الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

موقع أمريكي يبرز "المثلث الذهبي": مبادرة لإنقاذ صعيد مصر

الرئيس نيوز

تشرع مصر حاليًا في تنفيذ مشروع تنموي كبير يعرف باسم "المثلث الذهبي"، وهو عبارة عن مبادرة اقتصادية تستهدف بالأساس تنمية محافظات الصعيد بهدف تطوير المنطقة وخلق فرص عمل لسكانها. وعقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعًا قبل بضعة أيام مع المسؤولين التنفيذيين للمشروع من أجل متابعة تنفيذه. وحظي اجتماع مدبولي باهتمام موقع المونيتور الأمريكي حيث أكد رئيس الوزراء أن مشروع المثلث الذهبي يعتبر خطة تنمية وطنية كبرى، تخدم مدن البحر الأحمر والمنطقة الجنوبية من مصر، والتي تعتمد إلى حد كبير على الموارد المعدنية. بالإضافة إلى ذلك، قال مدبولي إن المكتب الاستشاري الإيطالي RINA Consulting (المعروف سابقًا باسم D'Appolonia) قد أنهى دراسة الجدوى للمشروع وأصبح الآن جاهزًا للتنفيذ.

وبناءً على الدراسة، تم تكليف فريق العمل باتخاذ الترتيبات اللازمة لمرحلة التنفيذ الفعلي للمشروع، ويقع مشروع المثلث الذهبي، الذي يتم تنفيذه بتكلفة 19 مليار دولار، في محافظة البحر الأحمر وأعدته الهيئة الوطنية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء التابعة للحكومة من أجل تطوير المنطقة الواقعة بين سفاجا والجزر المطلة على البحر الأحمر. ومحافظة قنا في صعيد مصر.

تم الإعلان عن المشروع منذ مارس 2015، وصدر قرار رئاسي بشأنه في يوليو 2017 لإنشاء المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي. وتقوم الهيئة العامة للتخطيط العمراني بتمويل المشروع. وضعت شركة الاستشارات الإيطالية مخططات المشروع في عام 2015، بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية؛ تم توفير التمويل البالغ 1.7 مليون دولار من خلال منحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. وأشاد الاقتصاديون بالمشروع قائلين إنه سيؤدي إلى جذب الاستثمارات إلى صعيد مصر ومحافظي البحر الأحمر، وخلق فرص عمل للسكان وتعزيز الاقتصاد المصري.

وقال أحمد الشامي، الخبير الاقتصادي وأستاذ دراسات الجدوى بجامعة عين شمس، إن مشروع المثلث الذهبي يتكون من بناء كيانات صناعية قائمة على المكونات المعدنية والزراعية.

وتابع: "سيخلق هذا المشروع منطقة تجارية وزراعية وصناعية وسياحية واقتصادية في المنطقة. كما قال الشامي في تصريحات خاصة لموقع المونيتور الأمريكي: "إنه يعمل أيضًا على استغلال العديد من المعادن، بما في ذلك النحاس والذهب والرصاص والقصدير والمعادن الثقيلة والعناصر النادرة، فضلاً عن الحجر الجيري الذي يعد مصدرًا مهمًا لصناعة الأسمنت في مصر". 

وأشار إلى أن المشروعات التي يتم تنفيذها الآن في المثلث الذهبي ستخلق انتعاشة صناعة اقتصادية جديدة في صعيد مصر من خلال التنمية والمجتمعات العمرانية الناشئة التي لم تكن موجودة من قبل. وأضاف أن المشروع سيحقق إيرادات سنوية قدرها 6 مليارات دولار.

ووفقًا لمحافظ البحر الأحمر، أحمد عبد الله، فإن المنطقة لديها بالفعل بنية تحتية وجاهزة للاستثمار. وقال المحافظ في بيان صحفي: "هناك موانئ ومطارات في المنطقة ضرورية لبدء مشروعات التنمية".

ويقول خبراء السياحة إنه بالإضافة إلى الموارد الطبيعية، فإن منطقة المثلث الذهبي بها العديد من المواقع الأثرية الهامة التي تعود إلى العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، مثل القلعة العثمانية في القصير ومعبد وادي الحمامات ودندرة.

وفقًا للخبراء، يمكن للمواقع الأثرية إعطاء دفعة كبيرة لصناعة السياحة في البلاد من خلال الحملات الترويجية ومشروعات التنمية الخفيفة التي يتم تنفيذها في المنطقة؛ فالكثير من السياح - وخاصة أولئك الذين يحبون السياحة الثقافية – سيكونون مهتمين بزيارة هذه المنطقة التي تضم وفرة من المواقع السياحية الهامة. وقال حسام عكاوي، خبير السياحة للمونيتور: "يوجد في المنطقة بنية تحتية جيدة ومشاريع تنمية أخرى يمكن أن تخدم السياحة".

وفقًا لبيانات أصدرها البنك المركزي المصري في 4 يوليو، ارتفعت إيرادات السياحة في البلاد بنسبة 29.5٪ في الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الماضية مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017-18. أظهرت بيانات أن إيرادات السياحة سجلت حوالي 9.4 مليار دولار للأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2018-19 مقارنة بنحو 7.25 مليار دولار لنفس الفترة من العام الماضي.

واختتم الشامي قائلاً: "سيساعد مشروع المثلث الذهبي في إنشاء مركز اقتصادي وسياحي ولوجستي سيزيد من صادرات المنتجات المعدنية والزراعية ويخلق صناعات أساسية ويدفع باتجاه التنمية".