت من غزة باتجاه اسرائيل خرجت حماس سريعاً، تؤكد أنها أعمال
فردية وأنها ملتزمة بالهدنة الموقعة، وهو ما يعني أن هناك ما يسمى بــ "توازن
الردع".
وختم
"أحمد": "كل طرف يقوم بتوظيف الطرف الآخر لأهداف معينة، وبالتالي
أن تكون هناك حرب شاملة، كما يقول نتنياهو
سيكون الموضوع في إطار الدعاية السياسية واللعبة الانتخابية في
اسرائيل".
وفي السياق،
قال الدكتور سعد النمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "بيرزيت" في
تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" إنه لا يعتقد أن نتنياهو جاد في الحرب لا
سيما أنهم مقبلون على انتخابات، إلا أن التهديد بالنسبة لرئيس الوزراء واجب لأهداف
انتخابية لا يستطيع إلا أن يهدد ليظهر أمام ناخبيه بأنه قوي.