الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"فاشهدوا فاشهدوا".. مواقف تاريخية لا تُنسى بين مصر والجزائر

الرئيس نيوز

ما أفسدته كرة القدم قبل سنوات عادت لتصلحه مرة أخرى، ليعود الوجه الحقيقي للعلاقة بين مصر والجزائر، خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية، المقامة حاليا على أرض "المحروسة".

10 سنوات مرت منذ الأزمة التي تفجرت بين البلدين عام 2009 على خلفية التأهل إلى كأس العالم، إذابها الزمن سريعا عندما وجد المصريونت منتخب "محاربي الصحراء" يحقق ما لم يحققه منتخبهم في البطولة، ففرحوا لأشقائهم فرحتهم لأنفسهم.

في السطور التالية نرصد عدة محطات من العلاقة الأخوية بين القاهرة والجزائر.


شحنة سلاح على متن "فخر البحار"

عندما كانت المعارك محتدمة بين الجزائريين والاستعمار الفرنسي، أرسلت مصر شحنة سلاح على متن الباخرة "فخر البحار" التي كانت أحد اليخوت الخاصة بالملك فاروق، إلى قادة الثورة في الجزائر.

حملت الباخرة في فبراير 1954 الشحنة التي ضمت مئات الأسلحة والبنادق، في البحر المتوسط إلى الشواطئ الليبية، وهناك تم تفريغها ثم نقلها على جِمال وسيارات إلى داخل الأراضي الجزائرية بعيدا عن أعين الاحتلال الفرنسي.


بيان الثورة الأول من "صوت العرب"

في أول نوفمبر 1954، كان ت إذاعة صوت العرب بالقاهرة تقطع إرسالها لبث أول بيان للثورة الجزائرية من القاهرة، بصوت مذيعها الأشهر أحمد سعيد

وظلت الإذاعة تبث أخبار المقاتلين في الجزائر، بل كانت ترسل لهم رسائل مشفرة من خلال الأغاني والبرامج، وذلك لخداع الاحتلال الفرنسي الذي أدرك تأثير "صوت العرب" في معركة التحرير.

 

النشيد الوطني بألحان محمد فوزي

مثلما أُعلنت الثورة الجزائرية من القاهرة، فإن النشيد الوطني لبلد المليون شهيد كان بألحان مصرية أيضا.

ففي عام 1956، بعد أن ألف مفدي زكريا كلمات النشيد المعبر عن الثورة، جاء إلى القاهرة لتلحينه، فتبرع الموسيقار محمد فوزي بذلك، دون أجر، وقيل إنه دفع أجور الفرقة الموسيقية الضخمة التي عزفت ألحان النشيد.

وجاء لحن النشيد قويا معبرا عن الكلمات الملحمية التي تقول: 

"قسما بالنازلات الماحقات

والدماء الزاكيات الطاهرات

والبنود اللامعات الخافقات

في الجبال الشامخات الشاهقات

نحن ثرنا فحياة أو ممات

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا.."


ليلة "أمم إفريقيا" لا تشبه بارحة "كأس العالم"

بعد عشر سنوات من أزمة المباراة المؤهلة لكأس العالم في 2009 التي كادت تفسد عقودا طويلة من العلاقات بين البلدين، أظهر المصريين دعمهم للجزائريين خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة على أرض مصر حاليا.

التشيجع والمساندة المصرية لفريق "محاربي الصحراء" كان أكبر من دعم منتخب عربي، إذ وجد المصريون في المنتخب الشقيق ما لم يجدوه في منتخبهم أثناء البطولة.

وكانت لحظات بكاء المهاجم الجزائري بغداد بونجاح بعد إهداره ضربة جزاء في الدور ربع النهائي خوفا من خروج منتخب بلاده بسببه، هي ما ينتظره جمهور الفراعنة من لاعبيهم إثر الوداع المبكر للبطولة من دور الـ16 على يد جنوب إفريقيا، رغم عوامل الأرض والجمهور.

وقدم لاعبو الجزائر بعد مباراة نصف النهائي بالأمس أمام نيجيريا الشكر للجمهور المصري الذي ساندهم طوال مباريات البطولة، كما أقامت إدارة فندق رمسيس هيلتون احتفالا للمعلق الجزائري حفيظ دراجي بعد عودته من ملعب المباراة.