خبراء يحددون سر نجاح "صندوق النقد" في مصر وفشله في غيرها
ـ مسئول حكومي: البرنامج مصري 100%..
قبل ساعات من إعلان تصديق "صندوق النقد الدولي" بالموافقة على صرف الشريحة الأخيرة من قرض مصر بقيمة ملياري دولار، وشهادة عالمية بنجاح برنامج الاصلاح الاقتصادي، الذى نفذته مصر منذ 3 سنوات، يبدو السؤال المطروح بقوة على الساحة الاقتصادية الدولية هو: لماذا نجح صندوق النقد الدولي في مصر وفشل في دول أخرى؟.. بمعنى أنه فشلت روشتة العلاج التي قدمها الصندوق في دول: اليونان وغانا وزامبيا والأرجنتين والبرازيل، فيما نجحت في أندونيسيا والمغرب.
مسئول حكومي
رفيع المستوى أكد في تصريحات خاصة لـ "الرئيس نيوز" أن نجاح البرنامج
المصري، يعود في الأساس إلى أنه تم وضعه في مصر، فهو برنامج مصري خالص 100% تمت
صياغته بمباركة ودعم فني من خبراء صندوق النقد
الدولي.
أشار المصدر إلى
أن توقيتات تطبيق الشرائح المختلفة من ترشيد الدعم تم اختيارها بعناية بالإضافة إلى
إنفاق الحكومة نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر على الجوانب الاجتماعية، ولفت
إلى أن الانفاق الاجتماعي خلال السنوات الماضية كان الأعلى مقارنة بـ 10 سنوات
سابقة، حيث تم توجيه الإنفاق لاستهداف شرائح مجتمعية محددة.
تابع المصدر:"أطلقنا
خلال تلك السنوات برامج تكافل وكرامة والتضامن الاجتماعي، لتضم نحو 4 ملايين أسرة
حالياً".
فضلاً عن زيادة مخصصات العديد من البرامج ذات البعد
الاجتماعي، مثل أجور العاملين في الجهاز الإداري للدولة التي بلغت ٣٠١ مليار جنيه،
بزيادة ٣١ مليار جنيه لمواجهة رفع الحد الأدنى للأجور، من ١٢٠٠ إلى ٢٠٠٠ جنيه
شهريًا، وتمويل أكبر حركة ترقيات في الجهاز الإداري للدولة بتكلفة ١,٥ مليار جنيه،
ومنح جميع العاملين بالدولة العلاوة الدورية بحد أدنى ٧٥ جنيهًا شهريًا، وإقرار
١٥٠ جنيهًا "حافز شهري"، لجميع العاملين بالدولة مراعاة لأوضاع صغار
الموظفين. كما حرصنا على صرف حزم تحفيزية واجتماعية تزامنا مع إجراءات
التخارج من الدعم حتى نقلل آثارها على المواطنين".
وأنهى المصدر
حديثه قائلاً: "اليوم نحن في مصاف الدول الأعلى نمواً وسط توقعات تباطؤ
الاقتصاد العالمي وتحسنت جميع مؤشرات الاقتصاد وتوفرت السلع واستقرت العملة،
والتضخم في طريقه للتراجع".
الفقي: الجانب الاجتماعي قلل من الآثار السلبية
من جانبه، قال
د. فخرى الفقي نائب الرئيس التنفيذي الأسبق لصندوق النقد الدولي في تصريحات خاصة، إن
الصندوق تعلم من التجارب التي لم تنجح في عدد من الدول والتي أثبتت أن الاصلاح
الاقتصادي يجب أن يكون ذي وجهة اجتماعية تحمي الطبقات الفقيرة.
واضاف: "هذه
الروشتة المتكاملة وخبراء الصندوق المحنكون الذين ساعدوا في إضافة بصمتهم على البرنامج
المصري، هو ما أنجح البرنامج في مصر، كما أن الدعم الفني
لمصر من أجل إجراء إصلاحات هيكلية، يجب أن يستمر، علماً بأن الإنفاق الاجتماعي
الموجه إلى الفقراء ساهم في تقليل الآثار السلبية".