مشيدة بتنظيم أمم أفريقيا.. "الجارديان": خسر المنتخب وفازت مصر
عندما أسدل
الستار على بطولة كأس الأمم الأفريقية في مصر مساء يوم الجمعة، فإن شعورًا سائدًا
بالارتياح غمر العديد من المصريين، على الرغم من شعور بالغصة لخروج المنتخب المصري
من المنافسة في دور الـ16.
وفسرت صحيفة
الجارديان البريطانية هذا الارتياح في نهاية البطولة، بأنه الشعور المصاحب دائمًا
للإنجاز خاصة وقد تمت الترتيبات لتنظيم البطولة على عجل، ولفتت الجارديان إلى فوز
مصر في مضمار آخر لا يقل أهمية عن الفوز بالكأس في المستطيل الأخضر، فأفضل ما حدث
في الشهر الماضي هو نجاح البلاد في كسب رأس مال سياسي استند إلى مبادرة مهمة تمثلت
في مد القاهرة يد المساعدة إلى قارتها وأشقائها الأفارقة عندما تقرر عدم تنظيم
البطولة في الكاميرون.
وقال زياد عقل
المحلل بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية "لا يمكن لأحد أن ينكر
حقيقة وجود صلة بين السياسة وتنظيم هذه البطولة، فالخطاب الوطني الذي يطغى على هذا
الأمر برمته هو مسألة وطنية وليست مسألة كرة قدم".
كانت البطولة
فرصة واضحة لمصر: فرصة تسمح لها بتعزيز مصالحها
وترسيخ قوتها الناعمة داخل إفريقيا. وأضاف عقل: "هذا يرتبط برئاسة مصر
للاتحاد الإفريقي، وكيف تحاول مصر إظهار صورة تقول إنها الدولة الأكثر قدرة في
مجال البنية التحتية الرياضية".
وأطلقت مصر
أيضًا قناة تليفزيونية جديدة، TimeSport، سمحت للمواطنين بمشاهدة المباريات مجانًا، في كسر
واضح للممارسات الاحتكارية للقنوات التي تفرض المشاهدة باشتراكات عالية التكلفة،
وقال عقل "إن امتلاك قناة مثل TimeSport هي إحدى أدوات القوة السياسية الناعمة لمصر".
ونجحت مصر في
تنظيم البطولة والحد من آثار شغب الملاعب بفرض بطاقة تعريفية للمشجعين، كشرط لحضور
المباريات، قبل شراء تذكرتها، وهي خطوة من التدابير المشددة، وكان من المثير رؤية
الجمهور في المدرجات، ولفت عقل "هذا الإجراء لم يكن موجودًا في تاريخ
الجماهير والملاعب المصرية، ويعتمد حضور الشخص للمباريات على تقييم وفقًا لبياناته
الشخصية من أجل التأكد من أنه غير مسيس ".