هل تصلح "هدنة عيد الأضحى"ما أفسده العالم في ليبيا..؟
قالت صحيفة "واشنطن
بوست" الأمريكية، إن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، أمس الاثنين، دعا إلى
هدنة بين الأطراف المتحاربة في البلاد خلال عطلة "عيد الأضحى" المقبل،
محذرًا من أن الصراع المستمر قد يتحول إلى "حرب أهلية شاملة" مع عواقب
وخيمة على ليبيا وجيرانها.
أخبر غسان
سلامة مجلس الأمن أن هدنة عيد الأضحى التي يأمل أن تنطلق في حوالي 10 أغسطس، يجب
أن تكون فرصة مواتية وأن تشمل إجراءات لبناء الثقة بما في ذلك تبادل الأسرى
والإفراج عن المحتجزين.
أضاف سلامة
أنه ينبغي أن يعقب ذلك اجتماع رفيع المستوى لـ "البلدان المعنية"،
لتعزيز وقف الأعمال القتالية، إضافة إلى اجتماع للشخصيات الليبية الرئيسية للاتفاق
على طريقة للمضي قدماً نحو رسم مستقبل أفضل للبلد المتصدع. وأوضح سلامة أن خطة
العمل المكونة من ثلاثة أجزاء ستتطلب إجماعاً بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر
والدول الأخرى التي تتمتع بنفوذ على أرض الواقع.
وأطاحت الحرب
الأهلية في ليبيا عام 2011 بالرئيس الراحل معمر القذافي، والذي قتل أثناء الفوضى،
وتشرف الإدارة الضعيفة التي تدعمها الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس على غرب
البلاد وتدعمها مجموعة من الميليشيات والجماعات المسلحة التي تقاتل بغرض بسط
السيطرة على الموارد الليبية والأراضي، مع وجود حكومة متنافسة في الشرق متحالفة مع
الجيش الوطني الليبي الذي عقد النية على اقتلاع التنظيمات الإرهابية من البلاد،
وشن الجيش الليبي هجومًا عسكريًا مفاجئًا في 4 أبريل بهدف الاستيلاء على طرابلس.
وتدعم تركيا
وقطر الميليشيات المتحالفة مع الحكومة المدعومة من طرابلس بقيادة فايز السراج. وفي
الوقت نفسه، عقدت الدول الغربية شراكة مع الجيش الوطني الليبي لمحاربة المتطرفين
ووقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وقال سلامة في
شريط فيديو من طرابلس "أكثر من أي وقت مضى، الليبيون يخوضون الآن حروب الدول
الأخرى التي يبدو أنها تتطلع لقتلهم حتى آخر رجل، و ترى أن البلاد التي قد دمرت
بالكامل ساحة لتسوية حساباتها".
وبعد حوالي
أربعة أشهر من بدء الهجوم، تحدث سلامة كلاً عن المشير حفتر والسراج فقال:
"لقد أكدا علنًا التزامهما بعملية سياسية وانتخابية في المستقبل لكنهما لم
يتخذا بعد خطوات عملية لوقف القتال".
وقال المبعوث
الأممي إن قوات حفتر تقول إنها ربحت ولن توقف هجماتها حتى يتم فتح طرابلس، بينما
تصر قوات سراج على أنها تستطيع إعادة الجيش الوطني الليبي إلى شرق ليبيا. وحذر
سلامة من أن الفراغ الأمني الناشئ عن النزاع ما زال تحت أعين تنظيم داعش بحثًا عن
ثغرات تتيح له إنشاء معاقل له في المناطق الجنوبية والوسطى من ليبيا، وسط مخاوف من
سيولة المشهد الليبي ما يثير القلق أكثر هو المؤشرات التي ترجح أن ترسانة من
الأسلحة يجري تسليمها من قبل مؤيدين أجانب إلى جانب أو آخر، وربما تقع في نهاية
المطاف إما في أيدي الجماعات الإرهابية مباشرة أو أن يتم بيعها لهم".
وأضاف سلامة
أن بعض المتطرفين سعى إلى إضفاء الشرعية على أنفسهم من خلال الانضمام إلى الصراع،
الذي وصفه بالكارثة ليس فقط لليبيين ولكن لجيرانهم وللسلام والأمن الدوليين.
وقال إن ليبيا
تعاني من نقص في المياه والكهرباء مع ارتفاع حرارة الصيف إلى ذروتها، والمخاطر على
إنتاج النفط الليبي خطيرة بنفس القدر. وحذر سلام من أن "هناك خطرًا كبيرًا
يتمثل في تسليح النفط في هذا الصراع، وستكون عواقبه كارثية على الاقتصاد
الليبي".