الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سر "الليمون البنزهير" الذي أغنى طلعت حرب عن النظارات الطبية

الرئيس نيوز



مؤسس بنك مصر: استخدم "قطرة ليمون" لعينيه.. ومحترف في لعب "الدومينو"

 

هو "الأب الروحي للاقتصاد المصري" الحديث، الرجل الذي أسس أول بنك بأموال مصرية خالصة، في وقت مبكر من القرن العشرين، إنه طلعت حرب، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 13 أغسطس، عام 1941.

78 سنة مرت على وفاة صاحب الاسم اللامع، الذي ما زال باقياً في ذاكرة "المحروسة" لأكثر من سبب؛ ميدانه وشارعه وتمثاله الشهير بوسط القاهرة، والإعلانات التي تستعيد صورته وتستخدمها في أي حملة دعائية للبنك، والأهم، فيما صنعه لمصر عندما قاد خطة تأسيس شركات وطنية رائدة في مجالات عدة، من القطن إلى السينما.

في ذكرى وفاة مؤسس بنك مصر، نستعيد الجانب الآخر في شخصيته وكيف كان في حياته العادية ونبرز طقوسه اليومية.

في كتاب "طلعت حرب.. بحث في العظمة"، يكشف الكاتب والسياسي والمحامي الراحل فتحي رضوان، كثيراً من هذه التفاصيل، والتي يرى أنها تجسد نزعة وانتماء الاقتصادي الكبير لكل ما هو مصري وبسيط، ليس فقط اقتصاديًا، ولكن في أسلوب الحياة الشخصية.

يحكي "رضوان عن البرنامج اليومي شبه الثابت لطلعت حرب قائلًا: "يستيقظ طلعت حرب مبكرا، ويبدأ نهاره بوضع نقطتين من الليمون البنزهير (الحامض) في عينيه، لأنه كان يؤمن بأن هاتين النقطتين خير غسيل للعيون، وأنه إذا كان قد احتفظ بسلامة عينيه، وقوة إبصاره، دون الاستعانة بنظارات طبية حتى وفاته، فمرد ذلك إلى هاتين النقطتين".

بعد هذا الطقس المقدس لـ"الباشا"، كان يقرأ عددًا من الأوراد، ثم "يقرأ في هدأة الصباح، تقاريره إلى حوالي الساعة الثامنة والربع، فيركب السيارة ليكون في البنك في نحو التاسعة إلا ربعا قبل الموعد الرسمي لافتتاح البنك بربع ساعة".

عقب وصوله إلى مكتبه، "يدخل إليه سكرتيره أمين محمد، وهو أحد ذوي قرباه البعيدين، فيعرض عليه البريد، وبعض الخطابات الشخصية، وينقضي من النهار حتى الساعة الثانية في مقابلة الزائرين والعملاء وأعضاء مجالس الإدارات في الشركات المختلفة".

يعود طلعت حرب إلى بيته بعد أكثر من 5 ساعات عمل متواصلة، لكنه لم يكن ممن ينامون في القيلولة، إذ كان يتواصل يومه بشكل آخر لا يخلو من العمل، لكنه يكون أقل رسميةً، وأكثر هدوءًا، ولا يخلو من ترفيه.

يواصل المؤلف عن حياة طلعت حرب في المنزل فيسرد: "كان لا يلبس في منزله إلا الجلباب الأبيض، ولا يضع فوق جلبابه إلا العباءة: حريرية خفيفة صيفاً، صوفية ثقيلة شتاءً".

أما عن وجباته المفضلة، فإن "الأطعمة الشرقية والمصرية أحب الألوان إليه، فالملوخية والبامية و"الدقاقي" والمحاشي والمحمرات، هي أصنافه المفضلة، كما أن السوبيا والقرفة والسحلب والتمر الهندي والعرقسوس والكراوية والكركديه والنعناع والخروب، هي ما يطيب له شربه، وما يلذ له تقديمه إلى ضيوفه".

كان طلعت حرب يقابل ضيوفه وأصدقاءه المقربين في منزله بالجلباب والعباءة، ووسيلته الأشهر في اللهو معهم هي لعب "الدومينو" التي كان بارعًا فيها، وكان "يحب أن يباري فيها البارعين أمثاله".

ويستخدم فتحي رضوان تعبير "كان مزاجه بسيطا" للتعبير عن انضباط أو سلاسة شخصية الرائد الاقتصادي الراحل. يقول المؤلف عن عاداته: "لا يدخن، ولا يحب التدخين، ولا يسهر، ينام قبيل الحادية عشر، ويستيقظ مبكرا في نحو الخامسة، أو قبيل السادسة".

وبحسب فتحي رضوان، فإن من "اللازمة" الكلامية الأشهر عند طلعت حرب هي كلمة "يا خويا"، والتي كان يقولها للجميع، للمقربين وغير المقربين.

لكنك إذا نظرت إلى حياته الأسرية، ستشعر بالأسى والحزن على الرجل: "ماتت زوجته وهو في كمال الرجولة، فلم يتزوج سواها، وترملت بنتاه الواحدة بعد الأخرى، وكانت بنتاه يقمن في منزله مقام الزوجة، يشرفن على شؤون الدار، ويغنينه عن الاستعانة بسيدة من غير ذوي قرباه، ليشعن في الدار، روح المرأة التي لا يستغني عنها دار أعزب أو متزوج".

يشير مؤلف "بحث في العظمة" إلى أن طلعت حرب أيضا فقد ولده الوحيد مبكرًا، "فتجلد جلداً، يدل على صلابة إرادته، وقوة احتماله".