"بعثة هندسية خاصة".. كيف ساهمت مصر في تجديد الحرمين الشريفين سنة 51؟ (صور نادرة)
علاقة خاصة ربطت مصر بمناسك الحج، ليس فقط لأن دولة الأزهر هي أحد الأقطاب الإسلامية في العالم العربي، لكن لأن القاهرة كانت على الدوام تقدم خدماتها للحرمين الشريفين في المملكة السعودية.
ولأن الدولة في السعودية كانت لا تزال في طور الاستقرار وتثبيت الأقدام، إذ تأسست المملكة بشكلها الحالي عام 1932، فإن مصر كانت لا تدخر جهدا في خدمة الكعبة الشريفة بما تحتاجه من إصلاحات واستشارات هندسية، بخلاف الكسوة التي ظلت "المحروسة" تقدمها للمملكة طوال قرون.
وفي عام 1951، أرسلت مصر بعثة هندسية للحجاز لمعاينة الإصلاحات اللازمة للحرمين الشريفين، حسبما هو مسجل على موقع "ذاكرة مصر المعاصرة"، التابع لمكتبة الإسكندرية، التي أرّخت لزيارة البثعة بتاريخ 31 مارس من ذلك العام.
ومع قلة المعلومات عن هذه البعثة، فإنه من المفهوم أنها ذهبت إلى المملكة لتقف على الوضع القائم للحرمين الشريفين، تمهيدا للمساهمة بالاستشارة أو الإمكانيات الفنية والمادية في تطويره وتوسيعه.
لكن ما وصلنا إلى الآن هو مجموعة من الصور النادرة التقطتها البعثة للكعبة في مهمتها تلك قبل 68 سنة من الآن، والتي تظهر لقطات مهمة للكعبة ومكان الإحرام في ذلك الزمن.
وتبدو الكعبة في الصور نهارًا في أجواء هادئة، إذ لا يظهر أناس كثيرون، بينما يتجمع الطيور المسالمة على الأرض أو فوق عمدان السقف والإضاءة التي تبدو بدائية إلى حد كبير مقارنة بالشكل اللؤلؤي الذي تظهر عليه البقعة الشريفة في الوقت الحالي.
ومن بين الصور المهمة، لدينا منظر نادر لبئر زمزم، الذي هُدم بعد ذلك في إطار عمليات التوسعة التي شهدها الحرم طوال عقود تالية بعد ذلك.
ونشاهد المصلون وهم يتوضؤون من مياه زمزم، بينما يظهر عدد من الصبية في الجوار منه. وفي صورة أخرى يظهر أحد أبواب الكعبة الرئيسية، وأمامه عدد مكن الرجال والنساء ترفعون أيديهم تبركًا بالمكان.
وتسجل عمليات توسعة الحرم المكة على مدى تاريخه، أنه في نحو عام 1953، أي بعد زيارة البثعة المصرية، أدخلت الكهرباء إلى مكة، فأنير المسجد الكرام، في 14 صفر 1373هـ عندما أـدخلت الكهرباء إلى مكة المكرمة أُنير المسجد الحرام ووضعت فيه المراوح الكهربائية، وإمداده بالمراوح الكهربائية، قبل أن يشهد الحرم مشروع توسعة ضخم بعد سنتين.